شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"نظام الكفالة يساوي العبودية المودرن.. نقطة!"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 1 سبتمبر 201809:58 ص

تتزايد أعداد عاملات المنازل في شرق أوسطنا، وتزداد معها التصرفات اللا إنسانية واللا أخلاقية. إليكم قصة "لينسا" التي نقلتها "THENIB"، ورسمها غدي غصن وفيرجيني لو بورني.

في يومٍ مشمسٍ في مارس 2018، رمت لينسا ليليزا نفسها من شرفة الطبقة الثانية من المنزل حيث تعمل.

ليليزا الإثيوبية ذات الـ21 ربيعاً كانت تعمل لدى أسرة لبنانية ثرية طوال سبعة أشهر.

[full_width][/full_width] من سرير المستشفى، بساقين مكسورتين، وفكٍ مكسور، سجّلت ليليزا فيديو لتُروي حكايتها مع سوء المعاملة والتعذيب اللذين تعرضت لهما إذ استخدمت العائلة سلكاً كهربائياً لأذيتها، كما جُرّت بشعرها في أرجاء المنزل. [full_width][/full_width] أُطلق الفيديو على فيسبوك عبر صفحة "This is Lebanon"، وهي منظمة غير ربحية، مدافعة عن حقوق العمال المهاجرين في لبنان، وتم تداول الفيديو على نطاق واسع. [full_width][/full_width] [full_width][/full_width] سربرايز… ظهرت ليليزا، ومحاميتها، والسيدة التي كانت تعمل لديها في مقابلة تلفزيونية. [full_width][/full_width] وحينذاك، نفت أن تكون قد تعرضت لأية إساءة، قائلةً إنها سقطت بالخطأ من شرفة المنزل، وأن ما قالته في المستشفى كان مجرد تأليفٍ، لرغبتها الشديدة في العودة إلى بلادها، مؤكدةً أن العائلة كانت تتعامل معها في منتهى اللُطف. عادت ليليزا من جديد إلى منزل العائلة اللبنانية نفسها. وعدتها سيدة المنزل أنها ستنهي عقدها في أسرع وقت. ومنذ ذلك الوقت لم يسمع أحد أخبار ليليزا، ولا حتى أهلها في إثيوبيا. [full_width][/full_width] علماً أنها ليست الحالة الوحيدة. تفقد الحياة نحو عاملتين أسبوعياً، إما إنتحاراً أو نتيجة هروب خاطئ في لبنان الذي يضم 250,000 عاملة منزلية، معظمهن من إثيوبيا، وسريلانكا، ونيبال، والفليبين. ترسل الفليبين أكبر عدد من عاملات المنازل إلى مختلف دول الشرق الأوسط، تليها أوغندا ثم كينيا وأندونيسيا. يُرسلن الفلبينيات غالباً إلى السعودية التي تعدّ منزلاً لأكبر عدد من العاملات الفليبينيات في الشرق الأوسط. [full_width][/full_width] يمكنك رؤية العاملات المنزليات في لبنان في الشوارع وهن حاملات الأكياس أو على الشواطئ مع الأطفال بينما تكون العائلة مستمعة بوجبة ما. [full_width][/full_width] في المباني الجديدة، غرفة صغيرة (4 أمتار مربعة) مخصصة للعاملة، وغالباً ما تكون جزءاً من المطبخ. قد جاءت العديد من عاملات المنازل إلى لبنان لمساندة بعض الأسر، وفي ذات الوقت، يحوِّلْنَ جزءاً من رواتبهن إلى عائلاتهن. تعدهن المكاتب التي تستقدمهنَّ بعملٍ جيد. [full_width][/full_width] هناك نحو 600 مكتبٍ لعاملات المنازل في لبنان. يمكنك اختيار واحدة من ضمن كتالوج يتضمن كامل المواصفات، الصورة، الاسم، الجنسية، والمهارات... ولكن نظام "الكفالة" يعتبر جزءاً من سوء المعاملة إذ يربط إقامة العاملات بإرادة أصحاب عملهن المطلقة. ليس ذلك فقط، بل يتم كذلك سحب جواز السفر خوفاً من هرب العاملة، وانتقالها للعمل لدى أسرة أخرى، أو العودة إلى بلادها. [full_width][/full_width] هناك أسباب عدة لهرب العاملات بحسب الحالات المسجلة، أبرزها عدم السماح للعاملة بالأكل أو الاتصال بعائلتها، حبسها في المنزل أثناء سفر العائلة، منعها من الخروج وحدها، منعها من يوم راحة في الأسبوع، والاعتداء عليها جسدياً وفي بعض الأحيان جنسياً... [full_width][/full_width] "نظام الكفالة يساوي العبودية الحديثة.. نقطة!" - ديبندرا أُبرتي، مؤسس This is Lebanon [full_width][/full_width] في 2011، بدأت مجموعة من عاملات المنازل، بمساعدة من منظمات غير حكومية، الاعتناء بعضهن ببعض. بيتي مولي (18 سنة) كانت إحداهن، تلتقي يوم أحد من كل شهر عاملات أخريات ويناقشن حقوقهن، ويساعدن من تحتاج إلى مساعدة، وإن كانت المساعدة مادية. [full_width][/full_width] مولي إحدى العاملات التي تم استعبادهن. دُفع لها راتب ثلاثة أشهر لا غير بعد سنة كاملة من العمل. هربت من المنزل، وها هي الآن تعمل في تنظيف "التواليتات" في أحد مولات لبنان. تعمل 12 ساعة في اليوم، و6 أيام في الأسبوع، وتتقاضى 500 دولار أمريكي شهرياً. (لا تعمل قانوياً إذ لا يزال جواز سفرها مع العائلة التي كانت تعمل لديها). [full_width][/full_width] في 2016، تم تأسيس "الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان" الذي يعتبر الأول من نوعه في العالم العربي، برغم عدم الاعتراف به بعد من قبل الحكومة اللبنانية. [full_width][/full_width] [full_width][/full_width] في ديسمبر 2016، رُحّل أحد مؤسسيه من لبنان.
استعباد تعيشه لينسا ليليزا والآلاف غيرها في القرن الـ21. هل يعقل أن تفقد الحياة عاملتان منزليتان أسبوعياً في لبنان إما انتحاراً أو نتيجة هروب خاطئ؟
26 دولة فقط، معظمها في أمريكا اللاتينية، تتبع القوانين التي وضعتها منظمة العمل الدولية. ونتساءل لماذا يهربن العاملات من منازلنا؟
لا تقتصر الإساءات على العاملات في لبنان فقط، بل تشمل العاملات في قطر والإمارات والسعودية التي تتبع نظام "الكفالة" ذاته. [full_width][/full_width] في الوقت نفسه، يزداد الطلب على عاملات المنزل. فبحسب الاتحاد الدولي لنقابات العمال، قد ازداد الطلب عليهن ثلاثة أضعاف في الدول الخليجية، في العشر سنواتٍ الأخيرة. [full_width][/full_width] هناك 67 مليون عامل منزلي حول العالم. 1 من 5 يعمل خارج وطنه، وتشكل النساء الأغلبية العظمى، بحسب منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة. [full_width][/full_width] %80 من العاملات المهاجرات يعملن في دول مرتفعة الدخل مثل الخليج، وأوروبا، وأمريكا الشمالية. عالمياً، لم تتحسن أوضاع عاملات المنازل. 26 دولة فقط، معظمها في أمريكا اللاتينية، تتبع القوانين التي وضعتها منظمة العمل الدولية. [full_width][/full_width] في مسيرات يوم العمال العالمي التاسع الذي شهدته لبنان يوم 24 يونيو، طالبت المئات من العاملات بأبسط حقوقهن. [full_width][/full_width] أما العاملات اللواتي لم يشاركن في المسيرة، شاركن "معنوياً" من خلف شبابيك المنازل، لعدم السماح لهن بأخذ يوم عطلة. [full_width] [/full_width]
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image