شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!

"ممكن نشرب كوفي؟"دعوة من شاب لفتاة في الشارع تثير ضجة بين المصريين

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 15 أغسطس 201804:40 م
قبل ساعات، بثت فتاة مصرية فيديو قصيرًا قالت إنه لواقعة "تحرش" شاب نزل من سيارته بحجة دعوتها إلى شرب القهوة في مقهى قريب بحي التجمع الخامس الراقي (شرق القاهرة). 15 ثانية فقط كانت كفيلة أن تدفع الفيديو للتحليق عاليًا بشكل فيروسي في فضاء الشبكات الاجتماعية، ليقترب من كسر حاجز المليون المشاهدة على فيسبوك، بعد نحو 24 ساعة من نشره. آراء المصريين جاءت متباينة تجاه تصوير الفتاة للواقعة، بين من ِأشاد بما فعلته وشجع بقية الفتيات على محاكاته، فيما رأى آخرون أنها بالغت في رد فعلها، لا سيما أن الرجل اعتذر لها ومضى بعيدًا عنها حين رفضت دعوته.

"في التجمع وبيحصل كده"

في السادسة والنصف من مساء الثلاثاء، نشرت الشابة منة جبران فيديو قصيرًا لما حدث معها، وكتبت متسائلة بلغة "الفرانكو آراب"، الشائعة بين أجيال الألفية الجديدة "Fel tagamoa w by7sal kda".  "في التجمع وبيحصل كدة" وفي وقت كانت سيارات مُسرعة تشق طريقها في شارع كبير بحي التجمع ذي المباني الفخمة، نزل شاب من سيارة بيك آب. وبابتسامة عريضة أُقبل على الفتاة قائلًا "ممكن نشرب كوفي في On The Run بدل ما انتي واقفة في الشارع كده بتضايقك؟!".
"الشارع مش مكان للتعارف ودي مساحة عامة وبالذات في مصر لازم الرجالة قبل الستات تلتزم بضوابط بسبب اللي الستات بتشوفه من حاملي لقب ذكر يرفضوا زي ما هما عاوزين".
آراء المصريين جاءت متباينة تجاه تصوير الفتاة للواقعة، بين من ِأشاد بما فعلته وشجع بقية الفتيات على محاكاته، فيما رأى آخرون أنها بالغت في رد فعلها، لا سيما أن الرجل اعتذر لها ومضى بعيدًا عنها حين رفضت دعوته.
في هذه اللحظات، كانت الفتاة تحمل هاتفها تجاهه، وترد على دعوته "أنت بتضايقني"، فاعتذر الشاب وعاد إلى سيارته.
/ ولاحقًا، أجرت الفتاة مداخلة هاتفية مع محطة إخبارية مصرية، لتروي تفاصيل الواقعة، كاشفةً عن تلقّيها تهديدات بعد نشرها الفيديو، كما كشفت عن "تحرش" شاب آخر بها، كان يرتدي تي شيرت أبيض ظهر أيضًا في صورة التقطتها ونشرتها على صفحتها. وقالت إنها في هذا الوقت كانت قد انتهت من عملها، وتنتظر قدوم الأتوبيس الذي يقلها إلى وجهتها. وأشارت إلى أنه "عمال يرمي في كلام وعملت هبلة، فرحت دخلت محل عشان ميعرفش طريقي"، وأنها لم تستطع مغادرة المكان حتى لا تفوتها الحافلة.

مدرجات السوشيال ميديا تُحلل: "مين الغلطان؟"

في أكتوبر 2017، قالت مؤسسة «طومسون رويترز» إن القاهرة تصدرت قائمة أسوأ مدن العالم، من حيث معدلات العنف الجنسي والممارسات الثقافية الضارة التي تعانيها النساء في تلك المدن. بضع ساعات مرت وتسارعت في غضونها وتيرة مشاركة الفيديو، وسط حالة من الانقسام بين مستخدمي السوشيال ميديا، إذ ذهب قسم منهم إلى أن رد فعل الفتاة كان طبيعيًا واستباقيًا خشية من تداعيات سيئة قد تحدُث لها، خاصة في مجتمع تعاني فيه النساء من معدلات مرتفعة لوقائع التحرش على اختلاف درجاته.
في المقابل، دافع آخرون عن الشاب، واعتبروا اعتذاره كافيًا بعدما رفضت الفتاة دعوته، مُعربين عن استيائهم من إقدامها على نشر الفيديو. وقال بعضهم إنها إذا كانت تأمل في مساواة وطريقة حياة وفق النموذج الغربي، لم يكن عليها أن تشهٰر به، لا سيما بعد انسحابه بعيدًا عقب رفضها دعوته.
بينما رفضت فتيات هذه الحجة، وقلن: "إيه علاقة لبسها وطريقة حياتها أنها تشبه الأجانب بأنها تقبل واحد يوقفها بالعربية ويقولها تعالي أعزمك ع قهوة وهو لا يعرفها ولا شافها قبل كده... الشارع مش مكان للتعارف ودي مساحة عامة وبالذات في مصر لازم الرجالة قبل الستات تلتزم بضوابط بسبب اللي الستات بتشوفه من حاملي لقب ذكر يرفضوا زي ما هما عاوزين".
في حين حاول آخرون تقديم قراءة متأنية تستعرض وجهتَيْ النظر، واستعادوا الحديث عن طريقة التعامل مع النساء في القاهرة في حقبة السبعينيات، وهي لم تعد دارجة حاليا في العاصمة.  وأخذوا على الفتاة دهشتها من حدوث الواقعة في حي مثل التجمع الخامس بقولها "في التجمع وبيحصل كده"، لكونه مكان إقامة الطبقات المُرفهة التي تعيش وفق نسق حياة مختلف عن أحياء أخرى في القاهرة. واعتبروا أن ذلك من شأنه وصم بقية المناطق السكنية وتبرير حدوث أفعال مشابهة فيها.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image