ماذا قدّم رصيف22 للقارىء العربي خلال خمس سنوات من عمره؟ مساحة حرّة ملأتها أقلام عربية كبيرة بجانب أقلام شابة، مساحة غير منحازة إلا إلى الحرية والعيش الكريم المواكب لمقتضيات العصر... قضايا تشغل بالنا اليوم وأخرى تستبصر مستقبلنا بجانب قضايا عدنا فيها إلى ماضينا لنقرأه بحيادية كي نتصالح معه كما هو، بدون تقديس وبدون تنكّر له.
25 مليون قارىء من أماكن مختلفة حول العالم شاركونا ودعمونا في عملنا هذا العام، بجانب دعم مؤسسات ترعى الصحافة المستقلة.
أردنا أن يكون التجوال بين صفحات رصيف22 خير وسيلة للتعرّف على تطلعات وهموم 370 مليون عربي. فحياة الموقع هي مرآة تعكس حياتنا وما يشغل بالنا من قضايا مختلفة، من الثقافة والاجتماع إلى السياسة والدين، المنظومتين اللتين تؤثران على كل نواحي حياتنا وترسمان حدودنا كأفراد لتجعلانا إما مواطنين أحراراً أو تحوّلانا إلى رعايا وأحياناً لاجئين مشرّدين أو حتى مساجين.
عالمنا العربي غني بأشكال مختلفة من التحوّلات، منها ما ينتبه إليها الجميع ومنها ما تبقى مجهولة لكثيرين. رصيف22 يأخذ على عاتقه مساءلة الماضي وتوثيق الحاضر والتطلع إلى المستقبل، من خلال الكلمة والصورة.
طوال عقود، تعرّضنا كشعوب تتكلم العربية إلى التهجير والدمار والقمع والمجاعات والحروب حتى صارت حياتنا رخيصة ومتعبة. أحداث كثيرة قرّبت بيننا أحياناً وباعدت بيننا أحياناً... لكن بقيت لغتنا العربية الجامع المشترك لهمومنا وثقافتنا المشتركة.
في عامنا الخامس، اهتمينا بالكثير من قضايا العالم العربي لنرسم صورة عن أشكال الحياة فيه. في مصر، حضرت قضية التضييق على الحريات الفردية والصحافية بجانب حضور مشاريع الحكومة وسياساتها المالية بكافة ملابساتها؛ في المغرب، توجّه اهتمامنا نحو حرية الصحافة والانتفاضات الجهوية والمحاكمات المجحفة؛ في السعودية فرحنا بقيادة المرأة للسيارة وبالمشاريع الطموحة ولكن فرحتنا أخمدها سجن المعارضين.
انهيار أبراج كابيتال في دبي أضعف أملنا بأن تكون دبي مركزاً اقتصادياً رائداً؛ أمّا الأزمة الخليجية فقد أحبطت حلم تحوّل مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى أحد أهم التكتلات الاقتصادية والسياسية في العالم.
في سوريا، بقي الجرح المفتوح يدمينا، وسلطنا الأضواء على معاناة المدنيين واللاجئين ومشينا معهم لتلمّس أفق مستقبلهم غير الواضح. أما في لبنان الذي لم تعد شؤونه تهمّ أحداً بعد الانتخابات التي أثبتت تلاشي مفهومي الأمّة والدولة فيه، فقد كنّا منبراً للآراء التي تطمح إلى التغيير وتحذّر من تضييق فسحة الحريات فيه وتحويله إلى دولة أمنية جديدة.
وبجانب قضايانا العربية، أطلّ الموقع على الشؤون الإيرانية والتركية والإسرائيلية المؤثرة على حياتنا الراهنة وعلى مستقبلنا.
إشكاليات كثيرة قاربناها بدون خوف. تساءلنا عن حقيقة البخاري وسيرته وكتاباته وعن حقيقة شخصيات وقضايا كثيرة في تاريخنا يحاول التيار العام منعنا من الحديث عنها إلا تقديساً.
توقيف أبلة فاهيتا كان له وقع كبير علينا؛ فشلنا في المونديال أحبطنا إلى درجة التوقف عن العمل يوماً كاملاً للملمة مشاعرنا "المخدوشة"؛ إساءة مغرّد إماراتي للشيخة موزة بددت في أعيننا فانتازيا الشهامة العربية؛ قصة الشابة المصرية العابرة جنسياً إيزابيلا الحديدي أبكتنا من جهل المجتمعات العربية؛ إساءة التعامل مع الخليجيين في جورجيا ذكّرتنا بأن العنصرية تجاه العرب موجودة أينما حلّوا؛ صفقة الرهائن القطريين آلمتنا وأقلقتنا من استخدام أموالها في قمع شعوبنا؛ سرقة ذهب السودان المقدّرة قيمته بـ900 مليار دولار فاجأتنا؛ وقصة عمر عبد الجبار الذي عرّض حياته للخطر لإنقاذ فتاة أيزيدية أعطتنا أملاً بأن المواطن الفرد لا يزال يستطيع التأثير في محيطه بفعالية... هذه عيّنة من قصصنا التي تعكس شكل تغطيتنا اليومية لما يحدث في محيطنا.
في عامنا السادس، سنستمر في أن نكون منبراً يوفّر للقارئ المعلومة الموثوقة التي تمكّنه من فهم ما يجري حوله بطريقة أفضل. سنستمر في تقديم خطاب حديث وتقدمي لا يتهرّب من مقاربة مشاكلنا الشائكة، ولكن بدون أن ينجرّ إلى محاور بث التفرقة بين الناس.
سنستمر في تطلعنا إلى مستقبل أفضل وفي محاربتنا لإحباط الشباب رغم المؤشرات الكثيرة على سعي السلطات إلى تهميشهم وسعي قادة كثيرين إلى تمديد فترات حكمهم أو توريثه لأبنائهم.
سنستمر في الحلم بغد أفضل لنا جميعاً، وستبقى "أجندتنا" الوحيدة المساهمة في نشر المعلومة، وتفكيك القديم الذي يحاول قتل الحياة الحديثة.
حياة موقع رصيف22 هي مرآة تعكس قضايانا، من الثقافة والاجتماع إلى السياسة والدين، المنظومتين اللتين ترسمان حدودنا كأفراد لتجعلنا إما مواطنين أحراراً أو تحولنا إلى رعايا وأحياناً لاجئين مشرّدين أو حتى مساجين.
في عامنا الخامس، اهتمينا بالكثير من قضايا العالم العربي لنرسم صورة عن أشكال الحياة فيه.. من مصر، إلى المغرب، إلى السعودية التي فرحنا بقيادة المرأة للسيارة وبالمشاريع الطموحة فيها ولكن فرحتنا أخمدها سجن المعارضين..
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
نُور السيبانِيّ -
منذ 20 ساعةالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ يوموالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ يومرائع
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت