نددت القنوات الرسمية للدولة بالاهتمام الكبير الذي لاقته ظاهرة خسوف القمر أمس الجمعة، من قبل العديد من المواطنين الذين على ما يبدو قد قرروا فجأة تنمية الحس العلمي لديهم، الأمر الذي اعتبرته وزارة التربية والتعليم تدخلاً سافراً في مصير خططها المحددة في هذا الشأن.
فيما توعد مسؤول بارز داخل الحكومة هؤلاء "المهتمين بالعلم حديثاً"، كما أطلق عليهم في بيان رسمي أُعلن في مؤتمر مباشر صباح اليوم، بالمزيد من الظواهر الطبيعية تلبية لاهتماماتهم الجديدة، إذ كشف عن عزم جميع مؤسسات الدولة المضي قدماً في مشروع رؤية المواطن للنجوم في عز الظهر لباقي أيام السنة كاملة تعويضاً له عن غياب الخسوف -قبل أن يطلق بعض الضحكات بصوت منخفض-داعياً المواطنين الشرفاء ممن لم يقعوا فريسة لتلك "الموضة" الجديدة إلى الاستمتاع بمشاهدة نظرائهم أثناء تلقيهم نتائج ظاهرة النجوم تلك.
ومن ناحية أخرى، أشار المسؤول -غير المسؤول على ما يبدو عما سيحدث- إلى وجود نية قوية داخل وزراة المال لفرض ضريبة مخصصة لمواكبة ظاهرة "خسوف القمر" بحيث يتم اقتطاع 10% من راتب جميع المواطنين مع إطلاق تسمية "ضريبة خسوف القمر" عليها، وذلك سعياً لمشاركة الشعب في مظاهر الاهتمام تلك، مع الوضع في الاعتبار تقليص تلك النسبة لتصبح 5% فقط على مشاهدة الظاهرة المزمع إطلاقها جديداً "النجوم في عز الضهر"، معللاً بأن ذلك من شأنه تعليم المواطن عدم الاهتمام إلا بما يتم تحديده رسمياً من قبل السلطات.
أشار المسؤول -غير المسؤول على ما يبدو عما سيحدث- إلى وجود نية قوية داخل وزراة المال لفرض ضريبة مخصصة لمواكبة ظاهرة "خسوف القمر" بحيث يتم اقتطاع 10% من راتب جميع المواطنين مع إطلاق تسمية "ضريبة خسوف القمر" عليها، وذلك سعياً لمشاركة الشعب مظاهر الاهتمام تلك
كشف المسؤول الحكومي عن قرار بإنشاء مجمع جديد تحت إسم "مجمع إنشاء الظواهر الحكومية واستغلال الظواهر الكونية"، حيث يهدف إلى زيادة معدل تلك الأفكار اللامعة والتي تعود على الدولة بالخيروأشاد الحضور بذلك القرار العبقري، إذ قال أحدهم: "قرار الحكومة بفرض الضريبة لا يتعارض مع إطلاقها ظاهرة النجوم في عز الظهر الجديدة، فلو دققنا قليلاً قبل المعارضة العمياء سنجد أن الظاهرة تلك قد بدأت بالفعل حينما حددت النسبة ب 10%"، فيما أكد آخر أن القرارات تأتي في توقيت مميز لمصلحة المواطن بكل تأكيد متهكماً على احتمالية السخرية من ذلك، مضيفاً: "لو لم تأخذ حكومتنا الرشيدة تلك الخطوة لاتّهمها عامة الشعب بالتكاسل والإهمال في استغلال الأحداث العالمية أيضاً، وها هي تدلو بدلوها في واحد من الأيام المميزة، فأنا شخصياً قد قررت اقتطاع جزء من مصروف أبنائي بعد مشاهدتهم للخسوف حتى أستطيع تربيتهم على أنه لا يوجد شيء مجاني في تلك الدولة، والحمد لله على وجود الشيء من الأساس". وفي نهاية المؤتمر كشف المسؤول الحكومي عن قرار آخر بإنشاء مجمع جديد تحت إسم "مجمع إنشاء الظواهر الحكومية واستغلال الظواهر الكونية"، يهدف إلى زيادة معدل تلك الأفكار اللامعة والتي تعود على الدولة بالخير، خاصة بعد طرح أحدهم عدة أفكار لظواهر جديدة مثل "ظاهرة الإصلاحات التي لا تُرى بالعين المجردة وظاهرة الخدمات العامة التي لا يراها إلا المؤمنون، وفي حال ظل هناك بصيص من الرؤية لدى المواطنين، فهنا يأتي دور ظاهرة انعدام رؤية المستقبل تماماً". هذا الموضوع ساخر ولكننا لا نستطيع القول إنه لا يمت إلى الواقع بصلة
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...