دفعت ضجة صورته مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اللاعب مسعود أوزيل إلى إعلان اعتزاله اللعب لمصلحة المنتخب الألماني على المستوى الدولي، رافضًا الربط بين لعبه كرة القدم والسياسة.
أوزيل ذو الأصول التركية أرجع قرار اعتزاله إلى شعوره بـ"إهانة عنصرية وعدم احترام" بعد انتقادات وجهت له، بدعوى تقديم أداء ضعيف في كأس العالم في روسيا.
أبدى صانع ألعاب المانشافت ونجم نادي أرسنال الإنجليزي، من مهاجمته من قبل الصحف في ألمانيا، ففي حديثه مع مجلة "سبورت بيلد" بالعام 2015، أبدى استياءه من وصفه بـ"الألماني - التركي".
آنذاك قال: "لست منزعجًا لكني مذهول، فأنا الوحيد الذي يتم مناداته بهذا الشكل، فسامي خضيرة لا ينادونه (الألماني – التونسي)، لافتًا إلى أنه مولود في مدينة جيلسنكيرشن وترعرع في ألمانيا.
"غباء سياسي"
خلاف أوزيل داخل المنتخب الألماني بدأ قبيل المونديال بسبب صورته وزميله لاعب مانشستر سيتي الإنجليزي التركي الأصل إلكاي غندوغان، مع إردوغان إبان زيارته لبريطانيا في مايو الماضي. حينها، وجَه الاتحاد الألماني لكرة القدم انتقادًا للاعبين قبيل وأثناء كأس العالم في روسيا، ووصف ظهور أوزيل وغندوغان مع إردوغان بأنه "غباء سياسي". وكان رينارد جريندل، رئيس الاتحاد، قال: "الاتحاد يحترم بالتأكيد خصوصية اللاعبين، لكن كرة القدم والاتحاد يقدران القيم التي لا يحترمها السيد أردوغان بالقدر نفسه.وليس بالأمر الجيد أن يضع اللاعبان الدوليان نفسيهما موضع الاستغلال في حملة أردوغان الانتخابية".رحب وزراء في الحكومة التركية بقرار أوزيل. وكتب وزير العدل عبد الحميد جول في تويتر: "أهنئ مسعود أوزيل الذي سجل بقراره ترك المنتخب الألماني أجمل هدف ضد فيروس الفاشية".
أوزيل: "لست منزعجًا لكني مذهول، فأنا الوحيد الذي يتم مناداته بهذا الشكل، فسامي خضيرة لا ينادونه (الألماني – التونسي)"وبعد انتهاء المونديال تواصلت حملة الانتقادات ضد أوزيل، الذي حمَله غريندل المسؤولية عن إخفاق المنتخب خلال البطولة. إلا أن أوزيل، في بيان اعتزاله الذي نشره على ثلاث دفعات في صفحاته الرسمية على مواقع التواصل، قال: "بحزن بالغ وبعد فترة تفكير طويلة بسبب الأحداث الأخيرة لن ألعب مع ألمانيا على المستوى الدولي مرة أخرى بسبب شعوري بإهانة عنصرية وعدم احترام". وأضاف: "لقد كنت أرتدي قميص المنتخب (الألماني) بفخر وحماس، لكن الآن لا. هذا القرار صعب علي للغاية لأنني أعطيت كل ما أملك لزملائي والجهاز الفني والمشجعين الألمان". "ولكن الاتحاد الألماني عاملني بعدم احترام بسبب أصولي التركية ليتم الزج بي في معارك سياسية. أنا لا ألعب كرة القدم لهذا، ولن أجلس ولا أفعل شيئًا، العنصرية يجب أن لا تكون مقبولة". وقال اللاعب إنه غير نادم على التقاطه صورة مع الرئيس التركي، موضحًا "لم يكن اجتماعنا بهدف الترويج لغايات سياسية. "أعلم أن صورتنا معًا تسببت بانتقادات شديدة في الصحف الألمانية، وفي وقت يمكن لبعض الناس اتهامي بالكذب أو بالخداع". وتابع: "أعلم أنه من الصعب فهم الأمر، كما هي الحال في معظم الثقافات إذ لا يمكن فصل السياسي عن شخصه. مهما كانت ستكون النتيجة في هذه الانتخابات أو نتائج الانتخابات السابقة، كنت سألتقط الصورة". "جذور أسلافي تعود إلى أكثر من بلد واحد. بينما نشأت وترعرت في ألمانيا، تملك عائلتي جذورًا راسخة في تركيا. لديّ قلبان: أحدهما ألماني والآخر تركي".
تركيا ترحب
عُرف أوزيل في ألمانيا باسم بـ"الغراب" و"ميزو توزييه" أو "عازف الليل"، منذ تألقه عندما كان لاعبًا في صفوف نادي شالكة، بسبب ذكائه الشديد وتحركه في الملعب وتميزه في صناعة الأهداف. وأحرز مع الماكينات نسخة كأس العالم بالبرازيل في 2014. في أنقرة وبرلين، تباينت ردود الفعل تجاه اعتزال أوزويل اللعب للمنتخب الألماني. وقالت أورليكه ديمر، متحدثة باسم المستشارة أنجيلا ميركل، اليوم، إن حوالى ثلاثة ملايين شخص من أصول تركية يعيشون في ألمانيا اندمجوا بشكل جيد. وأكدت المتحدثة أن المهاجرين مرحب بهم في ألمانيا، وأن ميركل تقدر أوزيل. وقالت إنه لاعب رائع قدم الكثير للمنتخب الوطني، وإن ميركل تحترم قراره، حسب ما أوردته شبكة "دويتش فيلله". ولفت هارالد شتينجر، المتحدث السابق باسم الاتحاد الألماني، إلى أن على جريندل ترك منصبه. وقال لشبكة "سكاي سبورتس": "جريندل كان ولا يزال أسوأ رئيس رأيته في الاتحاد الألماني. إذا كان أمينًا، عليه أن يدرك أن وقته في رئاسة الاتحاد انتهى". وكتب جيروم بواتينج، زميل أوزيل السابق بالمنتخب، في حسابه على تويتر: "كان أمرًا مبهجًا أخي"، وكتب كلمة "أخي" باللغة التركية. وهاجم أولي هوينيس، رئيس نادي بايرن ميونخ لكرة القدم، أوزيل، قائلًا في تصريحات للصحفيين قبل سفر بايرن إلى الولايات المتحدة: "إنني سعيد بأن الأمر كله قد انتهى، إنه يلعب بحماقة منذ أعوام. الآن يخفي نفسه وعروضه المتواضعة خلف هذه الصورة". في حين رحب وزراء في الحكومة التركية بقرار أوزيل. وكتب وزير العدل عبد الحميد جول في تويتر: "أهنئ مسعود أوزيل الذي سجل بقراره ترك المنتخب الألماني أجمل هدف ضد فيروس الفاشية". ومثله فعل وزير الرياضة التركي، محمد كاسابوجلو، ونشر صورة أوزيل مع أردوغان، وعلق: "نحن نؤيد بصدق الموقف المشرف الذي اتخذه شقيقنا مسعود أوزيل".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.