عندما خطف الأتراك الكرة من قائد منتخب كوريا "هونج ميونج بو" ليسجلوا عن طريق قائدهم هاكان شوكور هدفاً في الثانية الحادية عشرة بعد ركلة البداية، لم يكونوا يدركون أنهم سجلوا للتو أسرع هدف في تاريخ المونديال، لكنهم كانوا على يقين أنها اللحظة الأهم في تاريخ كرة بلادهم، تركيا التي كادت تصل للنهائي لولا لحظة من العبقرية لرونالدو البرازيلي في نصف النهائي حصلت على المركز الثالث من أنياب الدولة المضيفة كوريا الجنوبية عام 2002، والغريب أنها لم تعد أبداً للمونديال بعد ذلك.
مباراة المركز الثالث التي ألغاها الاتحاد الأوروبي من بطولاته بداعي عدم جدواها تمثل فرصة لدخول التاريخ لدول تخوض مجال المنافسة على اللقب للمرة الأولى، بولندا التي أبهرت الجميع في مونديال 1974 أنهت المشاركة في المركز الثالث بالفوز على حامل اللقب البرازيلي، وعادت لتكرار إنجازها الأفضل في مرة أخرى عام 1982 بالفوز على فرنسا التي رفض قائدها ميشيل بلاتيني المشاركة في المباراة، مثلما عاود رفض المشاركة في نفس المباراة بعدما صدمته خيبة الأمل في المونديال التالي ايضاً عام 1986، لكن رفاقه هذه المرة منحوه البرونزية، تذكاره الوحيد من المونديال.
المانيا التي لم يكن يعنيها كثيراً أن تفوز بالمركز الثالث على أي أرض ، كافحت للحصول عليه في مونديالها عام 2006 في لقاء كان الأخير للحارس التاريخي أوليفر كان مع منتخب بلاده
مباراة المركز الثالث التي ألغاها الاتحاد الأوروبي من بطولاته بداعي عدم جدواها تمثل فرصة لدخول التاريخ لدول تخوض مجال المنافسة على اللقب للمرة الأولىاللقاء البرونزي اسم أطلقته السويد على فوز فريقها بمباراة المركز الثالث عام 1994 متفوقة على بلغاريا ومحققة ثاني أفضل إنجاز في تاريخها بعد الوصول لنهائي 1958، أما كرواتيا فبقي انجاز برونزية 1998 على حساب هولندا أعظم ما قدمته كرويا قبل أن يأتي لوكا مودريتش ورفاقه إلى موسكو ليكتبوا تاريخاً جديداً. اللقاء الذي ينظر إليه على أنه محاولة من "فيفا" لإبقاء الجمهور منشغلاً بالبطولة في تحضيرات النهائي ولمنح مبيعات التذاكر وحقوق البث التلفزيوني مباراة إضافية، كان أيضاً فرصة لأصحاب الأرض لوداع البطولة بابتسامة بدلاً من دموع نصف النهائي ، إيطاليا التي أبكاها مارادونا في نابولي عام 1990 أنهت مشاركتها بفوز على إنجلترا قدم فيه روبرتو باجيو لمحة مما سيقدمه لاحقاً لقيادة إيطاليا لنهائي البطولة التالية، والمانيا التي لم يكن يعنيها كثيراً أن تفوز بالمركز الثالث على أي أرض ، كافحت للحصول عليه في مونديالها عام 2006 في لقاء كان الأخير للحارس التاريخي أوليفر كان مع منتخب بلاده، نفس الأمر الذي حاولت البرازيل فعله في المونديال الماضي عام 2014 عندما دخلت لقاء هولندا بحثاً عن أي اعتذار لجماهيرها عن سباعية إلمانيا ، ليضيف الهولنديون ثلاثية أخرى أكدت أن الجرح في القميص الأصفر لن يلتئم ولو بعد اربع سنوات في روسيا.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...