منحازاً إلى موقفه المعتاد من قضية عوقب بسببها وهو في أوج تألقه، أبرزت وسائل الإعلام موقف محمد ابو تريكة، وهو يعتذر عن صورة جمعته بمشجع لم يكن يعرف أنه إسرائيلي خلال وجوده بنهائيات كأس العالم، البطولة التي لم يعرفها التاريخ الكروي الإسرائيلي الا بفصول من محاولات اقتحام المجال الكروي بنفس الطريقة التي تم بها الترويج في دوائر التواصل الاجتماعي لصورة "تريكة" مع المشجع الإسرائيلي.
قصة إسرائيل والكرة وكأس العالم تعود أولاً إلى تصفيات مونديال 1934، وقتذاك تأهل المنتخب المصري للبطولة التي أقيمت في ايطاليا على حساب منتخب فلسطين التي كانت تحت الانتداب البريطاني ، هذا المنتخب يدعي الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم على موقعه الرسمي أنه الوريث الشرعي له رغم أن إعلان دولة إسرائيل كان بعد هذا التاريخ بأربعة عشر عاماً، لكن التشكيلة التي خاضت مباراتين مع مصر بين القاهرة وتل أبيب كانت مشكلة بالكامل من اللاعبين اليهود لان الاتحاد الذي حمل اسم فلسطين يومذاك كان قد تأسس على يد اليهود القادمين من اوروبا الى المستوطنات اليهودية بقيادة مدرب نمساوي ، وحينذاك فازت مصر بسبعة أهداف لهدف في القاهرة وأربعة أهداف لهدف في تل أبيب.أبو تريكة لم يكن الأول الذي رفض محاولات اقحام اسرائيل في المجال الكروي، فالمنتخب الإسرائيلي كاد يصل لمونديال 1958 لأن مصر ثم السودان انسحبتا على التوالي قبل مواجهتها
بعد طردها من الاتحاد الآسيوي والحاقها بالاتحاد الأوروبي لكرة القدم لم يعد لإسرائيل وجود يذكر في عالم الكرة ولعبة التأهل إلى المونديال إلا من لقطات متباعدة لتعادلات امام الكبار أو وجود لقلة من المحترفين في الدوري الانجليزيابوتريكة لم يكن الأول الذي رفض محاولات اقحام اسرائيل في المجال الكروي، فالمنتخب الإسرائيلي كاد يصل لمونديال 1958 لأن مصر ثم السودان انسحبتا على التوالي قبل مواجهتها، وقبلهما انسحبت تركيا ثم أندونيسيا بعد أن طلبت اللعب مع إسرائيل على أرض محايدة، مما دفع الاتحاد الدولي لاعتماد قاعدة تقتضي بأنه لا يجوز أن يصل فريق للمونديال دون خوض لقاءات فعلية، فاضطرت إسرائيل إلى أن تلتقي مع ويلز وخسرت ، هذا النوع من المقاطعة كان أيضاً، وللغرابة، هو صانع تاريخ اسرائيل الكروي حيث استفادت من رفض العديد من الفرق مواجهتها في البطولات الآسيوية التي كانت تلعب فيها بحكم الموقع الجغرافي، فحصدت بطولة آسيا 1964، علاوة على المركز الثاني في بطولتي 1956 و1960، والمركز الثالث في بطولة 1968، كما وصلت لأول مرة إلى أوليمبياد مكسيكو 1968 ، أما تأهلها الوحيد لكأس العالم فكان من بوابة القارة الآسيوية بعد رفض منتخب كوريا الشمالية مواجهة هذا الفريق لتصل إسرائيل للمرة الأولى والأخيرة الى المونديال في بطولة عام 1970 بالمكسيك. [caption id="attachment_154743" align="alignnone" width="700"] بطولة آسيا 1964[/caption] بعد طردها من الاتحاد الآسيوي والحاقها بالاتحاد الأوروبي لكرة القدم لم يعد لإسرائيل وجود يذكر في عالم الكرة ولعبة التأهل إلى المونديال، إلا من لقطات متباعدة لتعادلات امام الكبار أو وجود لقلة من المحترفين في الدوري الانجليزي، ولم يبقَ لهم سوى هذه اللقطات لمحاولة اقتحام هذا العالم الذي لم تزل عزلتهم فيه أوضح من أن يتم إخفاؤها ، ولم يكن أبوتريكة البتة العنوان الذي يمكن أن تكسر من خلاله هذه البلد عزلتها الكروية ، الرجل الذي دفع ثمن قميص غزة الذي ارتداه في كأس أمم إفريقيا 2008 مثلما لا يزال يدفع ثمن مواقفه الاخرى مبتعداً اضطرارياً عن البلد الذي رسم الكثير من لحظاته الكروية ، لم يكن ليدع صورة كهذه تمر دون اعتذار يستحقه منه الذين أحبوه.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
نُور السيبانِيّ -
منذ 10 ساعاتالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ يوموالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ يومرائع
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت