يعود المنتخب المغربي إلى بطولة كأس العالم في روسيا 2018، بعد 20 عاماً من الغياب. وحينما يعود الأسود، من الطبيعي أن يترقّب العالم العربي ما سيقدمه أبناء المنتخب الذي قهر البرتغال في المكسيك، وأحرج ألمانيا في مونديال 1970، ولم يخرج من بطولة فرنسا 1998 إلا بعد فوز غريب للنرويج على البرازيل اعتبره البعض مؤامرة.
دوّن المغرب تاريخه المونديالي بأحرف من نور في بطولة 1986، حينما تأهل للدور الثاني في صدارة مجموعة ضمت إنكلترا والبرتغال، وهي المرة الأولى والأخيرة التي يتأهل فيها فريق عربي إلى الدور الثاني في صدارة مجموعته. ويأمل أبناء الجيل الحالي في تكرار ملحمة المكسيك مرة أخرى، لكن على الأراضي الروسية.
فرحة المغرب بالتأهل قتلتها صدمة القرعة المونديالية التي أوقعت أسود الأطلس في مجموعة نارية مع البرتغال وإسبانيا بجانب المنتخب الإيراني. لكن الشارع المغربي استفاق سريعاً من صدمة المجموعة النارية، وعاد حلمه يتصاعد تدريجياً، على أمل التخطيط للعبور الآمن إلى ثمن النهائي.
نجوم المنتخب المغربي السابقون يتحدثون لرصيف22 عن حظوظ التأهل، وحسابات المجموعة التي تضم منتخب بلادهم، وتأثير الغيابات... ويقدّمون "روشتة" تحمل وصفة تغلّب المغرب على اليأس.
عزيز بودربالة: "لم نسرق تأهلنا"
يقول النجم المغربي السابق عزيز بودربالة: "تأهلنا للمونديال كان المشوار الأصعب، ويبقى علينا أن نؤكد من خلال مجموعتنا في روسيا أننا لم نسرق تأهلنا هذا. لدينا منتخب يملك العديد من الخبرات والإمكانيات لتخطي الدور الأول، وتكرار إنجاز التأهل كما في مونديال المكسيك 1986".
ويضيف: "نحن لا نقل عن الكبار حتى تتوقف طموحاتنا عند التمثيل المشرّف. نملك لاعباً سيخوض نهائي دوري أبطال أوروبا هو أشرف حكيمي مع ريال مدريد الإسباني، كما نملك لاعبين مؤثرين في الدوريات الأوروبية مثل حمزة منديل مع ليل الفرنسي، والمهدي بنعطية لاعب يوفنتوس الإيطالي المتوج بالدوري، والذي قدم موسماً استثنائياً مع فريق السيدة العجوز، وكذلك حكيم زياش لاعب أياكس أمستردام الهولندي والذي تتصارع عليه فرق أوروبية عدة، وسفيان بوفال اللاعب المتألق مع ساوثهامبتون الإنكليزي، إضافة إلى كريم الأحمدي نجم فاينورد روتردام الهولندي".
ويستغرب بودربالة من "حجم الهالة الإعلامية الكبيرة التي ترافق هؤلاء النجوم مع فرقهم الأوروبية" في مقابل "محاولة مستمرة لدى الإعلام المغربي للتقليل من مردودهم الفني مع المنتخب الوطني".
يعود بودربالة إلى الماضي، وبالتحديد إلى مونديال المكسيك 1986، ويقول: "لم نتأهل في صدارة المجموعة بسبب الحظ. كان لدينا جيل عظيم يؤمن بقدراته. ورغم التعادل مع بولندا وإنكلترا في أول مباراتين، نجحنا في تحقيق المعجزة وقهرنا البرتغال في اللقاء الثالث بثلاثية مقابل هدف لنتأهل في الصدارة".
ويضيف: "المغرب سيدخل مونديال روسيا بشعار أكون أو لا أكون، لم نكافح أمام ساحل العاج في ملعبها في المحطة الأخيرة من التصفيات، من أجل التمثيل المشرّف في كأس العالم. نودّ الوصول إلى أبعد ما يمكن. حزين جداً لغياب النجم وليد أزارو عن المشاركة مع الأهلي المصري في الفترة الأخيرة بما يعني خروجه، بنسبة كبيرة، من حسابات المدرّب الفرنسي هيرفي رينارد، لكنه مهاجم كان يمكن أن يقدم الإضافة مع الأسود في روسيا، وهو نفس حال زهير فضال لاعب ريال بتيس الإسباني الذي ضربته الإصابة مؤخراً، وحرمت منتخبنا من خدماته".
لا يعتبر بودربالة المنتخب البرتغالي منتخباً صعباً. يقول: "فريق يعتمد على النجم الأوحد يمكن إسقاطه"، ويتابع: "ما نطلبه من لاعبي المنتخب أن يخوضوا اللقاء الثاني أمام برازيل أوروبا بدون رهبة، لأنه في المتناول جداً، ويمكن أن يكون هذا اللقاء بوابة العبور إلى الدور الثاني قبل مواجهة إسبانيا الأصعب من وجهة نظري في المجموعة".
مصطفى حاجي: "كل المباريات مباريات موت"
يتعجّب مصطفى حاجي، نجم منتخب المغرب في مونديالي 94 و98، من تسمية مجموعة المنتخب المغربي بـ"مجموعة الموت"، ويرى أن كل مواجهات المنتخبات الـ32 في المونديال هي مباريات موت.
برأيه، تمتلك جميع فرق المجموعات حظوظاً متساوية في التأهل للدور الثاني، لأن المعيار في النهاية هو تحضير الجهاز الفني لكل مباراة، وحالة اللاعبين طوال الـ90 دقيقة.
ويشير حاجي إلى أن خطة المنتخب المغربي هي بناء فريق قوي للحاضر والمستقبل، من خلال الاعتماد على لاعبين صغار، حتى لا يتأثر الأسود بالمرحلة الانتقالية بين جيلين، موضحاً أن قائمة المنتخب لا تضم سوى أربعة لاعبين فقط تجاوز عمرهم الـ30 عاماً، وهم مهدي بن عطية، وكريم الأحمدي، ونور الدين مرابط، ونبيل درار، فيما يتشكل معظم قوام المنتخب الأساسي من لاعبين صغار مثل أشرف حكيمي، وحكيم زياش، وحمزة منديل وكلهم لم يتجاوز عمرهم الـ24 عاماً."أهم ما ميّز المنتخب خلال الفترة الأخيرة بشكل عام هو سرعة استرداد الكرة من الخصم، والسرعة الكبيرة في نقل الهجمة، والتنوع في مباغتة المنافس"... المغرب وحلم مونديال 2018
"لماذا نتفاءل بأن أول مواجهة مع إيران. على الورق هي المواجهة الأسهل، لكن أخشى من أن تكون فخاً كبيراً يسقط فيه المغرب. الكرة الإيرانية تتشابه كثيراً مع الكرة الإفريقية من حيث الاعتماد على السرعات والتقنيات الفنية"ويرى حاجي الذي يعمل مساعداً للفرنسي هيرفي رينارد أنه "يمكن القول إنها مجموعة صعبة وصعبة جداً. أن تقع مع المنتخب الإسباني بطل العالم في 2010، والمنتخب البرتغالي آخر بطل لأوروبا، فهذا يصعّب المهمة، لكنه يرفع عنا الضغوط لتحقيق المستحيل. لن نذهب إلى روسيا للتنزه. على أكتافنا حلم الشعب المغربي ولن نتنازل عن أن نكون عند حسن الظن دائماً". يوسف شيبو: "المواجهة الأولى ترسم الطريق" النجم يوسف شيبو، أحد أفراد كتيبة المنتخب المغربي في مونديال فرنسا 1998، يصف مجموعة المغرب في مونديال روسيا بالمستحيلة، لكنه يمنح بصيص أمل من خلال رؤيته لترتيب مباريات الفريق إذ يستهل أسود الأطلس مشوارهم بمواجهة إيران. ويقول: "من المعروف أن المواجهة الأولى ترسم الطريق في باقي البطولة، وهي مفتاح مهم لأي منتخب يريد الوصول بعيداً في هذا العُرس العالمي". وعن المزايا الفنية التي يتمتع بها منتخب أسود الأطلس يقول: "شاهدنا مباراة المغرب وصربيا في مارس الماضي والتي فاز بها فريقنا بهدفين مقابل هدف في ضوء الاستعدادات للمونديال، والحقيقة أن منتخبنا فاق توقعاتنا من حيث الاستعداد الذهني والنفسي والفني للمباراة. رينارد لعب بطريقته المعتادة 4-3-3 مع إحكام الرقابة على مفاتيح لعب الفريق المنافس من خلال كماشات دفاعية". ويلفت إلى أن "أهم ما ميّز المنتخب خلال الفترة الأخيرة بشكل عام هو سرعة استرداد الكرة من الخصم، والسرعة الكبيرة في نقل الهجمة، والتنوع في مباغتة المنافس من خلال التحرك الأمامي للظهيرين والاختراق من العمق". "عليكم أن تصنعوا مجدكم بأيدكم ولا تنتظروا هدايا الآخرين"، يقول شيبو لأبناء الجيل المغربي الحالي، مذكراً بـ"صدمة مونديال 98 الغريبة"، حينما قلبت النرويج الطاولة على البرازيل وحوّلت تأخرها بهدف إلى انتصار بهدفين في آخر ثلاثة دقائق من المباراة، مجهضةً حلم المغاربة في المونديال. وعن حظوظ المغرب، يقول: "قبل 7 أو 8 شهور كان من الصعب الثقة الكاملة في حظوظ المغرب، لكن الوضع تغيّر خلال المباريات الأخيرة، تحديداً آخر ست مباريات. يمكن القول الآن إننا نملك منتخباً قوياً وحاضراً على المستوى الذهني والنفسي للمنافسة". ويتابع: "طبيعي أن نقول إن جيل مونديال فرنسا 1998 كان أفضل، المنتخب وقتها ضحى ببطولة أمم إفريقيا لتحقيق حلم عبور الدور الأول من المونديال، وكنا في التصنيف العاشر عالمياً، وهو إنجاز لم يتكرر بعدها أو قبلها: أن تدخل المونديال وأنت ضمن العشرة الكبار في العالم، وقدمنا مستويات جيدة لكن التوفيق خاننا". حسن مومن: "أخشى أن تكون مواجهة إيران فخاً" حسن مومن، المدير الفني السابق لمنتخب المغرب والذي خلف الفرنسي روجيه لومير في تصفيات مونديال 2010، يحذّر المنتخب المغربي من الاستهانة بالمنتخب الإيراني في افتتاح المشوار. ويقول: "لماذا نتفاءل بأن أول مواجهة مع إيران. على الورق هي المواجهة الأسهل، لكن أخشى من أن تكون فخاً كبيراً يسقط فيه المغرب. الكرة الإيرانية تتشابه كثيراً مع الكرة الإفريقية من حيث الاعتماد على السرعات والتقنيات الفنية، ومن الصعب التكهن بالطريقة التي يواجه بها المغرب". وأضاف مدرب المغرب السابق: "هناك ملاحظة سلبية وحيدة على المنتخب وهي سوء التمركز في حالة الكرات الثابتة المضادة للخصم، وتحديداً الكرات التي تكون على حدود منطقة جزائنا. دعنا نعترف أن تعامل المدافعين المغاربة مع هذه الوضعية بالذات يثير بعض القلق لدى الشارع الرياضي، أتمنى أن يعالج المنتخب خلال مباريات التحضير الودية هذه المشكلة التي تؤرق المتابعين". وعن المواجهة الافتتاحية مع المنتخب الإيراني يتابع مومن: "دعنا لا ننسى أن إيران هي أول منتخب تأهل لكأس العالم. لديها قوة كبيرة ولاعبين مميزين وثقة عالية في مدربها ونجومها وحظوظها. ليس هناك فريق وصل لكأس العالم يمكن اعتباره فريسة أو صيداً سهلاً، فالجميع لديهم حظوظ عبور الدور الأول، ومواصلة التحدي في البطولة الأهم بالعالم، وإيران لديها من الحوافز ما لدى المغرب وكذلك إسبانيا والبرتغال". وعن مواجهتي إسبانيا والبرتغال يقول: "يمكن للمغرب أن يخطف انتصاراً على أحد المنتخبين، لن ننظر إلى قوة المنتخبين والأسماء التي فيهما دون إلقاء الضوء على بعض السلبيات التي تعيق طموحاتهما في المونديال وأهمها أن معظم لاعبيهما لعبوا كماً كبيراً من المباريات في موسم واحد. يمكن للمغرب أن يركز على سلبيات المنتخبين لرسم خطة العبور إلى الدور الثاني".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...