"غصب" إعلان مَلَأ شوارع المملكة العربية السعودية وبعض البلدان الخليجية لنكتشف فيما بعد أنه لقناة سعودية على وشك الولادة واللحاق بأختيها "غصب 1" و "غصب 2".
لم يكن هناك أي خيارات أخرى للمشاهد السعودي سوى قناتَي "السعودية 1"، و"السعودية 2 الإنجليزية"، قبل ظهور "الدِش" في المملكة، علماً أن القناة لم تكن لافتة منذ انطلاقها عام 1965 حتى اللحظة برغم الجهود التي بُذلت لتحسينها، وهي كانت بدأت ببث تلاوة القرآن الكريم، ثم اضطرت لمواكبة التطور إعلامياً وأصبحت تبث مسلسلات وبرامج أيضاً.
يطل "الغصب الجديد"، أي قناة "إس بي سي"، التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون، على المشاهد السعودي والعربي في بدء شهر رمضان الكريم بهدف استعادة الشباب الذين يتابعون قنوات تلفزيونية خاصة.
الحملة التسويقية "غصب تحبها"
استعداداً لإطلاق القناة، أطلقت "إس بي سي" حملة إعلانية "ذكية" مستخدمةًً شعار "غصب"، نسبةً للأسماء التي يطلقها السعوديون على القناتين السعوديتين "غصب 1"، و "غصب 2"."احبها ما حبهاش"، "احبها ما حبهاش"، "احبها ما حبهاش"... "غصب" عنّي احبّها
وأخيراً، تأتي قناة "SBC" مواكبةً للتغيير الذي حدث في المشهد السعودي فنياً وثقافياً وترفيهياً بهدف جذب الجيل الجديد. هل ستنجح بذلك؟أثارت الحملة تساؤلات عدة بين المغردين على موقع "تويتر"، حيث علّقت الإعلامية منى أبو سليمان: "حملة رهيبة... مين عملها"، وأعرب الممثل عبدالله السدحان عن دهشته: "والله يا بومحمد (دَاوُود الشريان) إنك أصحى من الصاحي في هالاعلان وفكرته المجنونه ومن شاركك... موافقتكم عليه بحد ذاتها إبداع". وبعد أيام عدة، ظهر الجزء الثاني من الحملة "غصب تحبها" ليضع النقاط على الحروف ويكشف عن القناة المنتظرة "إس بي سي". ولفت الإعلان انتباه القناة المُنافِسة "روتانا" حتى نشرت عبر حسابها على "تويتر" هاشتاغ "#الحب_مو_غصب" رداً على الحملة الإعلانية التي لاقت ردود أفعال إيجابية. أما عن قناة "إم بي سي"، فقد انتشرت الحملة في شوارع مدينة دبي للإعلام، أي بمقر القناة في دبي. وتعليقاً على ذلك، قال المتحدث الرسمي باسم القناة مازن حايك لفرانس برس: "المجموعة لطالما رحّبت بالمنافسة وما زالت تُرحّب بها، فالمنافسة ظاهرة صحيّة لأنها تضع أمام المستهلك مروحة واسعة من الخيارات بأفضل الشروط والمواصفات". أما الرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون، داوود الشريان، فعلّق على الحملة الإعلانية قائلاً إن كلمة "غصب" التي اعتادها المشاهد السعودي ستصبح صفة إيجابية لأنه لن يضطر لمشاهدة غيرها فعلاً، فبذلك يكون قد حول "التاريخ" إلى مستقبل واعد للتلفزيون السعودي الرسمي بعدما كان في المراتب الأخيرة من حيث نسبة المشاهدة محلياً وعربياً! https://youtu.be/bUGEGIjndsw?t=1
خطط الشريان وهيئة الإذاعة والتلفزيون
قال الشريان: "هذه القناة تأتي مواكبةً للتغيير الذي حدث في المشهد السعودي، فنياً وثقافياً وترفيهياً، بهدف جذب الجيل الجديد"، مشيراً إلى أن 75٪ من محتواها موجه إلى الشباب من سن 15 حتى 35 عاماً بينما تبقى القناة "السعودية الأولى" موجّهة للأكبر سناً. تهدف هيئة الإذاعة والتلفزيون أيضاً لأن "يُنفق مواطنوها في قطاع الترفيه في بلدهم بدلاً من التوجّه إلى بلدان مجاورة طلباً للسينما والمسرح والعروض والحفلات"، كما تريد "استقطاب الإعلانات التي تدر مئات الملايين من الدولارات". وقد صرّح الشريان بأن 90٪ تقريباً من الإعلانات تذهب إلى خارج السعودية، وأن "مهمة هذه القناة إعادة الأموال المهاجرة والشبان السعوديين إلى المملكة صاحبة أكبر اقتصاد عربي".محتوى "إس بي سي" في رمضان
بدأت "إس بي سي" بالترويج عن محتواها الرمضاني عبر مواقع التواصل الاجتماعي، موضحةً أنها ستعرض مسلسلات حصرية عبر شاشتها فقط، منها "شير شات" لراشد الشمراني وفايز المالكي وحسن عسيري، و"بدون فلتر" لعبدالله السدحان، و"عوالم خفية" لعادل إمام. علماً أن اختيار المسلسل الأخير يُعتَبَر خطوةً نحو "الانفتاح" لما اشتهر به إمام من جرأة ربما لا تناسب "شهر رمضان".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...