يشرح مهنا السبب في ارتفاع أسعار الألبسة الصيفية مقارنة بالألبسة الشتوية قائلاً: "موسمها جديد والتصفية تكون على الألبسة الشتوية، كذلك الأمر لم يتم استيراد الألبسة الصيفية بشكل يلبي حاجة السوق حتى الآن، ما يرفع من سعر المتوفر منها".
أسواق البالة تقهر التباين الطبقي والتصدع في المجتمع السوري
سعر البنطال المحلي الصنع 5500 ليرة سورية، أما في السوق المستعملة فـ500 ليرة
تراجع القوة الشرائية
أكدت دراسة أجراها مركز "مداد" للأبحاث الاستراتيجية في دمشق أن نسبة من يعيشون في فقر مدقع في سوريا 67%. كما أن نحو 2.7 مليون شخص فقدوا وظائفهم في القطاعين العام والخاص، ما أدى إلى فقدان الدخل لأكثر من 13 مليوناً، وهذا ما أوقع الأسرة في شباك الاستغلال والفقر. وتشير مديرية حماية المستهلك (جهة حكومية) إلى أن عائلة من 5 أفراد تحتاج إلى 150 ألف ليرة لكي تستطيع توفير الغذاء، وأن 80% من الأُسر تواجه صعوبات لدى الحصول على الغذاء، ولجأت إلى تناول وجبات بعيدة عن اللحوم والدواجن. يقول الخبير الاقتصادي أحمد عبد القادر: "مع التراجع في القوة الشرائية للمواطن تصبح البالة ملجأه الوحيد، إذ بإمكان أي عائلة تأمين الثياب لأفرادها بمبلغ لا يتجاوز 20 ألف ليرة، وتوفير ألبسة ذات جودة تفوق جودة ملابس الأسواق المحلية". ويرى عبد القادر، وهو المتابع لحركة أسواق الألبسة المستعملة في دمشق: "أن محال البالة لا تشكل تهديداً أو خياراً بديلاً للملابس الجاهزه، فلجوء المستهلكين إلى البالة ناتج من رغبتهم في اقتناء الجيد والرخيص بالوقت نفسه، وهذه المعادلة يصعب تحقيقها في ظل الظروف التي تمر بها سوريا، حيث يبلغ سعر البنطال المحلي الصنع 5500 ليرة وفي السوق المستعملة 500 ليرة".تحذيرات طبية من البالة
يحذر الدكتور سامح العيسى من خطورة استعمال تلك الملابس، وخصوصاً تلك التي تدخل تهريباً إذ من المحتمل أن تحمل جراثيم وميكروبات وفطريات لا يمكن التخلص منها إلا لدى تعريضها للشمس ولدرجات الحرارة مرتفعة والكي. ونصح بضرورة تعقيم وتطهير تلك الملابس قبل استخدامها، ونشر الوعى حول كيفية استخدام أو شراء هذه الثياب المستعملة.البالة تغزو السوشال ميديا
حظر النظام السوري استيراد "البالة" منذ انطلاق الثورة مطلع 2011 بحجة حماية القطاع الأجنبي، لكن سوق البالة لم تتوقف إذ تصل البضائع تهريباً من لبنان، ويتم شراؤها بالكيلوغرام. ويبلغ سعر الكيلوغرام الواحد 10 دولارات تقريباً. وانتشرت أسواق البالة في دمشق بعدما كانت محصورة في الإطفائية، لتصل إلى "زقاق البرغل"، أحد أزقة حي "باب الجابية" وبعض محالّ "بوّابة الصالحية". ولم يقتصر غزو تلك السلع المستعملة الأسواق بل تعدتها إلى العالم الافتراضي من خلال عدة مجموعات عبر "فيسبوك"، تروّج لتلك البضائع كأحد الحلول البديلة التي يبتكرها من تبقى داخل سورية، للتعايش مع ظروف الحرب القاسية.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...