1- مناصر للثورة
أُلتِقطت هذه الصورة للسيسي مع بعض أعضاء ائتلاف شباب الثورة، في فبراير 2011، حين كان يشغل منصب مدير المخابرات الحربية. لم تنشر الصورة بواسطة الجيش حينذاك، بل بواسطة أحد الشباب المشاركين في مرحلة لاحقة. بعيداً عمن نشرها ولماذا، يمكن اعتبار هذه الصورة تجسيداً لمرحلة مهمة في تاريخ المصريين وتاريخ السيسي، حين كانت الثورة والثوار مرضياً عنهما، وقبل أن تدور عجلة الأيام ويُحبس أو يُطارد كل من في الصورة تقريباً.
2- وزيراً للدفاع
المرحلة الأولى
صور تلك المرحلة كاشفة عن مدى القرب بين وزير الدفاع ورأس الدولة، نرى الأول تارة ينصت إلى الثاني في اهتمام بالغ، وتارة يصليان معاً في الصف نفسه. لم يكن هناك ما ينذر بسوء العلاقة أو باحتمال حدوث ما يعكر صفوها. على العكس، انتشرت حينذاك شائعات تقول إن السيسي من أسرة إخوانية، وإنه من الخلايا النائمة للتنظيم داخل الجيش، وهو ما اتّضح بعد ذلك عدم صحته.
الاقتراب من العوام ولو في الصورة ضروري في عرف السياسة. الكل يفعل هذا، لكن السيسي نقل الصورة لمستوى آخر...
تتم تغذية تلك الصورة الذهنية دوماً بصور له وهو يمارس الرياضة أو يسير في الشارع مفتول العضلات، وبجواره المدني المنحني الذي لا يستطيع اللحاق به...
المرحلة الثانية
صور تلك المرحلة تظهر التوتر الذي شب بين مؤسستَي الرئاسة والعسكر. تموضعُ الرجلين يكشف التغير في ميزان القوة. في الصورة الأولى، يقف الجنرال عبدالفتاح السيسي متصدراً المشهد ببذلته العسكرية، ومحاطاً برجال القوات المسلحة، والرئيس إلى يساره وعلى وجهه مزيج من التوتر والارتباك. وضعية الرجلين وملامحهما تخبران أن المتحدث هنا هو نجم المشهد القادم.أما الصورة الثانية فكانت في المحطة قبل الأخيرة في علاقة الرجلين. الصورة مأخوذة من شريط فيديو، يظهر فيه السيسي وهو يستمع للخطاب الأخير لمرسي، والمعروف إعلامياً باسم "خطاب الشرعية"، وعلى وجهه علامات ضيق وغضب لا تخطئها عين. ملامح السيسي ذلك اليوم جعلت الكثيرين على يقين شبه تام بأن حكم الإخوان المسلمين لن يطول كثيراً.
3- عزل مرسي
تُعد صورة عزل محمد مرسي أول صورة "مصنوعة" باحترافية. رُتّب المشهد بإحكام. وقف السيسي منفرداً، ووضعت المقاعد حوله، وعليها رموز كل التيارات: الليبرالي والناصري والسلفي، فضلاً عن رموز مصر الدينية، شيخ الأزهر وبابا الكنيسة، وقادة من الجيش. أما الرسالة التي انطوت عليها الصورة فكانت كالآتي: مصر بأطيافها توحدت خلف الجنرال الوطني، القادم لإنقاذ البلاد من خطر الإخوان المسلمين.
4- البذلة العسكرية دائماً وأبداً
حُكمت مصر الحديثة بأربعة ضباط. عبد الناصر وحسني مبارك لم يعودا إلى البذلة العسكرية مرة أخرى، بعد أن خلعاها، ولكن أنور السادات وعبدالفتاح السيسي ارتدياها مجدداً، الأول لأسباب شكلية تجاري هوسه بالصور والأزياء والموضة، أما الثاني، فاحتمى بها لأسباب سياسية، لأن البذلة العسكرية بالنسبة له حبل النجاة الذي لا ينقطع. في الصورة الأولى: يعلن السيسي للمصريين عن نيته الترشح للرئاسة في 2014. اختار أن يعلن ترشحه مرتدياً بذلته العسكرية. لم يكن ذلك القرار عشوائياً، بل كان المشهد مقصوداً بكل تفاصيله. حملت الصورة رسالة واضحة: مرشح الجيش للرئاسة ذاهب للاتحادية في مهمة شغل، الرجل إذن مرشح الجيش ومندوب المؤسسة العسكرية في قصر الرئاسة. في الصورة الثانية، وهي الأشهر في تاريخ السيسي، تحضر البذلة العسكرية أيضاً للتأكيد على الرسالة نفسها: أنا والجيش نحكم معاً، وأي محاولة للإطاحة بي هي محاولة للإطاحة بالجيش، فاحترسوا. السيسي يدرك جيداً أن مركز الثقل الأكبر في البلاد، والقادر على إزاحة الحاكم، هو المؤسسة العسكرية. لذا ضمان ولائها أولاً وربط وجوده بها ثانياً هما الحافظ الأكبر من غدر السياسة وتقلبات الجماهير.5- الأب الحنون
يحرص الساسة دوماً على التقاط صور لهم مع البسطاء والفقراء. الاقتراب من العوام ولو في الصورة ضروري في عرف السياسة. الكل يفعل هذا، لكن السيسي نقل الصورة لمستوى آخر، إذ لم يجد غضاضة أو حرجاً في أن يبكي أمام العدسات حزناً على الملمات التي تصيب البلاد، فضلاً عن أنه يقبّل دائماً رؤوس أمهات شهداء الوطن، في مشهد جديد على حكام مصر. لا يفعل السيسي هذا عن قهر أو عن ضعف. فهذا جزء من صورة حرص على ترسيخها في أذهان المصريين عن حاكمهم القوي الرحيم، وهو ما لقي صدىً جيداً في نفوس قطاعات كبيرة من الشعب.6- مخاوف ما قبل الانتخابات
من أطاح الملك فاروق وحسني مبارك ومحمد مرسي كان الجيش. اختلفت الظروف والمآلات، لكن القول الفصل استمر في بقاء أو رحيل الحاكم للقوات المسلحة، والسيسي يعلم هذا جيداً. تلك الصورة المأخوذة من فيديو للسيسي عقب إعلان رئيس الأركان السابق "سامي عنان" نيته الترشح للرئاسة، وهو ينظر بمزيج من الغضب والخوف نحو وزير الدفاع "صدقي صبحي"، تكشف مدى إدراك السيسي طبيعة معادلة الحكم في مصر، أو لنكن أكثر دقة، لطبيعة دور الجيش في تلك المعادلة. هو يدرك أن ابتعاد الجيش عنه يعني النهاية، والصورة تكشف ذلك بوضوح لا لبس فيه.
7-الرجل القوي
يحمل السيسي تقديراً بالغاً لكل مظاهر القوة، وجُمل مثل "القوة الغاشمة - بكل عنف - هشيله من على وش الأرض"، التي تتكرر كثيراً على لسانه، تتسق تماماً مع تصوراته عن الحاكم القوي ذي البأس الشديد.
تتم تغذية تلك الصورة الذهنية دوماً بصور له وهو يمارس الرياضة أو يسير في الشارع مفتول العضلات، وبجواره المدني المنحني الذي لا يستطيع اللحاق به. صور تذكر إلى حد بعيد بصور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يحرص هو أيضاً على تسويق نفسه بصفته الرجل القوي.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...