علاقة النساء بالمسرح مرّت بتاريخ شائك ومعقد.
ربما يكفي أن نذكر أنّ تاريخ المسرح العربي والعالمي، شهد أمثلة لا تعد ولا تحصى لحالات مثّل فيها الرجال أدوار النساء، وارتدت فيها النساء زي الرجال.
فهل تؤرخ الفنانات المبدعات في مجال المسرح نقداً وبحثاً وإخراجاً وتمثيلاً وتصميماً، لمرحلة جديدة؟
وتتساءل حمادي في كتابها عن دوافع الرجل لتهميش دور المرأة في فنون المسرح، هل هو الحذر الذي دفع المجتمع لعدم الاعتراف بقدرة المرأة على الإبداع؟
أم أنه منطق قيمي أخلاقي مثل العيب الذي يتنافى ومفاهيم أنتجها الموروث وتشبث بها الرجل ليحكم سيطرته على المرأة وعلى حركتها؟
أم أنه الخوف من انطلاقها والتعبير عن ذاتها لاسيما بعد خروجها من المكان/الحريم، الذي رسمه لها الرجل ورسم حدوده الذي لا ينبغي للمرأة أن تتخطاها.
هاهي المرأة تخرج عن التابوهات الراسخة بحجة العادات والتقاليد وتخرج إلى فضاءات الفن، معتلية خشبة المسرح حاملة جسدها ومتأهبة للظهور.
وترى صاحبة "سقوط المحرمات" إنّ اهتمام الباحثات العربيات بالنص المسرحي النسوي برز حديثاً؛ للكشف عما كرّسه تاريخ البحث من إهمال للمرأة المسرحية نصاً وتمثيلاً وإخراجاً حتى في مجال الديكور والسينوغرافيا.
وقد أثمر ذلك عن ترجمة الأعمال النسوية الغربية لسناء صليحة ونهاد صليحة في مصر، تلتها الدراسات التي توثق صعود الممثلة إلى خشبة المسرح ليبدأ إعادة الاعتبار إلى المرأة في المسرح عبر التمثيل والتأليف والإخراج.
واليوم يشمل ذلك الديكور والإضاءة والملابس، وبدأ دورها الفعلي في الممارسة المسرحية، وبدأ كذلك البحث عن خطاب المرأة المسرحية بغية تأكيد الذات وتحقيق الهوية بعدما حُفزت على تغيير الرموز الثقافية التي كانت مستبعدة منها.
وبحسب دراسة مركز بابل للدراسات الإنسانية عن جماليات المنظر المسرحي في عروض المخرجة المسرحية العراقية، ترى المخرجة اللبنانية لطيفة ملتقى أن المسرح اللبناني مازال يعتمد على كُتاب مسرحيين ليس لديهم هاجس إثارة قضية المرأة على الرغم من أن البعض منهم عالجوا قضايا إنسانية تتعلق بالمرأة.
أما المخرجة المسرحية اللبنانية سهام ناصر أرادت في اختيارها للنصوص المسرحية أن تعبر عن العام والخاص وتعرض المشهد السياسي القائم المتمثل بانهزام الإنسان العربي وتعبر عن بؤس المرأة وتمردها الذي بلغ حد قتل الإحساس بالأمومة داخلها، وقتل أطفالها انتقاماً من زوجها كما في مسرحية ميديا (المعدة عن نص الكاتب الفرنسي جان أنوي بنفس العنوان Médée).
وتعتبر الناصر أن معاناة الرجل أيضاً جزء لا يتجزأ من معاناة المرأة، فالجميع متساوون في المعاناة والقهر.
هذه الفكرة هي ما تناولته مسرحية "حكي رجال" للينا خوري، التي قدمتها بعد عقد من "حكي نسوان"، وافتتح أول عرض لها في بيروت مع بداية الشهر الحالي في مسرح المدينة.
حيث تفتتح المسرحية بالبحث عن "قصة" الرجال، وتبني من خلال حوار شخصياتها، سؤالاً أعمق يمسّ ما تفرضه الحياة من قيود على الرجال كما على النساء، وهي مقاربة لا بدّ من اعتمادها في الحديث عن قضايا النساء والسعي للمساواة الأشمل في المجتمع ككل.
وهو نفس رأي المخرجة العراقية أحلام عرب _بحسب الدراسة المذكورة_ فهي لا تؤمن بالمسرح النسوي الذي يحاول أن يستقل عن الرجل فتراهما مكملين لبعضهما بعضاً.
تضيف "لعل القيود المفروضة على إبداعات تسعى إلى التحرر، تأتي غالباً من رجال الدين أولاً، ومن المحافظين التقليدين الذين يدَّعون الحداثة في المنابر العامة، ويعودون إلى جبة أجدادهم أنى شاؤوا، بما فيهم رجال المسرح أحياناً".
وتفسر ذلك بقولها: "ربما لو قدمنا العرض في مصر الآن لقوبل بتشدد أكثر. فمصر لم تعد كما كانت للأسف، لقد تلونت، فبعدما كانت رافداً للحوار والإبداع والكتابة والخلق، أصبحت رافضة لكل قلم حر، وكل جسد طليق".
تستطرد أن هناك من يقوم بقمع حرية الفكر والسلاسة في التعبير في المجتمعات العربية، كالساهرين على سن القوانين ووضع المناهج التربوية، وكذلك الفكر التقليدي الإقصائي الذي يجر إلى كل ماهو سلبي في تاريخنا القديم.
وترى زيطان أن عروضها المسرحية لا تهدف إلى إحداث صدمات نفسية، بل أنها أعمال فنية عادية تتناول قضايا ذات صلة بالمرأة، بجسدها ورغباتها، ومن حق الجمهور أن يرفض أو يحتج على أعمال بعينها، فهذا أمر عادي، كما أن من حقها أيضاً أن تعبر بالطريقة التي تراها مناسبة مع مراعاة الثوابت قدر الإمكان.
هناك قضايا متعددة ستناقشها زيطان من خلال مسرحها "الأكوريوم"، فهي بصدد عرض مسرحية مسرحية "طرز الحساب"، التي تتناول تيمة "المساواة في الإرث" وتنفض الغبار عن قدسية مثل هذه الموضوعات وتدخلها مجال الاجتهاد فنياً.
من جهة أخرى تعمل على مفهوم "الأبوة" وهو عمل سيستغرق سنتين من التحضير.
فلسطينيات من غزة يخبطن أرجلهن على خشبات مسرحهن الخاص
وسام الديراوي ممثلة فلسطينية قررت واثنتين من رفيقاتها كسر القاعدة في مجتمعهن الغزاوي الذي يمنع المرأة من التمثيل، حيث يقوم الرجل بكل أدوارها: الأم أو الأخت أو الزوجة وحتى الابنة، في غياب قسري للمرأة. ففي تجربة هي الأولى من نوعها أسست الديراوي لأول مسرح نسوي فلسطيني، وانطلق العرض الأول من مسرح بذور للثقافة والفنون تحت اسم "هاشتاق"، بنص درامي حامل لرمزية عالية ترصد معاني التمسك بأرض الوطن على اعتبار أنها "تيمة" هامة تحددها ظروف العيش على أرض فلسطين وبالطبع المسرح ليس ببعيد عنها. "النساء في غزة يحتجن إلى نافذة للتعبير عن مشكلاتهن كمشكلات الهجر والفقد والعنف المبني على النوع الاجتماعي، ويعتبر المسرح هو الوسيلة الوحيدة التي رأينا أنه ستعبر عن كل طبقات المجتمع في غزة والنساء بوجه خاص"، تقول مؤسسة مسرح بذور لرصيف22. وترى الديراوي التي قامت بالإخراج والمشاركة في تمثيل "هاشتاق"، أن المجتمع الفلسطيني المحافظ لا يستسيغ فكرة عمل المرأة كممثلة أو أن يكون هناك مسرح خاص للنساء، ويختلف الأمر من محافظة لأخرى بحسب الهيمنة الذكورية في كل منطقة. إشكالية أخرى تواجهها الديراوي في عروضها التي تقدمها للنساء وهي ورشات للحكي تستهدف النساء اللاتي يواجهن مشكلات حياتية لتستشف منها أفكاراً جديدة لعروض مسرحية، وهي خوف النساء من الحكي في عروض يحضرها الرجال. لذلك فهي تقدم عروض خاصة من النساء للنساء تمهيدا لكسر حاجز الخوف داخلهن لتقديم "ورش" للحكي يحضرها الرجال، وبذلك وبحسب الديراوي، تكون النتائج مباشرة وعلى خط واحد.سقوط المحرمات والمسرح النسوي
تقول الدكتورة وطفاء حمادي في كتابها "سقوط المحرمات" إن الرجل العربي كان يؤدي دور المرأة لسنوات طويلة حتى أن النص المسرحي الدرامي كان حكراً على الرجل لسنوات. فكان أن قللت المرأة من إنتاجها فلم يظهر إنتاجها في الفن المسرحي مقارنة بما أنتجته في فنون أخرى كالمجالات الأدبية والبحثية، حتى أولت الباحثة الأنثى نظيرتها مساحة أوسع من تلك المساحة التي أعطاها إياها الباحث "الرجل"، ولم تستدعي سلطة التعنت التي استدعاها هو".اهتمام الباحثات العربيات بالنص المسرحي النسوي يعوّض إهمال المرأة المسرحية نصاً وتمثيلاً وإخراجاً حتى في مجال الديكور والسينوغرافيا
وتتساءل حمادي في كتابها عن دوافع الرجل لتهميش دور المرأة في فنون المسرح، هل هو الحذر الذي دفع المجتمع لعدم الاعتراف بقدرة المرأة على الإبداع؟
أم أنه منطق قيمي أخلاقي مثل العيب الذي يتنافى ومفاهيم أنتجها الموروث وتشبث بها الرجل ليحكم سيطرته على المرأة وعلى حركتها؟
أم أنه الخوف من انطلاقها والتعبير عن ذاتها لاسيما بعد خروجها من المكان/الحريم، الذي رسمه لها الرجل ورسم حدوده الذي لا ينبغي للمرأة أن تتخطاها.
هاهي المرأة تخرج عن التابوهات الراسخة بحجة العادات والتقاليد وتخرج إلى فضاءات الفن، معتلية خشبة المسرح حاملة جسدها ومتأهبة للظهور.
وترى صاحبة "سقوط المحرمات" إنّ اهتمام الباحثات العربيات بالنص المسرحي النسوي برز حديثاً؛ للكشف عما كرّسه تاريخ البحث من إهمال للمرأة المسرحية نصاً وتمثيلاً وإخراجاً حتى في مجال الديكور والسينوغرافيا.
وقد أثمر ذلك عن ترجمة الأعمال النسوية الغربية لسناء صليحة ونهاد صليحة في مصر، تلتها الدراسات التي توثق صعود الممثلة إلى خشبة المسرح ليبدأ إعادة الاعتبار إلى المرأة في المسرح عبر التمثيل والتأليف والإخراج.
واليوم يشمل ذلك الديكور والإضاءة والملابس، وبدأ دورها الفعلي في الممارسة المسرحية، وبدأ كذلك البحث عن خطاب المرأة المسرحية بغية تأكيد الذات وتحقيق الهوية بعدما حُفزت على تغيير الرموز الثقافية التي كانت مستبعدة منها.
وبحسب دراسة مركز بابل للدراسات الإنسانية عن جماليات المنظر المسرحي في عروض المخرجة المسرحية العراقية، ترى المخرجة اللبنانية لطيفة ملتقى أن المسرح اللبناني مازال يعتمد على كُتاب مسرحيين ليس لديهم هاجس إثارة قضية المرأة على الرغم من أن البعض منهم عالجوا قضايا إنسانية تتعلق بالمرأة.
أما المخرجة المسرحية اللبنانية سهام ناصر أرادت في اختيارها للنصوص المسرحية أن تعبر عن العام والخاص وتعرض المشهد السياسي القائم المتمثل بانهزام الإنسان العربي وتعبر عن بؤس المرأة وتمردها الذي بلغ حد قتل الإحساس بالأمومة داخلها، وقتل أطفالها انتقاماً من زوجها كما في مسرحية ميديا (المعدة عن نص الكاتب الفرنسي جان أنوي بنفس العنوان Médée).
وتعتبر الناصر أن معاناة الرجل أيضاً جزء لا يتجزأ من معاناة المرأة، فالجميع متساوون في المعاناة والقهر.
هذه الفكرة هي ما تناولته مسرحية "حكي رجال" للينا خوري، التي قدمتها بعد عقد من "حكي نسوان"، وافتتح أول عرض لها في بيروت مع بداية الشهر الحالي في مسرح المدينة.
حيث تفتتح المسرحية بالبحث عن "قصة" الرجال، وتبني من خلال حوار شخصياتها، سؤالاً أعمق يمسّ ما تفرضه الحياة من قيود على الرجال كما على النساء، وهي مقاربة لا بدّ من اعتمادها في الحديث عن قضايا النساء والسعي للمساواة الأشمل في المجتمع ككل.
وهو نفس رأي المخرجة العراقية أحلام عرب _بحسب الدراسة المذكورة_ فهي لا تؤمن بالمسرح النسوي الذي يحاول أن يستقل عن الرجل فتراهما مكملين لبعضهما بعضاً.
هل تقدم المرأة قضاياها أفضل مما يقدمها غيرها؟
ترى المخرجة المغربية نعيمة زيطان أن الرجل ربما لا يكون منصفاً في تعبيره عن قضايا المرأة، وتقول زيطان عن ذلك لرصيف22: "قد يعبر الرجل عن قضايا المرأة، هذا أكيد، وهناك تجارب عديدة متعلقة بالموضوع، لكن في اعتقادي لن يعبر بطريقة 'فصيحة' وواضحة عن مشاكل المرأة و معاناتها وطموحاتها ومراتبها غير المرأة، هناك تيمات لا يمكن للرجل أن يحس بها ويستوعبها، وهناك تيمات أخرى ليس من مصلحته إثارتها". رأي زيطان ليس ببعيد عن رأي وطفاء حمادي والتي برغم مآخذها على الرجل في حصر المرأة في أطر معينة يرسمها مجتمع يحابيه، إلا أن هناك من نجح في تشخيصها ككيان خاص وكائن بشري له سماته، كما في عرض طالب الرفاعي "عرس النار" أو عرض "مخدة الكحل" لمخرجه المصري انتصار عبدالفتاح و"ليلة زفاف ألكترا"، لمحمد قارصلي.رحلة طويلة تلك التي قطعتها المرأة: من نعتها بالعاهرة (أو الأرتيست) مهما كانت موهبتها، إلى زواجها من مخرجين وممثلين لتتحصن بهم اجتماعياً، إلى وقوفها اليوم باستقلالية بهيّة على خشبة المسرح
تقول نعيمة زيطان عن وصف أعمالها بـ"الإباحية"، بأنها تريد أن تخرج المرأة من إطار "الجسد والجنس والشهوة"
الرمزية في خدمة المسرح النسوي
خلصت دراسة مركز بابل للدراسات الإنسانية إلى أن الرمزية هي سمة غالبة في العروض المسرحية، فالمخرجة العربية اختارت الرمز للتعبير عن النص الدرامي وهو ما فعلته وسام الديراوي مخرجة العرض المسرحي الفلسطيني "هاشتاق"، فحاولت معالجة قضية تفكير الشباب الفلسطيني في الهجرة خارج قطاع غزة. وجعلت أحداث المسرحية كلها تدور داخل الميناء، من خلال ثلاثة أطفال من المخيم، كان لديهم فضول أن يعرفوا ماذا يختبئ وراء البحر، وجاء العرض مرتكزاً على رمزية عالية ومقصودة، كما قالت مخرجته وسام الديراوي لرصيف22. وبحسب الديراوي، فالطفل مَعين كان يفكر بالهجرة إلى دولة أوروبية حتى يحقق حلمه هناك، وهنا يأتي دور العم أبو النورس حارس الميناء الذي كان يعزز لديهم فكرة الإصرار على التمسك بالوطن. ولكنّ عاصفة تتدخل في مجرى الأحداث، لتدلل على حال غزة المأساوي. أما الصيادون ففي ولوج البحر والعودة إلى اليابسة كل يوم بحكم عملهم، يحاكون رمزية إغواء الهجرة والتمسّك بالأرض ولقمة العيش. وجاءت شخصية البنت التي تعمل في الصيد لتدلّ على التحدّي رغم الظروف السياسية التي تشهدها غزة. وفيما يتعلق بالسبب وراء اختيار الميناء لأحداث المسرحية تقول مخرجة العرض: "الميناء هو المكان الوحيد المتنفس لأهل غزة كونها محاصرة، خاصة في ظل انقطاع التيار الكهربائي".مسرحية "طرز الحساب" للمخرجة المغربية نعيمة زيطان: تتناول تيمة المساواة في الإرث، وتنفض الغبار عن قدسية مثل هذه الموضوعات وتدخلها مجال الاجتهاد فنياً.
في البدء لم يكن هناك مكان للنساء على خشبة المسرح
قديماً كان يُنظر إلى المرأة الممثلة على خشبة المسرح، أو التي تعمل بالفنون عامة، على أنها عاهرة مهما كانت موهبتها فجاءت كلمة "أرتيست" والتي تعني حرفياً "فنانة" لتعني "عاهرة". ولكن هذه النظرة، كما علاقة المجتمع مع النساء الفنانات، تغيرت تدريجياً. أول مرحلة للتغير جاءت متواضعة حين التجأت بعض الممثلات للزواج بالممثل أو المخرج المسرحي، مثل فاطمة رشدي وعزيز عيد وروز اليوسف وزكي طليمات وغيرهم، مما منحهم حصانة اجتماعية وسهل وجود المرأة على الخشبة المسرحية. وبالنظر للمنتوج النسوي اليوم في الفنون، وخاصة في المسرح، لا يمكن إلا الاعتراف بأنّ الوضع أصبح مختلفاً تماماً. ولعلنا الآن نشهد بدايات مرحلة جديدة، تقف فيها المرأة على المسرح باستقلالية تامة، حتى وإن وجدت بعض القيود، بحسب وطفاء حمادي، في كتابها سقوط المحرمات. وبحسب المخرجة المغربية نعيمة زيطان لا يوجد حتى الآن إطار يوحد الحركة النسائية المسرحية في العالم العربي رغم تشابه الوضعيات مع فارق قليل. "هذا لايعني أننا نعمل بمعزل عما يحدث هنا وهناك، هناك فرص كثيرة تلتقي فيها النساء العربيات من أجل وضع استراتيجيات مشتركة وتبادل التجارب والآراء والإمكانيات، في نهاية المطاف إذا كان الواقع يفرض توحيد الجهود وخلق إطارات موحدة في العالم العربي، فإنه سيفعل"، تقول زيطان لرصيف22. [caption id="attachment_138378" align="alignnone" width="700"] المخرجة المغربية نعيمة زيطان[/caption] قد تستخدم المخرجة المسرحية أيضاً رمزية الجسد لكسر تابوهات أُطرت فيها ووضعتها في قالب الجنس والجسد فقط وهو ما تفعله نعيمة زيطان، التي يعتبرها البعض مثيرة للجدل نتيجة عروضها المسرحية والتي وُصفت بالإباحية. إلا إنها ترى أن تجربتها المسرحية ستستمر في إزعاج من ينزعج منها وفي إسعاد من تسعده.الجرأة وحدها قادرة على كسر التابوهات المتوارثة
قدمت زيطان عرضها المسرحي "ديالي"، وهو يعني عضو المرأة التناسلي بالعامية المغربية، وأرادت من خلاله أن تخرج المرأة من إطار "الجسد والجنس والشهوة"، وكان العرض كفيلاً بأن يجر عليها سيلاً من الانتقادات اللاذعة خاصة من الإسلاميين المغاربة. وعن ذلك تقول زيطان لرصيف22: "نحاول انتزاع هامش الحرية المتعلقة بالإبداع، خاصة في عصر الردة هذا، الأمر ليس بالبساطة التي نتصورها، إذ عندما نتطرق لموضوع الحريات والحقوق والعيش الكريم والمساواة والمناصفة، من خلال المسرح، نتهم بالعمالة والتطبيع، والحصول على التمويلات الخارجية تلك التهم التي نحفظها عن ظهر قلب، ونتصدى لها بإبداعات أخرى".عندما تتناول النساء المسرح: يتهمن "بالعمالة والتطبيع، والحصول على التمويلات الخارجية" تهم حفظنها عن ظهر قلب، وتصدين لها بإبداعات جديدة
تضيف "لعل القيود المفروضة على إبداعات تسعى إلى التحرر، تأتي غالباً من رجال الدين أولاً، ومن المحافظين التقليدين الذين يدَّعون الحداثة في المنابر العامة، ويعودون إلى جبة أجدادهم أنى شاؤوا، بما فيهم رجال المسرح أحياناً".
وتفسر ذلك بقولها: "ربما لو قدمنا العرض في مصر الآن لقوبل بتشدد أكثر. فمصر لم تعد كما كانت للأسف، لقد تلونت، فبعدما كانت رافداً للحوار والإبداع والكتابة والخلق، أصبحت رافضة لكل قلم حر، وكل جسد طليق".
تستطرد أن هناك من يقوم بقمع حرية الفكر والسلاسة في التعبير في المجتمعات العربية، كالساهرين على سن القوانين ووضع المناهج التربوية، وكذلك الفكر التقليدي الإقصائي الذي يجر إلى كل ماهو سلبي في تاريخنا القديم.
وترى زيطان أن عروضها المسرحية لا تهدف إلى إحداث صدمات نفسية، بل أنها أعمال فنية عادية تتناول قضايا ذات صلة بالمرأة، بجسدها ورغباتها، ومن حق الجمهور أن يرفض أو يحتج على أعمال بعينها، فهذا أمر عادي، كما أن من حقها أيضاً أن تعبر بالطريقة التي تراها مناسبة مع مراعاة الثوابت قدر الإمكان.
هناك قضايا متعددة ستناقشها زيطان من خلال مسرحها "الأكوريوم"، فهي بصدد عرض مسرحية مسرحية "طرز الحساب"، التي تتناول تيمة "المساواة في الإرث" وتنفض الغبار عن قدسية مثل هذه الموضوعات وتدخلها مجال الاجتهاد فنياً.
من جهة أخرى تعمل على مفهوم "الأبوة" وهو عمل سيستغرق سنتين من التحضير.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...