ألقى دونالد ترامب مساء الثلاثاء خطابه عن حال الاتحاد، وهو خطاب يدلي به سنوياً الرئيس الأمريكي ويتطرّق فيه إلى أبرز القضايا التي تهتم بها إدارته. فماذا قال ترامب عن قضايا الشرق الأوسط في أول خطاب يلقيه عن حال الاتحاد؟
لم يتطرق ترامب في خطابه إلى قضايا شرق أوسطية كثيرة. لم يذكر الأزمة السورية ولا الأزمة اليمنية ولا الخلاف بين الدول الخليجية. ومما تحدث عنه:
هزيمة داعش
قال ترامب إنه تعهد في العام الماضي بالعمل مع حلفاء الولايات المتحدة لإزالة داعش من على وجه الأرض، وأضاف: "بعد عام، أنا فخور بأن أعلن أن التحالف ضد داعش حرر مئة في المئة تقريباً من الأراضي التي كان يسيطر عليها هؤلاء القتلة في العراق وسوريا".
ولكنه نبّه إلى أنه "لا يزال هناك الكثير من العمل الذي ينبغي القيام به. وسنستمر في حربنا حتى هزيمة داعش"، مشيراً بوجه خاص إلى ضرورة تنظيف الأبنية التي فخخها داعش في الرقة السورية ليتمكن المدنيون من العودة إليها.
ولم يأتِ ترامب على ذكر خطط إدارته بخصوص التحالف مع قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف عماده وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وهي المسألة التي توتّر العلاقة بين واشنطن وأنقرة.
ولم يأتِ على ذكر تفكير إدارته بالتوصل إلى حل سياسي في سورية، ما يعني أنها لا تعتقد بأن هناك حلاً قريباً للأزمة السورية، ولا على ذكر اتفاقه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مناطق سورية خالية من النفوذ الإيراني بالقرب من إسرائيل والأردن.
"إبادة" الإرهابيين
تطرق ترامب في خطابه إلى قضية الإرهابيين الذين يرتكبون اعتداءات ضد المدنيين وقال: "عندما تكون لدينا الإمكانية، نبيدهم. وبحال الضرورة، علينا أن نكون قادرين على اعتقالهم واستجوابهم. ولكن يجب أن نكون واضحين: الإرهابيون ليسوا مجرد مجرمين. هم عدو مقاتل لا يلتزم بالقوانين. وحين نلقي القبض عليهم خارج أمريكا، يجب أن يُعاملوا كإرهابيين"، في إشارة منه إلى رفض الالتزام بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان، أثناء التحقيق معهم.
وذكّر بأن الأمريكيين أفرجوا سابقاً "بحماقة" عن مئات الإرهابيين ليجدونهم مرة ثانية في مواجهتهم في ساحات المعارك ومنهم أبو بكر البغدادي. وكشف عن توقيعه على قرار وجّه فيه وزير الدفاع جيمس ماتيس بـ" إعادة النظر في سياستنا المتعلقة بالاحتجاز العسكري، والاحتفاظ بمرافق الاحتجاز في خليج غوانتانامو".
لم يتطرق ترامب في خطابه إلى قضايا شرق أوسطية كثيرة، لم يذكر الأزمة السورية ولا الأزمة اليمنية ولا الخلاف بين الدول الخليجية... فعن ماذا تحدث؟
يبدو أن اهتمام ترامب منصب على معاقبة كل مَن يعترض على ما يمكن أن تتقدم به إدارته لا غير في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية
أفغانستان... "لا جدول زمني"
أشار ترامب إلى وضع قواعد جديدة لمشاركة القوات الأمريكية في المعارك في أفغانستان، وقال إن الجيش الأمريكي "لم تعد تقوّض عمله جداول زمنية مصطنعة، ولم نعد نخبر أعداءنا بخططنا".
وكانت الإدارة الأمريكية قد أقرّت زيادة عدد الجنود الأمريكيين في أفغانستان ومنحتهم صلاحيات إضافية لاتخاذ قرارات ميدانية على الأرض، وفقاً لتقديراتهم للأوضاع، وربطت بقاءها بتحقيق الاستقرار بدون جداول زمنية.
ومن اللافت أن ترامب لم يتطرّق إلى العلاقة مع باكستان والتي توترت في الفترة السابقة، على خلفية اتهام واشنطن لإسلام أباد بعدم بذل الجهد الكافي في الحرب ضد الإرهاب وضد حركة طالبان التي تعمل بنشاط في المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان، ووصلت إلى حد وقف مساعدات عسكرية لها.
القضية الفلسطينية
تطرّق ترامب إلى قراره الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل وقال: "بعد ذلك بقليل، صوّتت عشرات الدول في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد حق أمريكا السيادي في القيام بهذا الاعتراف"، وأضاف: "دافعو الضرائب الأمريكيون يرسلون سنوياً بكرم إلى هذه الدول بعينها مليارات الدولارات"، وتابع: "لهذا، اليوم، أطلب من الكونغرس تمرير تشريع يساعد على ضمان أن تخدم دولارات المساعدات الخارجية الأمريكية دائماً مصالح الأمريكيين، وأن تذهب حصراً إلى أصدقاء أمريكا".
لم يذكر ترامب أي شيء عن خطة أمريكية لتسوية القضية الفلسطينية، ويبدو أن اهتمامه منصب على معاقبة كل مَن يعترض على ما يمكن أن تتقدم به إدارته.
إيران
قال ترامب: "عندما خرج الشعب الإيراني ضد جرائم ديكتاتوريته الفاسدة، لم أبقَ صامتاً. أمريكا تقف إلى جانب الشعب الإيراني في كفاحه الشجاع من أجل الحرية".
وأضاف: "أطلب من الكونغرس معالجة العيوب الأساسية في الاتفاق النووي الإيراني الفظيع".
وكان ترامب قد وقّع مؤخراً قراراً يقضي بتمديد رفع العقوبات على إيران، وهو قرار يجب أن يتخذه كل أربعة أشهر ليستمر تعطيل عقوبات فرضها الكونغرس على طهران، ولكنه قال إنه لن يوقعه مجدداً إلا إذا تم تعديل الاتفاق النووي وتنقيته من "عيوبه" ومنها ضرورة أن يقيّد قدرة الإيرانيين على تطوير صواريخ باليستية.
يُذكر أن الرئيس الأمريكي مطالب بتوفير معلومات للكونغرس عن حال الاتحاد، وفي خطاب سنوي يمثل تقليداً منذ عام 1790، يتحدث أمام المشرّعين في يناير أو فبراير، عن أبرز القضايا الأمريكية والعالمية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ 19 ثانيةحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 3 أيامtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...