يشهد قطاع التكنولوجيا تطوراً غير مسبوق، فما كان يعتبر "ثورة تكنولوجية" في الماضي بات اليوم من "الكنوز النادرة"، خاصةً بعد "انقراضها" وغياب تداولها بين الناس.
فبالعودة إلى 100 عام خلت، نلاحظ أن أشكال التقنيات كانت مختلفة إلى حد كبير. صحيح أن بعضها مضحك والبعض الآخر غريب، غير أن هذه النماذج القديمة والنسخ الأصلية غير المتطورة كان لها الفضل الكبير في ما وصلنا إليه في مضمار التكنولوجيا الحديثة لكونها مهدت الطريق للتقنيات الحديثة التي نستخدمها اليوم.
إليكم أغرب 8 أشكال للتكنولوجيا القديمة ولمحة عن طريقة استخدامها وتطورها:
فأرة الكمبيوتر
في ستينيات القرن العشرين، اخترع المهندس الأميركي دوغلاس إنغلبرت أول فأرة كمبيوتر وحصل من خلالها على براءة اختراع في العام 1970. أطلق على إسم هذا الجهاز الذي استُخدم لأول مرة مع نظام كمبيوتر زيروكس التو في العام 1973 مصطلح " X-Y Position Indicator for a DisplaySystem، غير أن "دوغلاس" فضّل تسمية mouse كون شكل الجهاز يذكره بالفأرة. واللافت أن الفأرة القديمة مصنوعة من الخشب، وتتميز بشكلها المستطيل والكبير نسبياً مع وجود زر صغير في الزاوية اليمنى العليا، على عكس الفأرة المعاصرة التي تتميز بملمسها الناعم وصغر حجمها.الكاميرا
في السابق، لم تكن عملية التصوير مهمة سهلة على الإطلاق. ففي العام 1900، اخترعت شركة J.A Anderson "كاميرا ضخمة" تزن 900 رطل (408 كلغ) وتحتاج إلى نحو 15 رجلاً لحملها ووضعها على الشاحنة. كانت هذه الكاميرا العملاقة مصنوعة من خشب الكرز الطبيعي وقد استغرقت عملية اختراعها نحو شهرين ونصف الشهر. والمميز في هذه الكاميرا القديمة أنها كانت مصممة خصيصاً لالتقاط صور قطار بالحجم نفسه.المكنسة المنزلية
في العصر الحالي، أصبحت المكانس المنزلية المتطورة عبارة عن "إنسان آلي" يمكن التحكم به بكبسة زر من خلال الهاتف المحمول، فيقوم المستخدم بتحريك المكنسة كيفما يشاء لتنظيف المنزل بطريقة سهلة. ولكن بالعودة إلى الماضي كان معظم الناس ينظفون السجاد مرة واحدة في السنة خلال فصل الربيع، نظراً لصعوبة التنظيف في المنزل. في العام 1868 تم اختراع أول مكنسة في شيكاغو عرفت بـ "whirlwind"، على يد "ايف ماك غافي"، إلا أن استخدامها لم يكن سهلاً نظراً لصعوبة تشغيلها. في العام 1901 قدم "هوبيرت سيسيل بوث" مكنسة Puffing Belly التي كانت مدعومة بمحرك للوقود، وتحتاج إلى عربة تجرّها الخيول لنقلها، وفي العام 1906 طوّرت شركة "سيمنس" مضخة لإزالة الغبار تعمل بقوة حصان واحد وتزن 300 كيلوغرام.الميكروفون
تم اختراع الميكروفون الذي يشبه الصحن المعدني في العام 1876 على يد الأميركي-الألماني إميل برلينر من خلال استخدام موصّل الصوت الخاص بالهاتف العادي. وكان الميكروفون يتألف من عنصرين كهربائيين تفصلهما طبقة رقيقة من الكربون، أحدهما مرفق بغشاء يهتز عند اصطدام الموجات الصوتية به. أما الميكروفونات التي تعمل بالكربون والمشابهة للميكروفونات التي نستخدمها في عصرنا الحالي، فقد جرى اختراعها في العام 1878 وتطويرها في عشرينيات القرن العشرين.نظارات الواقع الافتراضي
أبصر النموذج الأول لنظارات الواقع الافتراضي النور في العام 1963، على يد المخترع "هوغو جيرنزباك" الملقب بـ"أبي الخيال العلمي". أطلق على هذه النظارات إسم "Teleyeglasses" وكانت تزن 140 غراماً. أما العدسات فكانت عبارة عن شاشتين منفصلتين، كل عين قادرة على عرض صور مجسّمة، ولكن لسوء الحظ لم يترجم هذا النموذج إلى ابتكار حقيقي للاستخدام العام.نظام الملاحة في السيارة
باتت معظم السيارات الحديثة مجهزة بنظام الملاحة GPS إلا أن هذا النظام ليس بجديد. ففي العام 1932، طوّرت شركة إيطالية جهاز Iter-Auto كأول جهاز ملاحة في السيارة، وقد تم توصيل الجهاز إلى عداد السرعة التي كانت تحرك الخريطة تلقائياً على نحو يلائم سرعة السيارة.القارىء الألكتروني
اليوم، أصبح القارئ الالكتروني وسيلة شعبية للقراءة، لأن هذا الجهاز يجعل عملية المطالعة أسهل، ولا يرهق العين، غير أن هذا الاختراع ليس وليد التكنولوجيا الحديثة كما يظن البعض، بل جاء قبل أن تقرر شركة أمازون حتى غزو السوق الالكتروني بجهاز "كندل" الشهير. فالنموذج الأولي لجهاز قراءة الكتب الالكترونية وضعه الأميرال برادلي فيسك في العام 1922، وقد كان مزوداً بعدسات مصغرة وأسطوانة تضم 100 ألف كلمة. وبرغم أن فيسك أراد من اختراعه تخفيض تكاليف صناعة الكتب، فإن جهازه لم يلقَ النجاح المطلوب في الفترة السابقة.مكالمات الفيديو: صوت وصورة
ليست المسافات بين الأحباء مشكلة، والسبب يعود إلى وجود مكالمات الفيديو الرخيصة حتى قبل الهواتف الذكية، والتي تقرب بعضنا من بعض وتتخطى كل الحواجز الجغرافية بين الناس. إلا أن الهاتف المزود بشاشة picturephone يعود لنحو 60 عاماً، وتحديداً إلى العام 1956، عندما جذب الزوار بعد عرضه في معرض نيويورك الدولي. واللافت أن هذا الجهاز الذي يشبه اليوم "سكايب" و"فايبر" وغيرهما من التطبيقات التي تسهل عملية التواصل بالصوت والصورة، كان يتم من خلاله إجراء مكالمات فيديو من "كشك" لآخر وحتى لـ"كشك" مماثل في ديزني لاند.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...