الانطباع الذي ساد بعد قرعة مونديال روسيا الذي سيجري بين 14 و15 يوليو المقبل هو أن حظ المنتخبات العربية كان عاثراً بشكل عام. وإذا كان منتخب المغرب قد وقع في مجموعة حديدية إلا أن كثيرين يرون أن منتخب تونس لطفت بحاله القرعة، في وقت ينظر منتخبا مصر والسعودية أحدهما إلى الآخر كفريسة يجب الانقضاض عليها علّ الحظ يبتسم له في مباراة من الاثنتين الأخريين.
تاريخ العرب في كأس العالم
يشارك العرب لأول مرة بأربعة منتخبات في المسابقة التي انطلقت عام 1930. وسجّل العرب الظهور الأول لهم في منافسات كأس العالم في نسخة 1934 عن طريق المنتخب المصري ثم انتظروا 37 عاماً كي يسجلوا ظهورهم الثاني من خلال المنتخب المغربي في نسخة 1970. ومنذ نسخة 1978، لم تنقطع المشاركة العربية في كأس العالم وشارك فريق عربي واحد على الأقل في كل دورة من النهائيات. وتُعدّ السعودية والمغرب وتونس أكثر الدول العربية مشاركة في المونديال برصيد 5 مشاركات لكل منها. رقم آخر يشترك به الأخضر السعودي مع المغرب وهو تحقيقهما أفضل نتائج للعرب في البطولة، بعبورهما إلى الدور الثاني. ويملك المنتخب المصري رقماً سلبياً، إذ حقق أكبر عدد من سنوات الغياب بين التأهل والآخر وهو 56 عاماً بين أول وثاني مشاركة و28 عاماً بين مشاركته الثانية والثالثة. ويُعدّ المنتخب السعودي الأكثر خسارة في المنتخبات الأربعة برصيد 9 هزائم، فيما يمتلك المغرب أقوى خط هجوم برصيد 12 هدفاً، تقابله السعودية بأضعف خط دفاع، إذ استقبل مرماها 32 هدفاً. وتمتلك السعودية أكثر اللاعبين العرب تسجيلاً للأهداف في كأس العالم وهو سامي الجابر برصيد 3 أهداف.مصر... أول هدف عربي في كأس العالم
سجل منتخب مصر الظهور الأول له وللعرب في النسخة الثانية من المونديال عام 1934 ولكنّه ودّع المنافسات باكراً في البطولة التي أقيمت بنظام خروج المهزوم من الدور الأول عقب خسارته أمام المجر. ودوّن المصري عبد الرحمن فوزي اسمه في سجلات هدافي البطولة كأول عربي يسجل هدفاً في كأس العالم. وانتظر المنتخب المصري 56 عاماً من أجل التأهل مرة أخرى للبطولة التي احتضنتها إيطاليا عام 1990، وودع منافساتها من الدور الأول بعدما تذيّل مجموعته. وغابت مصر منذ تلك البطولة عن المشاركة قبل أن ينجح محمد صلاح، المحترف ضمن صفوف ليفربول الإنكليزي في قيادة الفراعنة للعودة مجدداً إلى العرس الكروي.السعودية... أكبر هزيمة للعرب
سبق للسعودية المشاركة في أربعة مونديالات. في مشاركتها الأولى في نسخة 1994، تمكنت من تحقيق إنجاز بتخطيها الدور الأول قبل إطاحة السويد بها. وفي النسخة التالية التي أقيمت بفرنسا عام 1998، ودعت البطولة من الدور الأول. وتكرر الأمر في كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 حين تلقت ثلاث هزائم مسجّلة أكبر خسارة للعرب في الحدث العالمي منذ انطلاقته بسقوطها أمام ألمانيا بنتيجة 8ـ0.تاريخ العرب في المونديال... أول دولة تشارك، أول هدف، أفضل هداف، أول فوز، أقسى خسارة، أفضل نتيجة...
مصر تتربّص بالسعودية وبالعكس. القرعة استجابت لمدرب تونس. ورغم أن تأهل المغربيين إلى الدور الثاني صعب جداً إلا أنهم الوحيدون القادرون على الذهاب بعيداًوفي نسخة 2006 بألمانيا سجلت السعودية خروجها الثالث من الدور الأول، قبل أن تتمكّن بعد غياب 12 عاماً من العودة مجدداً.
المغرب... أول نقاط العرب في المونديال
غاب العرب عن المشاركة في المونديال منذ نسخة 1934، وانتظروا 37 عاماً كي يسجلوا ظهورهم الثاني من خلال المنتخب المغربي الذي شارك في نسخة عام 1970 في المكسيك، وتمكن المغربيون من حصد أول نقاط للعرب في المونديال بتعادلهم أمام بلغاريا قبل أن يودّعوا المنافسات من الدور الأول. بعدها، غاب أسود الأطلس عن الظهور لثلاث دورات على التوالي قبل أن يعودوا للمشاركة في نسخة 1986 التي احتضنتها المكسيك أيضاً، وسجلوا أول عبور للعرب إلى الدور الثاني قبل أن تنهتي مغامرتهم في دور الـ16 بالخسارة أمام ألمانيا الغربية. وودعت المغرب نسخة 1994 في الولايات المتحدة من الدور الأول عقب تذيلها مجموعتها. وفي النسخة التالية التي احتضنتها فرنسا 1998 حقق المغربيون نتائج جيدة ولكنهم لم يتمكنوا من عبور الدور الأول.تونس... أول انتصار للعرب في المونديال
تأهلت تونس إلى المونديال للمرة الأولى في نسخة 1987 بالأرجنتين وودعت المسابقة من الدور الأول ولكنها نجحت في تحقيق أول انتصار للعرب بالمونديال وكان على المكسيك. ثم غابت تونس عن المشاركات الأربع التي تبعت مشاركاتها الأولى قبل أن تعود وتشارك في مونديال 1998 بفرنسا لتودّع المسابقة من الدور الأول بتذيلها ترتيب مجموعتها. وشهدت نسخة 2002 بكوريا الجنوبية واليابان الظهور الثالث لنسور قرطاج وودعوا أيضاً المنافسات من الدور الأول، وهو ما تكرّر في نسخة 2006. ثم غاب التونسيون عن الظهور في المونديال 12 عاماً قبل أن ينجح يوسف المساكني، في إعادتهم إلى الحدث العالمي من جديد.مصر والسعودية في مجموعة متوزانة
تواجد المنتخب المصري بجانب المنتخب السعودي ضمن المجموعة الأولى بجوار منتخبي روسيا والأورغواي، منح تفاؤلاً لكل من المصريين والسعوديين، إذ يرى كل طرف أنه قادر على إسقاط الآخر وحصد النقاط الثلاث. ويرى الناقد الرياضي بموقع كورة محمد اللاهوني أن هذه المجموعة متوازنة بشكل كبير رغم وجود روسيا البلد المضيف والأورغواي التي تضم بين صفوفها ثنائياً من أفضل مهاجمي العالم هما مهاجم برشلونة الإسباني لويس سواريز ومهاجم باريس سان جيرمان الفرنس إدنسون كافاني. لكنه لا يستبعد قدرة الفراعنة أو الأخضر السعودي على خطف إحدى بطاقتي التأهل عن هذه المجموعة، وإن كانت فرص السعودية أقل من مصر. وتبدو فرص مصر أفضل في ظل الاستقرار الفني ووجود مجموعة كبيرة من اللاعبين المحترفين في أوروبا في صفوف منتخبها، وهو ما يؤكده الناقد الرياضي بجريدة الشروق المصرية حسام زايد والناقد الرياضي بالأهرام المسائي محمود عبد السميع. ويرى الثلاثة أن الفراعنة قادرون على مزاحمة الدب الروسي والأورغواي وعبور الدور الأول في ظل وجود كوكبة من النجوم اللامعين في أوروبا ترغب في الإعلان عن نفسها.مهمة الأسود مستحيلة
صدمة كبيرة عاشتها الجماهير المغربية بسبب صعوبة مهمة منتخبها الوطني في كأس العالم بعدما وضعته القرعة ضمن المجموعة الثانية بجوار البرتغال وإسبانيا وإيران، مجموعة وصفها اللاهوني بـ"مجموعة الموت" مشيراً إلى الحظ السيئ لأسود الأطلس ومؤكداً أن المهمة ستكون صعبة للغاية رغم المستوى المميز للمغاربة وامتلاكهم دفاعاً حديدياً ومدرباً مخضرماً، إلى جانب أسماء جيدة مثل مهدي بنعطية وكريم الأحمدي وكريم زياش وأشرف حكيمي. ويؤكد زايد على أن المنتخب المغربي واجه سوء حظ في سحب القرعة التي وضعته مع قوتين عظمتين في عالم الساحرة المستديرة. ويرى عبد السميع أن مهمة المغرب صعبة بل ومستحيلة وسيكتفي منتخبها بتقديم عروض جيّدة من أجل ترك ذكرى طيبة من مشاركته.تونس تنتظر المجهول
رغم صعوبة المجموعة على الورق إلا أن هناك تفاؤلاً كبيراً من الجماهير العربية حول قدرة تونس على خطف إحدى بطاقتي العبور للدور الثاني عن المجموعة السابعة التي تضم بلجيكا وبنما وإنكلترا. وأشار حسام زايد إلى أن المدير الفني للمنتخب التونسي نبيل معلول حصد ما تمناه قبل قرعة المونديال إذ أبدى رغبته في التواجد مع المنتخب الإنكليزي في مجموعة واحدة وتحقق له ذلك، بجانب تواجد فريق ضعيف نسبياً معه وهو بنما. ويرى اللاهوني أن مهمة نسور قرطاج صعبة ولكنها ليست مستحيلة فهم قادرون على الفوز على بنما، كما أن الروح القتالية لدى التوانسة قادرة على صناعة الفارق في مباراتيهم مع بلجيكا وإنكلترا التي دائماً ما تعاني في كأس العالم. ويضيف محمود عبد السميع أن ضعف خبرة بنما في البطولات الكبرى والمستوى الجيد الذي يقدمه الأسود الثلاثة دائماً في المونديال يجعل فرص تونس قائمة بشكل كبير.المنتخب العربي الأكثر حظاً
وضع النقاد الثلاثة المنتخب المصري على رأس قائمة المنتخبات العربية الأوفر حظاً في بلوغ المرحلة الثانية من المونديال ومن بعده المنتخب التونسي. ولكن حول قدرة العرب على الذهاب بعيداً في البطولة، وجد الثلاثي أن المسألة صعبة. إلا أن اللاهوني رشح المنتخب المغربي لتحقيق مفاجأة والذهاب بعيداً جداً في المسابقة في حالة تمكّنه من عبور الدور الأول، وعلل ذلك بأن أسود الأطلس يمتلكون فريقاً جماعياً قادراً على الوصول بعيداً في حال تمكن من تخطي المستحيل بالدور الأول.نجوم قادرون على صناعة الفارق
يعقد كثيرون الآمال على محمد صلاح في مزاحمة أباطرة اللعبة وكتابة التاريخ في مونديال 2018 بروسيا، كما يعتبرونه ورقة رابحة قادرة على صناعة الفارق مع المنتخب المصري. ومن السعودية، تشخص الأنظار نحو نواف العابد كورقة رابحة للأخضر، فيما يُعدّ بنعطية الأبرز في المنتخب المغربي نظراً لكونه القائد الذي يستطيع تنظيم صفوف فريق يتميّز باللعب الجماعي. ويتصدر يوسف المساكني المشهد في المنتخب التونسي نظراً للفنيات الكبيرة الذي يتمتع بها والتي كانت سبباً رئيسياً في بلوغ تونس المونديال.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...