يحجز الحديث عن الأوضاع الاقتصادية مكاناً ثابتاً في نقاشاتنا مع محيطنا، لأن العناوين في الأخبار والأحداث المتسارعة تشجع على ذلك.
حذر صندوق النقد الدولي من حدوث أزمة اقتصادية عالمية جديدة نتيجة تخبّط الدول الكبرى في ديونها وأحوالها السياسية المضطربة.
ولا تقتصر المخاوف على الوضع العالمي، بل تشمل اقتصادات البلدان العربية، بسبب ما تشهده دول عدة من توترات في المنطقة، أحدثها السعودية ولبنان.
وفق ورقة بحثية للخبير الاقتصادي توفيق كسبر، قد يشهد لبنان أزمة مالية خطرة، مع احتمال انخفاض قيمة العملة الوطنية وتزعزع استقرار القطاع المصرفي، وذلك وسط هبوط أسعار النفط وقيمة أسهم الشركات الخليجية.
وعليه، يدعو الخبراء الاقتصاديون إلى اتخاذ التدابير اللازمة وتفعيل إدارة المخاطر وخطط الطوارئ لحماية الاقتصاد، خاصة في الدول العربية التي تعاني من ارتفاع في الدين العام.
ولكن ماذا على صعيد الأفراد؟ ما هي الخطوات التي يجب على كل شخص القيام بها من أجل حماية أمواله الخاصة والاستعداد للأزمة المالية إذا صحت الأقاويل التي تتحدث عن اقتراب شبح النكسة المالية؟
1- الادخار
يجمع الخبراء على أن الادخار هو من أفضل الخطوات التي يمكن للأسرة القيام بها بهدف حماية مواردها المالية، بحيث لا تضطر إلى الاعتماد على الائتمان في حالات الطوارىء.
وفي هذا السياق، يقول "بن فولكنر"، مدير شركة EQ Investors إنه يتعيّن على كل عائلة أن توفر بعض المال تحسباً لأي أمر طارىء، داعياً الجميع إلى ادخار من 3 إلى 6 أشهر من النفقات بهدف الاستعانة بهذه الأموال عند الحاجة.
2- وضع ميزانية واضحة
المفتاح الرئيسي للاستعداد لأي أزمة مالية محتملة يكون عن طريق وضع موازنة محددة وممارسة رقابة واضحة وصارمة على النفقات الأسبوعية والشهرية، فمن خلال هذه الطريقة يصبح بإمكانكم مراقبة مصروفكم والتحكم به، مما يسهل عملية ادخار وتوفير الأموال بشكل شهري.
يقدم موقع Better Money Habits نصائح حول كيفية وضع موازنة واضحة، مشيراً إلى أن الخطوة الأولى تكون عبر تحديد المدخول، ثم وضع قائمة بالمصاريف وتحديد الأهداف ووضع خطة واضحة للنفقات وتقليلها قدر الإمكان.
3- تقليل النفقات الشهرية
التقليل من النفقات الشهرية يمكن أن يتم عبر وسائل عدة، منها التخفيف من استهلاك الكهرباء، الهاتف، تفادي تناول الطعام في الخارج وغيرها من الأمور التي، بالرغم من بساطتها، تساعد في تقليص الموازنة على مدى الأشهر المقبلة.
يقترح رجل الأعمال والأستاذ في جامعة مانشستر "فيكاس شاه" تخصيص بعض الوقت للقيام بمراجعة كاملة على القروض الشخصية والمدخرات والوضع المالي الخاص، مشيراً الى أن تقليل النفقات الشخصية قد تكون بالنسبة إلى البعض خطوة غير مهمة إلا أنها في الواقع ضرورية ونتائجها مضمونة على المدى البعيد.
4- كسب المال الإضافي
إذا كنتم تشعرون بأن وضعكم الاقتصادي صعب ويتدهور يوماً بعد يوم، فاعلموا أنه آن الأوان للبحث عن موارد جديدة من خلال العمل الإضافي.
يمكنكم ذلك عبر العمل ساعات إضافية إن كانت الشركة التي تعملون فيها توفر هذه الإمكانية، أو عن طريق إعداد المأكولات وبيعها أو تأجير أي عقار لديكم: منزل، قطعة أرض، محل تجاري من ضمن خيارات أخرى كثيرة...
5- ترقب ارتفاع أسعار الفائدة
بالرغم من أن بعض البنوك يحاول خفض سعر الفائدة بهدف حث الزبائن على الإقبال الكثيف على القروض التي يعتبرها البعض ملجأهم الوحيد للخروج من دائرة الفقر والعوز، يحذر "ماثيو كوبر"، مدير برامج الدراسات العليا في جامعة "اردن"، من الوقوع في الديون، وخاصة القروض الطويلة الأجل، متوقعاً أن تشهد أسعار الفوائد ارتفاعاً ملحوظاً.
كيف يمكن للأشخاص أن يستعدوا بطريقة ذكية للارتفاع الوشيك في أسعار الفوائد؟ ينصح "كوبر" بعدم الدخول في دوامة قروض متوسطة وطويلة الأمد إضافية، حتى ولو كانت فائدتها منخفضة أو معدومة، لأن هذه القروض ستستهلك مصروفكم الشهري.
6- شراء الذهب
إن الذهب هو الشيء الوحيد الذي يحافظ على قيمته المادية، وفي هذا السياق، ينصح "بيتر شيف"، صاحب كتاب Crash Proof and The Real Crash بشراء الذهب والاحتفاظ به في مكان آمن بعيداً عن البنك، كونه أول مكان تتجه إليه الحكومات بحثاً عن أصول قيمة.
7- متابعة الأخبار المالية
قد تكون الصحف المتخصصة بالأخبار والشؤون المالية مملة لبعض الأشخاص، إلا أنها ضرورية للوقوف على بيّنة من الأمور التي تحصل في عالم الأرقام، خاصة أن الوضع المالي العام الذي تمر به البلاد يؤثر على الوضع المالي لكل شخص.
من هنا، ينبغي متابعة الأخبار التي تعنى بالشأن المالي والاطلاع أول بأول على كل الأحداث التي تحصل في عالم الأعمال، تحسباً لأي أزمة مالية تلوح في الأفق.
8- تنويع الاستثمارات
تنويع الاستثمارات يحدّ من المخاطر، فمن خلال توزيع المال على مجموعات متنوعة من الاستثمارات مثل الأسهم والعقارات والسندات بعملات مختلفة، بإمكان الفرد أن يتجنب خسارة أمواله بالكامل في حال تعرض أي مجال لـ"ضربة" مالية. لذا، فإذا كنتم تملكون الإمكانات التي قد تتيح لكم ذلك، فلا تترددوا في استغلالها.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...