عشق تامر حبيب السينما منذ طفولته، لكنه لم يخترها ليدرسها، فبقيت حلماً مؤجلاً إلى أن تخرج في كلية التجارة، فقرر حينذاك احتراف كتابة السيناريو.
كتب فيلم "حب البنات" وفيلم "سهر الليالي" الذي حقق نجاحاً كبيراً وقت عرضه عام 2003، وتعرض لانتقادات واسعة نظراً إلى جرأته الكبيرة وتناوله علاقة الرجل والمرأة بشكل أصدق مما اعتادته السينما. واستطاع أيضاً أن يغير شكل الدراما التلفزيونية المعتادة منذ سنوات، فأعاد تقديم أعمال فنية عالمية، بعد تعريبها وتحويلها مسلسلاتٍ حققت نجاحاً كبيراً، وشجعت صناع الدراما التلفزيونية على الاتجاه إلى موضوعات جديدة لم يتطرقوا لها من قبل، أشهرها مسلسل "غراند أوتيل" الذي عرض في رمضان 2016. ارتبط اسمه بالحب، أو بالبهجة، كما يفضل أن يسميها، في الوقت الذي ينتشر في مصر الحديث عن "صناعة البهجة" في فترة تتسم بالقسوة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. أعماله تدور في الغالب في فلك العلاقات وتفاصيلها، والحب، بتجلياته المختلفة وتعقيداته، وهو - الحب- دائماً البطل المشترك فيها. يغلب عليها طابع له ملمس ناعم، فالنهايات في الغالب سعيدة، والمشكلات إنسانية أكثر منها اجتماعية قاسية. اشترك أخيراً في كتابة كلمات أغنية 3 دقات مع الموسيقي المصري أبو الذي غناها دويتو مع الفنانة يسرا، وتم إطلاقها خلال مهرجان الجونة السينمائي. تركت الأغنية صدى كبيراً في العالم العربي، وحصلت على أكثر من 24 مليون مشاهدة خلال الشهر الأول من إطلاقها. تحدث رصيف22 مع حبيب وسأله عن عن الكتابة والزواج نتفلكس. في البداية، نحن نعرفك ونعرف كتاباتك، هل لديك طقوس معينة تتبعها قبل بدء الكتابة؟ قبل أن أبدأ كتابة فيلم جديد، أذهب إلى المكتبة وأشتري نوعاً محدداً من الورق وأقلاماً جديدة ملونة، كأنني تلميذ صغير يستعد لعام دراسي جديد. ثم أذهب إلى أحد المقاهي في منطقة الكوربة بمصر الجديدة في القاهرة صباحاً وأشرب القهوة وأبدأ الكتابة، أو أذهب إلى "الجونة" في الغردقة لأنني أحب هذه المدينة وأعتبرها مكاناً ملهماً للكتابة، وفيها طبيعة رائعة، وأطلق عليها دائماً "أرض الميعاد" و "المدينة الفاضلة". ولكن عندما أكتب مسلسلاً جديداً، أقيم في فندق طوال فترة كتابة حلقاته مع ورشة الكتابة حتى أستطيع عقد اجتماعات يومية مع أعضاء الورشة، وقد اعتدت الإقامة في الفنادق أثناء كتابة المسلسلات منذ أن كتبت أول مسلسل وهو "خاص جداً"، حيث أصر منتج المسلسل جمال العدل ومخرجته غادة سليم على تحديد إقامتى في مكان واحد لأنتهي سريعاً من كتابة الحلقات. حققت أغنية 3 دقات نجاحاً جماهيرياَ كبيراً، على الرغم من أن هذه المرة الأولى التي تكتب فيها أغنية، هل تفكر في تكرار التجربة مرة أخرى؟
لقد كررتها بالفعل عندما طلب مني صديقى المطرب أحمد فهمي كتابة أغنية تتر برنامجه "قعدة رجالة" الذي يقدمه مع الممثل السوري باسل خياط والممثل المصري كريم فهمي، ومن المنتظر أن يضع الملحن إيهاب عبدالواحد لحن الأغنية خلال أيام لتسجلها فرقة واما.
قدمت على مدار عامين مسلسلات تم اقتباس قصصها من "فورمات" لأعمال أجنبية مثل مسلسل "طريقي" و "غراند أوتيل" وأعمال مقتبسة من روايات مثل "لا تطفئ الشمس"، هل السبب نقص في الأفكار أو الإلهام؟ أنا لا أتعمد ذلك، ولكن عندما تعرض علي فورمات أجنبية أو رواية أشعر بأنني أستطيع تغييرها لما يتناسب مع المنطقة العربية فأتحمس لها. وعندما طلب مني المخرج محمد شاكر تقديم رواية "لا تطفئ الشمس" لإحسان عبدالقدوس بشكل يناسب حياتنا عام 2017، قررت ألّا أتطرق إلى الجزء السياسي في الرواية، ثم استعنت بشخصيات من روايات أخرى لعبدالقدوس مثل شخصية أمينة خليل في رواية "دمي ودموعي وابتسامتي" وشخصية ريهام عبدالغفور التي أخذت جزءاً منها من رواية "لا أنام". إلى أي مدى تتدخل في اختيار أبطال أعمالك؟ وهل تتدخل في العناصر الفنية الأخرى للعمل مثل الملابس والديكور؟ لا يكون تدخلاً إنما اقتراحاً، وغالباً ما تكون هناك جلسات عمل مع المخرج للتحدث في تفاصيل كل شخصية والنجم الأنسب للدور، فمثلاً في مسلسل "لا تطفئ الشمس" كان إياد نصار مرشحاً لدور فتحي عبدالوهاب، ولكن نظراً إلى انشغاله في تصوير مسلسل "هذا المساء"، قدم الدور فتحي عبدالوهاب وكان رائعاً في تقمص الشخصية بشكل مميز. عالمياً، يتجه نجوم السينما إلى المشاركة في الإنتاج التلفزيوني في المسلسلات التي تنتجها نتفليكس. فما هو التوجه العربي والمصري في مثل هذه الشبكات؟ نتفليكس اتجاه عالمي جيد، وهو التطور الطبيعي لما يحدث في الإنتاج التلفزيوني. كنا في الماضي نتعالى كصناع للسينما، ونرفض أن نعمل في المسلسلات، ولكن عندما تنازلنا عن هذا التعالي قدمنا أعمالاً مختلفة بإيقاع درامي وفني يشبه السينما إلى حد كبير، وأعتقد أن الفترة المقبلة ستشهد انتشار أعمال فنية عربية على نتفليكس نتيجة زيادة الإعلانات التلفزيونية في المسلسلات بشكل كبير التي تستفز المشاهد. هل تشعر بأن التلفزيون أصبح أكثر جرأة من قبل؟ وهل ستصل جرأته إلى مناقشة الموضوعات نفسها التي تناقشها السينما؟ بالتأكيد، والدليل على ذلك الجرأة التي تناول بها مسلسل "هذا المساء" العلاقة بين الرجل والمرأة، وأيضاً مسلسل "واحة الغروب"، وكذلك جرأة دور "جميلة عوض" في مسلسل "لا تطفئ الشمس"، وعلى الرغم من الهجوم الذي تعرضت له هذه المسلسلات، إلا أنني أراه طبيعياً جداً لأننا في مجتمع محافظ وللأسف "بيعمل كل حاجة تحت الطرابيزة". سأطرح عليك سؤالاً شخصياً، اخترت حتى الآن حياة العزوبية، ونحن نعلم أن هذا الخيار ليس داءماً الأسهل في المجتمعات العربية. هل تشعر بثقل العزوبية، اجتماعياً، بعد الأربعين؟ أي هل يزعجك المجتمع بأسئلته؟ وهل ترى في ذلك تشابهاً مع ما تتعرض له العازبة؟ بالتأكيد، الضغوط التي تتعرض لها المرأة أقسى لأننا في مجتمع ذكوري، وأعتقد أنني بدأت أتعرض لضغوط أقل في ما يخص هذا الأمر، لأن كل من حولي فقد الأمل بأن أتزوج قريباً، وأنا حتى الآن لم أجد الشخصية التي سأعيش معها للخلود، ربما أكون وجدتها في الماضي، وكنت أتمنى أن تستمر قصة حبنا، في أي حال إن وجدتها غداً سأتزوجها على الفور، فأنا أرى أن القرارات صنعت حتى نتراجع عنها.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومينأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ يومينحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ 4 أياممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 5 أيامtester.whitebeard@gmail.com