شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
رسالة حب

رسالة حب

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

رأي

الخميس 21 سبتمبر 201701:36 م
أحضر كأس عصير وأضعها على الطاولة إلى جانب كمبيوتري المحمول. أفكر بأن أبدأ كتابة نصٍ ما عن المنفى والهوية والوطن والذاكرة. أحدق في الصفحة البيضاء التي تتوسط هذه الشاشة مطولًا. لا أفكار واضحة أكتبها. أرى على الطاولة الخشب صورتي وأنا أقبّلك يا حبيبتي، صورة بالأبيض والأسود. لا أتذكر متى وأين التقطناها. أنظر من الشباك مرة أخرى، سماء برلين الرماديّة مثقلة بغيوم تنذر بمطر غزير. الأمطار لم تتوقف هذه السنة. اشتقت لشمسٍ تحرق جلدي. (توقفت عن الكتابة في ذلك اليوم على أمل أن أعود إلى تكملة النص حين تكون الأفكار واضحة. لا أريد أن أكتب حين أكون مكتئبًا أو حين اشتاق، لكن الكتابة لا تأتيني إلا في أوقات حزينة. في هذه الأوقات التي لا أرغب فيها برؤية أحد ولا بفعل شيء، أكتب). أسائل نفسي اليوم، وأنا أحاول كتابة هذا النص للمرة الثالثة، لماذا لا أكتب لك رسالة حب؟ لماذا كلّ ما أقول وأكتب "لك" يدور حول ذاكرتي المثقلة بالألم؟ لماذا؟ أقول لنفسي: أكتب لها الآن شيئًا. لا تنتظر أن تفترقا لتكتب لها. أكتب لها حتى لو كنت تراها كلّ يوم. لا تنتظر البعاد والعذاب لتكتب. تعلم من أخطائك يا ولد.

وهل يُكتب الحب؟

كان الضوء يدخل الغرفة من الشباك الكبير. كنتِ مستلقية بشكل جانبي أمامي. شعرك يغطي النصف الأيسر من وجهك. الضوء يغطي المساحة من خلفك ويبدو نصف وجهك الآخر وجزءٌ من شعرك الأحمر. كانت الصورة تبدو كحلم وأنتِ آتية من كوكب آخر. لا أريد الاستيقاظ من هذا الحلم. هكذا أريد أن أتذكر صورتك كلما أردت تذكرك.
لماذا لا أكتب رسالة حب، وهل يكتب الحب؟
هكذا أريد أن أتذكر صورتك كلما أردت تذكرك
لم أكتب لك قبلًا ربما لأنّ اللغة مختلفة. لا تقرإين العربية وأنا لا أكتب إلا بها تقريبًا. لماذا أكتب لكِ بلغة لا تستطيعين قراءتها؟ لا أعرف، لكن أشعر أنّني ممتلئ بك. أشعر أنّ في داخلي الكثير من الكلام الذي أود قوله "لكِ". أشعر أنّ في جعبتي الكثير من الحكايا التي أريد أن أرويها "لكِ". لماذا؟ لا أعرف. ربما هو الحب. لا أعرف كيف أكتب كلّ هذا الكلام. كأنّني أريد أن أقوله لك وجهًا لوجه. أريد أن أنظر إلى عينيك الزرقاوين وأقول لك كم أحبُّكِ وكم أحبُّ عينينك. كم أحبُّ وجهك بكل تفاصيله! أحبُّ جسدك بكلّ تفاصيله. أحبُّ يديكِ وأصابعكِ. أحبُّ لون بشرتك. أحبُّ كلّ ما فيك. أحبُّكِ. أحب حديثك. أحب صوتَكِ. أحب أن أنظر إليكِ حين تتكلمين. أحب أن أسمع قصصك وحكاياكِ. تذكرين لقاءنا الأول حين قلتِ لي: لدينا الكثير من الكلام لنقوله. نعم حبيبتي لدينا الكثير من الكلام... وما زلنا في البداية. يا إلهي كم أريد أن أبقى معك في مكان ما، لا يوجد فيه سوانا، ونحكي ونحكي ونحكي إلى أن يموت الكلام. أريد أن أبقى معك في السرير ليالي وأياماً طويلة. نمارس الجنس إلى أن يتعب التعب. أريد أن أرقص معك في كلّ الساحات حتى تفلت منّا أقدامنا. أريد أن أمشي معك في كلّ شوارع هذا الكوكب إلى أن تنتهي الشوارع. أريد وأريد وأريد.. آه كم أريد! يا لحظّي… سأنام بجانبك الليلة. حين أستيقظُ صباحًا وأنت تقبلين كتفي وعنقي أشعر بأنّني أسعد رجل في العالم. حين أنام ليلًا وذراعاي يلفان جسدك أشعر بأنّني أسعد رجل في العالم. حين أراك تضحكين على نكاتي السمجة أشعر بأنّني أسعد رجل في العالم. حين تقولين لي أحبك أشعر أنّني أسعد رجل في العالم. لقد جعلتني أسعد رجل في العالم. يا لحظّي من هذه الدنيا! يا لحظّي! هل يكفي هذا كي أقول لك كم أحبك. لا أظن ذلك. لو قلت لك هذه الكلمة بكلّ لغات الأرض، لن يكفي. ألست رفيقتي وصديقتي وحبيبتي وشريكة حياتي؟ ألست من تحمل جنيني في بطنها؟ ألسنا نبني مستقبلنا معاً؟ أحبُّ أن أشاركك في تفاصيل حياتي كلّها. حبيبتي ويا كلّ كلّي. أحبكِ بكل جوارحي. كلّ تفصيل فيّ يحبُّكِ. يحبُّكِ كلّي. آه لو عرفت كيف أكتب حبي لكِ. لكن… هل يُكتب الحب؟

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

Website by WhiteBeard
Popup Image