شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
مذكرات فتاة متحررة من جيل اليوم (14): خارج عن القانون

مذكرات فتاة متحررة من جيل اليوم (14): خارج عن القانون

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

رأي

السبت 26 أغسطس 201711:28 ص
سألني صديقي "لمن صوَتت؟" كانت قد تحولت نقاشاتنا للسياسة بعد قليل من البيرة (كما هو الحال في معظم الأمسيات التي يرافقها الكحول). الحقيقة هي أنني لم أصوت لأحد. أنا لا أصوت في الانتخابات عامة. لم أختر أياً من عشرات الأحزاب السياسية التي تتخذ الورود والأيدي المتصافحة والحمام والجرارات والحيوانات وحتى الحشرات شعاراً لهم. لا أشعر بأن التيار اليساري أو اليمين المتطرف أو أحزاب الوسط أو الملك أو الدستور أو البرلمان يمثلني. لست أنا فقط من تشعر بذلك، فمعظم المسجلين للتصويت في الانتخابات الأخيرة  لم يمارسوا" حقهم الدستوري"؛ ومع ذلك لم يُسجل نفورهم من صناديق الاقتراع. أهو لأنني لا اهتم؟ هذا السبب مختزل. أدرك تماماً أن أي قرار يتخذه أي شخص يعمل في إطار هرم القيادة والمعقد بشكل مبالغ فيه، مهما كان مستواه، له تأثير مباشر على حياتي اليومية. معظم أنشطتي المعتادة تعتبر غير قانونية أو يستهجنها القانون: فأنا لا أمارس فروض الإسلام، لدي مشاعر رومانسية لأشخاص من الجنس نفسه، ولي علاقات جنسية مع أشخاص من الجنس الآخر، وأتعامل أحياناً مع حمَل غير مرغوب فيه. هذه عينة من الأسباب التي تفسر قلقي المستمر عند وجودي في مكان فيه ضباط شرطة.
طريقتي الوحيدة للاحتجاج هي أن اعيش حياتي على سجيتي بصوت عال و بلا اعذار
أنا لا أصوت في الانتخابات عامة. لم أختر أي من عشرات الأحزاب السياسية التي تتخذ الورود والأيدي المتصافحة شعارا لها
وعلى الرغم من الانتشار الاجتماعي للقضايا المذكورة سابقاً، لا يذكرها أي من الأحزاب السياسية كجزء من حملته أو على الأقل يعترف بوجودها، ومن ناحية، صمتهم مفهوم؛ هناك مسائل أكثر إلحاحاً يجب على القادة السياسيين في بلد من بلدان العالم الثالث مراعاتها. ما يقلق جزءاً كبيراً من السكان هو القضايا مثل التعليم والرعاية الصحية والبطالة والركود الاقتصادي وإهمال الدولة لمناطق وانتماءات عرقية معينة. أنا أيضاً اهتم بهذه الأمور، ومع ذلك، أجد نفسي أواجه إحباطاً مألوفاً جداً عندما أرى ما هو مقترح لمعالجة هذه المشاكل. إذن ما هو البديل؟ هل ينبغي لنا النزول إلى الشوارع كما فعلنا خلال الربيع العربي، لكي نُضرب ونُزج في السجون ونُقتل؟ أنقبل بإسكاتنا عن طريق تسوية بخسة الثمن؟ أنصوت لأقل الشرور ضرراً، على افتراض أن هذا الخيار موجود أصلاً؟ أنواصل النقاش في الحانات حول ما كان يمكن أن يكون وما كان يمكن أن نفعله؟ أم عسانا نفكر ونطور نظريات المؤامرة لننشرها على مواقع التواصل الاجتماعي كنوع من أنواع النشاط السياسي الذي لا يتطلب جهداً؟ ماذا يمكن لشخص واحد في العشرين من عمره، شخص يملؤه الشغف والرغبة في تحسين الحياة لنفسه وللجميع من حوله، أن يفعل؟ ماذا عسانا أن نفعل؟ السؤال يخلف وراءه صدى غير مريح. اعتقد أن بعض العلاجات القصيرة المدى يمكن أن تخفف من الإحباط. سندخن سيجارة حشيش ونحتسي البيرة ونمارس الجنس ونشاحن الشرطة ونغازل الفتيات والفتيان، ثم ربما نكتب عن كل ذلك. طريقتي الوحيدة للاحتجاج هي أن اعيش حياتي على سجيتي بصوت عال و بلا اعذار. ربما لا جدوى من هذا الأمر، غير فعال، مزعج، محفوف بالمخاطر أو مثير للجدل، مثله مثل معظم وسائل الاحتجاج، لكنه الآن طريقي الوحيد.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

Website by WhiteBeard
Popup Image