شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
حادثة الاغتصاب الجماعي المروعة في حافلة مغربية

حادثة الاغتصاب الجماعي المروعة في حافلة مغربية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

رأي

الأربعاء 23 أغسطس 201712:27 م

انتشر مقطع فيديو مدته دقيقة على مواقع التواصل الإجتماعي في 20 أغسطس يظهر مشهداً مروعاً: أربعة مراهقين، جميعهم دون السن القانونية، يجردون شابة اسمها إيمان من ملابسها ويمسكون أجزاء حميمة بجسدها في حافلة متحركة في مدينة الدار البيضاء. في الفيديو، يُسحب قميصها إلى أسفل، ويُفتح سروالها، ويواصل المراهقون لمس جسدها، بالإضافة إلى إهانتها ومحاولة اقحام قطعة من القماش في فمها. تتوسل الفتاة إليهم لكي يتوقفوا وهي تبكي وتستغيث. لا يتدخل أي ممن يستقلون الحافلة، ولا يتوقف السائق. وقعت هذه المأساة في 18 أغسطس، ولم يبلغ أي من المسؤولين في شركة الحافلات السلطات عن الواقعة حتى نُشر الفيديو. وأنكرت شركة نقل "المدينة" مسؤوليتها عن السماح بوقوع هذه الجريمة في إحدى حافلاتها في بيان صحفي. قُبض على المغتصبين الذين تراوح أعمارهم بين الخامسة عشرة والسابعة عشرة هذا الصباح بفضل الحملة التي شنها مستخدمو فيسبوك كاشفين عن هويات المراهقين الذين كانوا في الفيديو ونشروا أسماءهم وأماكن إقامتهم.

لكن تعليقات وافرة على الانترنت بررت الاغتصاب عن طريق اتهام الفتاة بارتداء ملابس مكشوفة، وتقدم الأعذار للفتيان بسبب صغر سنهم ونشأتهم في أحياء فقيرة.



ويظهر موضوع التحرش الجنسي والاغتصاب مرة واحدة في الأسبوع على الأقل في الأخبار المغربية بعد مأساة كهذه. وكثيراً ما تتم مضايقة الضحايا أنفسهم على الإنترنت بسبب ملابسهم. ما حدث لم يكن حادثة منفردة في المغرب، بل ظاهرة. الشابة عمرها أربعة وعشرون عاماً، ويُزعم أنها تعاني من مشاكل عقلية. وقد زار أحد مواقع الأخبار المغربية "le360" الحي الذي يقيم فيه الجناة وسألوا جيرانهم عن رأيهم في الموضوع، ليواصل الجميع إلقاء اللوم على الضحية والدفاع عن الغتيان الذين يجب أن يُعذر سلوكهم على حد قولهم بسبب "تعاطيهم المخدرات"، وصغر سنهم. ومن المتوقع أن يشارك نحو ألف شخص في اعتصام موعده 23 أغسطس في الدار البيضاء للتنديد بالمأساة. ولن يلقي الاحتجاج الضوء على هذه القضية الأخيرة فحسب، بل على العديد من القضايا الأخرى التي وقعت قبل ذلك ولم توضح السلطات ملابساتها. علماً أن الاغتصاب يحتاج إلى سياق أو مبرر، فإن الحوادث التالية توضح ثقافة الاغتصاب التي انتشرت في الفترة الأخيرة في المغرب:

  • في السابع من أغسطس الجاري، قتلت فتاة تبلغ من العمر السادسة عشرة لدى تعرضها لاغتصاب جماعي في مراكش، وقد جرى أطلاق سراح مغتصبيها وتبرئتهم.
  • وفي الخامس من الشهر نفسه، أصيب بضعة فتيان بداء الكلب بعد اغتصابهم حماراً.
  • وفي مايو، تعرضت فتاة تبلغ من العمر سبعة عشر عاماً للاغتصاب على يد صديقها ورجلين آخرين في قرية تيكوين.
  • وفي فبراير، تمت إدانة بطل تدريب خيول مغربي في جريمة اغتصاب فتيات قاصرات في بلجيكا.
  • في نوفمبر الماضي، اتُهم سعد لمجرد، نجم موسيقى البوب المغربي باغتصاب سيدة شابة في الولايات المتحدة وبعدها في فرنسا. وقد كلف الملك محمد السادس محاميه بالدفاع عن لمجرد، ويقال إنه قد دفع أتعابه. وقف محبو لمجرد المغاربة بجانبه ونظموا العديد من الاحتجاجات لإطلاق سراحه دون أي دليل على براءته.
  • وفي ديسمبر الماضي، تم العثور في الرباط على جثة تبيّن لاحقاً إنها ضحية لجريمة اغتصاب جماعي، وعمرها دون الثامنة عشرة.
  • في أغسطس 2016، تمت إدانة ملاكم مغربي بجريمة اغتصاب خادمات برازيليات في القرية الأولمبية.
  • في نوفمبر 2015، نُشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لرجال يحاولون اغتصاب فتاة قاصر في مدينة الخميسات.
  • وأخيراً وليس آخراً، شهيدة الاغتصاب وقوانينه في المغرب: أمينة فيلالي (16 عاماً) التي قتلت نفسها بعد أن أجبرتها المحكمة على الزواج من مغتصبها في عام 2012.
الفيديو متاح على الأنترنت، لكن محتواه المروع يجعله غير مناسب لإرفاقه بالمقالة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

Website by WhiteBeard
Popup Image