بحسب دراسة أجراها باحثون في جامعة كوينزلاند الأسترالية، فإن أعلى معدلات الاكتئاب موجودة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو ما يدفع الكثيرين إلى الانتحار. لكن لماذا يزيد الاكتئاب في الشرق الأوسط؟ تجيب الدراسة نفسها بأن السبب هو الاضطرابات والحروب التي يمر بها هذا الجزء من العالم، وذكرت أيضاً بضعة أسباب أخرى. وبرغم أن هناك بعض العلاجات الفعالة للاكتئاب، فإنها قليلة، وأسعارها غالية، إضافة إلى أنها تتسبب بمضاعفات جانبية تضايق بعض الناس. وحتى لا تمروا بتجربة الاكتئاب الصعبة، تنصحكم دراسات عدة بتجربة علاج بسيط لن يكلفكم الكثير من المال... هذا العلاج هو اليوجا!

اليوجا من أجل حياة نفسية أفضل

بحسب بيان نشر حديثاً على موقع جمعية علم النفس الأمريكية، فإن هناك دراسات جديدة خرجت من مؤسسات في الولايات المتحدة وهولندا عرضت في المؤتمر السنوي للجمعية، الأسبوع الماضي، وأظهرت أدلة على أن اليوجا قد تكون علاجاً فعالاً لبعض أنواع الاكتئاب. وخلصت بضع دراسات، اثنتان منها صدرتا عن مركز الطب النفسي التكاملي في هولندا، وواحدة عن مركز سان فرانسيسكو الطبي للمحاربين القدامى، وأخرى عن مستشفى ماساتشوستس العام، إلى أن اليوجا نجحت في تقليل أعراض الاكتئاب لدى كل من مارسها. على سبيل المثال، وجدت الدراسة التي قام بها باحثو مركز سان فرانسيسكو الطبي للمحاربين القدامى، أن من حصلوا على جلستي يوجا مرتين في الأسبوع لمدة ثمانية أسابيع، كانوا أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب مقارنة بمن لم يحصلوا على جلسات. وأظهرت الدراسات أنه كلما زاد عدد جلسات اليوجا التي يحضرها الأفراد، قلّت لديهم أعراض الاكتئاب، وعاشوا حياة سليمة من الناحيتين النفسية والجسدية. وزاد لديهم التفاؤل. لكن مشاركين في المؤتمر وضّحوا أن الدراسات عن استخدام اليوجا علاجاً للاكتئاب لم تزل في البداية، وأنهم يوصون بها كعلاج مكمل مع العلاجات التي ينصح بها الأطباء والمعالجون المؤهلون.

جربوها ولكن بشروط

يؤمن هاني دسوقي أستاذ الطب النفسي بأن التأمل يساعد على تقليل التوتر والقلق وتقلب المزاج، "لذلك فإن اليوجا وسيلة قد تكون ناجحة لكل من يمر باكتئاب" يقول دسوقي. ويضيف أن لليوجا ميزة إضافية، هي أنها تزيد من الثقة بالنفس لدى من يمارسها، فيصبح قادراً على مواجهة صعوبات الحياة، وهو ما يقلل فرص تعرضه لأزمات نفسية. "لكن من المهم أن يفهم الجميع أن للاكتئاب أنواعاً عدة، لا يمكن علاجها كلها باليوجا، فهناك أنواع تستدعي علاجاً طبياً" يؤكد دسوقي. وبحسب دسوقي، فإن أحد أنواع المرض هو "الاكتئاب الشديد" الذي يجعل من يمر به يفكر كثيراً في الانتحار، كما يعاني من اضطرابات في النوم وأحياناً زيادة في الوزن. كذلك هناك الاكتئاب المستمر والاكتئاب الجنوني الذي يطلق عليه "الاضطراب الثنائي القطب"...، والطبيب النفسي هو الوحيد القادر على أن يفرق بين هذه الأنواع. وينصح دسوقي كل من يمر بضيق واكتئاب بأن يجرب، لدى بدء شعوره بهما،  تمارين اليوجا في مكان هادئ بعد أن يلتحق بأماكن يتعلم فيها اليوجا. لكن عليه أن يتأكد أولاً أنها أماكن موثوق بها، وأن المدربين فيها مؤهلون.