القهوة، ذلك المشروب الذي يساعدنا على النهوض باكراً ومقاومة نعاس الظهيرة، حتى أن يوم البعض لا يبدأ قبل تناولها. لعل إدمان الملايين على القهوة وتطلعهم لمزيد من النكهات القوية هما اللذان يضطران العلامات التجارية الأشهر للقهوة لاطلاق أنواع "خاصة" بمزايا مختلفة من حين لآخر. وربما تكون القهوة المعززة "للذكورة" أكثرها تميزاً حتى الآن.

مزايا جنسية وتحذيرات طبية

روجت شركة Bestherbs Coffee LLC، ومقرها تكساس، لنوع من القهوة أطلقت عليه اسم قهوة الأعشاب الطبيعية Kopi Jantan Tradisional Natural Herbs Coffee ، والذي يحتوي عنصراً مماثلاً للمكون الرئيسي للفياجرا، العلاج الأشهر لضعف الانتصاب في العالم. الشركة التي بدأت الترويج لقهوتها السريعة التحضير بمزايا جنسية في يوليو 2014، حتى يونيو 2016، حسبما نشرت ال سي إن إن، وكانت تباع عبر الإنترنت في أرجاء الولايات المتحدة، قامت بالتواصل تليفونياً مع عملائها وطلبت منهم عدم استخدام الكميات الموجودة لديهم مع إمكانية إعادتها للشركة وتلقي التعويضات. INSIDE_CoffeeMen وسحبت الشركة قهوتها المعززة للذكورة "طواعية" عقب تحذيرات إدارة الغذاء والعقاقير الفيدرالية Federal Drug Administration، من خطورة عنصر ديسميثيل كاربودينافيل Desmethyl Carbodenafil، الذي أثبت أحد مختبرات الإدارة FDA احتواء البن عليه. وعنصر ديسميثيل كاربودينافيل Desmethyl Carbodenafil مماثل في وظائفه وخصائصه لعنصر سيلدينافيل Sildenafil، وهو المكون الأساسي للفياجرا.

سحبت الشركة قهوتها المعززة للذكورة عقب تحذيرات إدارة الغذاء والعقاقير الفيدرالية من خطورة أحد مكوناتها

الأكثر تضرراً

ورغم أن أحداً لم يشكُ إلى الآن من أي "مضاعفات صحية" عقب تناول البن، فإن الإدارة الدوائية ترى أن احتمال تفاعل عنصر ديسميثيل كاربودينافيل مع بعض العناصر الموجودة بعلاجات أخرى مثل النترات "كارثي" قد يسبب انخفاضاً حاداً في مستوى ضغط الدم. ولفتت FDA في بيان عبر موقعها الرسمي، إلى أن الرجال الذين يعانون من مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الكولسترول، أو أمراض القلب، تصبح حياتهم في خطر في حال تناول تلك القهوة لأنهم غالباً ما يأخذون عقاقير تحتوي على النترات. وألمحت الإدارة لاحتمال إصابة بعض مستهلكي تلك القهوة بحساسية الحليب أو التحسس الشديد بسبب الحليب المستخدم بالقهوة والذي لم تعلن الشركة مكوناته.

محاولات سابقة

يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يرتبط فيها المشروب المفضل للملايين حول العالم بمصطلح تعزيز الذكورة أو زيادة الإثارة والرغبة لدى الرجال. ففي العام 2015 أنتجت شركة Stuff Bull نوعاً من القهوة أطلقت عليه Stiff Bull أي "الثور القوي" وأعلنت أنه يحسن الصحة الجنسية، حسبما أوردت صحيفة الإندبندنت. غير أن إدارة الأغذية والعقاقير الفيدرالية أطلقت تحذيرات عدة من شراء أنواع مماثلة من القهوة في مايو 2016، كما طالبت بسحب منتجين من القهوة التي روج لها باعتبارها تعزز الذكورة وهي Caverlo Natural Herbal Coffee، و Stuff Bull.

فوائد القهوة لا تنتهي

لا ينكر أحدٌ الخصائص النفسية والمزاجية لمشروب القهوة، أما أحدث الأبحاث التي أجراها علماء المناعة بجامعة ستانفورد Stanford، ونشرتها دورية "طب الطبيعة" Nature Medicine، والإندبندنت، بيّنت كيف يساعد الكافيين، والقهوة تحديداً، على عيش حياة أطول. وأوضح الباحثون أن 90% من الأمراض الشائعة بمرحلة الشيخوخة مرتبطة بالالتهابات المزمنة، ومنها بعض أنواع السرطان والخرف وأمراض القلب والأوعية الدموية، والزهايمر، وهشاشة العظام والاكتئاب. وفي المقابل، يساعد تناول الكافيين على وقف فعالية وتقليل نشاط الجين المسؤول عن حدوث تلك الالتهابات المزمنة، وبالتالي الوقاية من تلك الأمرض. وفي مقال بعنوان "هكذا أثبت العلم أن القهوة الأفضل على الإطلاق"، نشرته الإندبندنت، كلامٌ عن مزايا القهوة. منها أن باحثين بمعهد أبحاث الجيش الأمريكي للطب البيئي، توصلوا إلى أدلة تؤكد أن القهوة مصدر مهم لمضادات الأكسدة، وتساعد على الوقاية من أمراض خطيرة، من بينها السرطان. في حين أثبت باحثون بجامعة سكرانتون University of Scranton أن البن هو المصدر الأول لمضادات الأكسدة للأشخاص في الولايات المتحدة، من بين 100 مادة غذائية، أي أنه يمنحهم مضادات أكسدة أكثر مما يحصلون عليه من الفاكهة والخضر. وجاء في المقال أيضاً، أن دراسات عديدة وجدت ارتباطاً بين تناول الكافيين وانخفاض معدلات الإصابة ببعض أنواع السرطان، منها سرطان الجلد والرحم والكبد والقولون. بينما وجد العلماء في جامعات جنوب فلوريدا وميامي Universities of South Florida and Miami أن تناول كبار السن ممن يعانون ضعفاً إدراكياً بسيطاً، القهوة، يحميهم من تطور الإصابة بالزهايمر. وينصح البروفيسور جو فينسون Joe Vinson من جامعة Scranton، في المقال نفسه بالاعتدال في تناول القهوة على نحو لا يزيد عن كوب أو اثنين يومياً، أما الحوامل وأصحاب الحالات المرضية الخاصة، فيمكن تحديد الكمية المثلى وفق الطبيب المعالج.