شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
مذكرات فتاة متحررة من جيل اليوم (6): لا يمكنني أن اخبر أمي بأي من هذا

مذكرات فتاة متحررة من جيل اليوم (6): لا يمكنني أن اخبر أمي بأي من هذا

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

رأي

السبت 1 يوليو 201711:00 ص

"كيف كسرت نظاراتك؟" تسألني أمي بغضب.

هكذا كسرتها: كنت أحتسي كوباً كبيراً من الشاي بالنعناع مع مجموعة من أصدقائي، ننتظر ماجد ليجلب لنا بعض حبوب الإكستاسي، ونضع خطة لليلة. ماجد هو الصديق الذي تلتقي به لتنتشيا معاً. بالتأكيد، لا يمكنني أن أخبر أمي بأي من هذا!

عندما ظهر ماجد وبجعبته الحبوب، تلقيت اتصالاً من آنا، صديقتي الفرنسية المغتربة، والفتاة البيضاء الوحيدة التي أتقبلها. دعتني لأشرب معها بعض البيرة، قبل أن نخرج الليلة. آخذ ماجد والإكستاسي ونتوجه إلى منزل آنا. وجدناها مع شريكتها بالغرفة وأخويها التوأمين.

حتى يومنا هذا، لا أكاد أفرق بينهما أو أتذكر اسميهما. أعلم أن أحدهما يبدأ اسمه بحرف السين والآخر بحرف الألف. 

أحدهما كان على استعداد لتجربة حبوب ماجد معنا. اتصلت صديقة ماجد به واضطر أن يتركنا، وتحملت أنا مسؤولية التخطيط لسهرة ذات تكلفة منخفضة في النوادي الليلية مع التوأمين والفتاة البيضاء، وكان علي أن أسرع لأن مفعول الحبوب بدأ يعبث برأسي.

عندما نفدت البيرة، توجهنا إلى أقرب حانة، وهي رخيصة وقبيحة. لا يمكنني أن أخبر أمي بأي من هذا!

نصل الى هناك، التوأمان منتشيان، يرقصان معي بعشوائية. نشرب باستمرار ولا أتعب، ولكن أحدهما لا يبدو على ما يرام. قال إنه يحتاج إلى بعض الهواء، أتبع الفتى للخارج على أمل أنني لم أقتله بالإكستاسي. أناديه بالفتى طوال المساء، مع أنه يكبرني بعدة سنوات.

يتقيأ هو، وأحاول أن أجعله يشرب بعض الماء ليفيق. لا أريد أن أفيق أنا الآن. لا يمكنني أن أخبر أمي بأي من هذا! أتركه بين يدي آنا الأمينة التي تبدو في حالة سكر كفيلة بوضعها في غيبوبة بجانب أخيها.

ماجد هو الصديق الذي تلتقي به لتنتشيا معاً. بالتأكيد، لا يمكنني أن أخبر أمي بأي من هذا!
أتبع الفتى للخارج على أمل أنني لم أقتله بالإكستاسي. أناديه بالفتى طوال المساء، مع أنه يكبرني بعدة سنوات

أعود مرة أخرى للداخل وأقابل معاد، أدعوه في ذهني بالـ"الأريكة" لأنني أبيت على أريكته أكثر من الأزواج المغضوب عليهم. أرقص معه، ويشتري لي بعض الشراب، ثم يخبرني أن بإمكاني أن أبيت في منزله إذا أردت.

بالطبع كنت أريد! أنا أحب منزله! أنتظر حتى أغيب عن الوعي وأتوقف عن تفقد آنا والفتى، ثم أتوجه إلى منزل الأريكة. لا يمكنني أن أخبر أمي بأي من هذا، كنت قد قلت لها إنني عند واحدة من صديقاتي!

في طريقنا إلى بيته، تشاجرنا عندما قلت لا يوجد نظام سياسي أو اجتماعي يمكن أن يحكمنا بإنصاف، لأنني أعتقد أننا مخلوقات مصيرها العيش في فساد وفوضى غير مرغوب فيهما حتى يحين اليوم الذي نفجر فيه هذا الكوكب المسكين. يبدو أننا قد أزعجنا بضعة سكارى فتبعونا وهم ينعتونني بالعاهرة وهو بالقواد.

معاد لن يفلح كقواد بتاتاً، فهو خجول جداً ولطيف. وأنا لن أفلح كعاهرة أيضاً، دائماً ما تكون رغباتي واحتياجاتي محور اهتمامي أثناء ممارسة الجنس! ومع ذلك، كنا متعتعين من السكر بما يكفي للرد عليهم.

بعد عشرين دقيقة، كان معاد يفترش الأرض. لقد تلقى ضرباً مبرحاً. وقفت بجانبه أوجه الشتائم لهم. لم أتمالك نفسي وضحكت عليه قبل أن أساعده.

لم نضحك هكذا من قبل. لم نصدق أننا قد ضربنا ليلة الأربعاء! عندما وصلنا إلى المنزل، لاحظت أنني لا أرتدي نظارتي. لا بد أنها قد سقطت عن وجهي خلال "المعركة" أو "المجزرة" بالأحرى. لا يمكنني أن أخبر أمي بأي من هذا!

جاءت على بالي كذبة على الفور. شيء ما عن الدرج ورباط الحذاء غير المربوط. لم أكن لأصدق تلك الكذبة. نحن لا نملك المال الكافي لشراء نظارات جديدة، وأنا لا أستطيع أن أرى شيئاً أبعد من 100 متر، ومع ذلك، كانت ليلة ممتعة.

مذكرات فتاة متحررة من جيل اليوم (5): جذبتني فتاة في حفلة عرس

مذكرات فتاة متحررة من جيل اليوم (4): المبيت في منزل عائلته

مذكرات فتاة متحررة من جيل اليوم (3): لا يمكن إصلاحي


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel


* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

Website by WhiteBeard
Popup Image