شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
مذكرات فتاة متحررة من جيل اليوم (4): المبيت في منزل عائلته

مذكرات فتاة متحررة من جيل اليوم (4): المبيت في منزل عائلته

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

رأي

السبت 24 يونيو 201711:34 ص
طالما وجدت المواعيد الغرامية، كما تصورها الأفلام والبرامج التلفزيونية، سخيفة للغاية. من في عالمنا هذا يطلب من شخص آخر مواعدته، ثم يحدد الوقت والتاريخ، ليجلسا ويشربا العصير، في محاولة لإثارة إعجاب الشخص الآخر؟ لم أخرج يوماً في موعد غرامي، وقلما سمعت أن أحداً قد فعل. أتتسألون كيف أقابل من يواعدونني؟ كثيراً ما نتسكع معاً إلى أن "تطوّر" الأمور، أو حتى نسكر وتغمرنا الشهوة، مثل الناس العاديين! عندما كنت طفلة، لم يكن لدي أي فكرة عن معنى ممارسة الجنس. كنت أعرف ما هي ممارسة الحب: إذا نشأ حب بين رجل وامرأة، فإنهما يتلامسان ويحركان أعضاءهما التناسلية بعضها ضد بعض، فيحدث السحر. لكنني كنت مخطئة، خاصة في فكرة “التلامس والتحريك” وضرورة أن يكون الشريك من الجنس الآخر! لقد أدركت أنه لا توجد في الواقع قواعد. يمكنني ممارسة الجنس مع أي شخص طالما وافق كلانا. لم يكن هناك سبب يمنعنا إلا إذا وقعنا في الحب حقاً. وحمداً على ذلك لأنه إذا كنا نمارس الجنس فقط مع من نحب، لمارسناه مرات أقل بكثير. هنا أنا ذا، أفكر في هذه الأمور بينما ينام بجانبي صديقي الوسيم ذو الشعر الطويل. لا يمكنني النوم لأنه في أي لحظة قد يدخل واحد من أفراد عائلته الغرفة، لذلك نقضي الليلة كاملة نتناوب على النوم حتى يحين الوقت أخيراً لأتسلل بنفس الطريقة التي دخلت غرفته بها - من خلال سطح الجيران!
لاحقاً أدركت أنه لا توجد قواعد. يمكنني ممارسة الجنس مع أي شخص ما دام كلانا موافقاً
نجلس معاً حتى "يتصاعد" الوضع، أو حتى نسكر وتغمرنا الشهوة، مثل الناس العاديين!
نبذل مجهوداً كبيراً كي نتمكن من ممارسة الجنس. أحتضنه لتمرير الوقت. تفوح منه رائحة العرق ويحتاج للاستحمام، وأجد نفسي أفكر أنني برغم حبي له، يصعب علي تحمل رائحته الآن. لذلك أفتح هاتفي واتنقل من فيسبوك إلى تويتر إلى إنستجرام، أتابع أشخاصاً لا أهتم بشأنهم. "أواعد" هذا الشاب الوسيم الطويل القامة منذ ثلاثة أشهر. حسناً، ليس بالضبط، ولكننا بدأنا نمارس الجنس منذ ثلاثة أشهر، ووجدنا يوماً ما أننا متحابان حتى عندما نكون لا زلنا نرتدي ملابسنا. استغرق الأمر العديد من المحادثات وزجاجات البيرة كي ندرك هذا الأمر. كلانا لديه مخاوف من الالتزام بشريك واحد والعلاقات الطويلة المستقرة، لذا تهربنا لفترة طويلة من الالتزام في هذه العلاقة حتى أدركنا أن ليس هنالك ما نخافه. أنا لا أفهم خوفي من العلاقة الرومانسية الحصرية. ربما أخاف أن أكرس مشاعري لشخص واحد فتفوتني فرص أخرى. ربما أخشى أن ينتهي بي المطاف مثل والديّ، عالقة مع شخص واحد اخترته في عجلة من أمري، والآن اضطر إلى العيش معه ما تبقى من حياة مملة. أو ربما أنا منحلة. جميع الافتراضات ممكنة! أسمع شخصا قادماً. أشد شعره لإيقاظه قبل أن أختبئ في خزانة ملابسه. يعود الى النوم بمجرد إغلاقي الخزانة. لن يمكنه أن يظهر عدم اكتراثه بوضوح أكثر حتى إذا حاول. إنذار كاذب - أياً كان عاد فقط إلى سريره. أضربه ضربة خفيفة لأنذره بالخطر الذي تفاديناه، لكنه بالكاد يستيقظ. الطريقة التي يغط بها في سبات عميق تشكل لغزاً بالنسبة لي. أترك له بعض المال على المنضدة لأنني أعرف أنه لا يملك الآن أي نقود وهو محرج من أن يطلبها. لا أمانع أن أدفع عنه في بعض الأحيان - لقد تخطينا الشعور بالحرج عند الحديث عن المال. لدي وظيفة، أما هو فلا، يبدو الأمر منطقياً بالنسبة لي أن أساعده. لكن بطبيعة الحال، لا يمكن لأصدقائي استيعاب فكرة امرأة تدعم صديقها مادياً! تشرق الشمس وأجمع أشيائي لأرحل. أقبل شفتيه لإيقاظه، ولكني أفشل. أمارس تماريني الرياضية بتسلقي سطح الجيران ثم يأخذني طريقي إلى الشارع. أسرع خطواتي لآخذ سيارة أجرة وأذهب إلى المحاضرة. قد يطلق البعض على ما يتبع ليلة كهذه "رحلة العار"، ولكن لو كان باستطاعتي الشعور بالعار لما قضيت الليلة في سرير شاب ووالداه في الغرفة المجاورة. ألتقي بوالده خارج المنزل مباشرة! لقد قابلني من قبل ويعلم أنني "صديقة" لابنه. يتجمد الدم في عروقي. أقول "صباح الخير" وأكمل مشيي كما لو كان من الطبيعي أن أقابله في السابعة صباحاً! تخطر على بالي كذبة وأقول إنني قد طرقت على بابهم لإيقاظ ابنه لأننا كنا من المفترض أن ندرس معاً. ربما كنت قد سببت له بعض المتاعب، لقد جعلته يبدو وكأنه شاب كسول ينام في الوقت الذي من المفترض أن يدرس فيه، ولكن ماذا كان يمكنني أن أقول والنوم يثقل رأسي؟ "مرحبا يا سيدي، شيء جيد أنك لم تسمع صوتي بغرفة ابنك الليلة الماضية"؟

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

Website by WhiteBeard
Popup Image