تصدر هاشتاج #منة_شلبي ترند تويتر في مصر بعد إعلان القبض عليها من قبل السلطات الأمنية في مطار القاهرة لاحتواء حقائبها على مواد مخدرة، جاءت بها من نيويورك، ومن هناك انتشر ليصبح الخبر رقم واحد على الصفحات الفنية ومواقع التواصل وبرامج "التوك شو" قبل أن يكمل ظهوره 24 ساعة. 

وتم تداول صور على مواقع التواصل الاجتماعي يُعتقد إنها المواد التي عثرت عليها الجمارك مع الممثلة المصرية الشهيرة، وهي عبارة عن صناديق من مستحضرات التجميل وأكياس حلويات وشكولاتة  بالحشيش وعلب سجائر بمخدر THC و12 كيس ماريجوانا، وهي مواد يحظر القانون المصري تداولها.

وكانت النيابة العامة المصرية قد أمرت بإخلاء سبيل منة شلبي بضمان مالي يقدر بـ 50 ألف جنيه، بعد إنكار الفنانة حيازة وإحراز المواد بتهمة التعاطي، وإرسال المواد المخدرة لمصلحة الطب الشرعي لفحصها بعد تصريح المحامي الخاص بها.

انتهاك خصوصيتها يغضب "النقابة"

منذ الساعات الأولى للخبر في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022 نُشرت صورة ضوئية من جواز السفر الخاص بالفنانة البالغة من العُمر 40 عاماً، تحتوي على بيانات شخصية ورقمها القومي، وهو الأمر الذي أغضب نقابة المهن التمثيلية التي أصدرت بياناً رسمياً تطالب فيه باحترام خصوصية الفنانين حتى ينتهي التحقيق الرسمي أمام النيابة المصرية.

نرى في الصور المسربة شوكلاتة بالحشيش، وسجائر بمخدر THC و12 كيس ماريجوانا، وجميعها مواد يحظرها القانون المصري

تباينت ردود الأفعال بين متعاطف ومدين لتهمة منة شلبي، فأعربت الفنانة هند صبري التي زاملتها في أكثر من عمل عن تضامنها معها بإعادة نشر بيان نقابة المهن التمثيلية، كما فعلت  ذلك الممثلة الشابة منة فضالي، التي دعت إلى عدم الشماتة في زميلتها في نشرها لصورة منة شلبي على فيسبوك، لتتلقى تعليقات إشادة بتصرفها وتعليقات هجومية على دفاعها عن متهمة، منها أحد الشباب قائلاً: "خلاص أروح أحشش وتنزلي بوست تعاطف معايا".

هند صبري، منة فضالي، وريهام عبدالغفور كنّ من أوائل المدافعات عن زميلتهن، ونقابة المهن التمثيلية أصدرت بياناً غاضباً بسبب نشر صورة جواز سفر الفنانة

الممثلة ريهام عبد الغفور دعت الإعلام إلى التوقف عن التجريح في سمعة زميلتها، واستعانت بالحديث النبوي: "من ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة".

عمرو أديب يحذر من مخدرات في أدوات التجميل

الكاتب المصري الشهير عبدالرحيم كمال نشر صورة رفقة منة شلبي قائلاً "الطيبة الجميلة سترها الله"، بينما تطرق الإعلامي عمرو أديب إلى تحذير الأسرة المصرية من قدوم المواد المخدرة من الخارج عن طريق إدخالها في علب الحلويات وأدوات المكياج.
في سياق آخر يرى بعض المعارضين للنظام المصري أن ما حدث مع منة شلبي قد يكون انتقاماً منها، منهم الإعلامي معتز مطر الذي يعتقد أن منة شلبي قد رفضت الخضوع لرغبات ضابط أو جنرال، في تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي على تويتر.

بينما اعتقد البعض أن خبر مثل القبض على منة شلبي الذي أتى بعد ساعات قليلة من خبر إقالة مسؤول في اتحاد كرة القدم المصرية بعد فضيحة أخلاقية، ما هو سوى صناعة ترند لإلهاء الشعب عن كوارث أكبر خاصة من الناحية الاقتصادية، وانهيار الجنيه المصري أمام الدولار الأمريكي في الأسابيع الأخيرة، وارتفاع أسعار السلع الأساسية في مصر بشكل جنوني.
الأزمة التي قد تعيشها الفنانة منة شلبي تأتي عقب فترة من التوهج الفني التي عاشتها في السنوات الأخيرة، ففي العام الماضي أصبحت شلبي أول فنانة عربية تُرشح للفوز بجائزة الإيمي التي تُقدم من قبل الأكاديمية الدولية لفنون وعلوم التليفزيون، وذلك عن دورها في مسلسل "كل أسبوع يوم جمعة".
كما حصد مسلسلها الأخير "بطلوع الروح" نسب مشاهدات عالية في شهر رمضان، ونالت عنه جائزة أفضل ممثلة في مهرجان القاهرة للدراما والموريكس دور، ومن قبلهم حقق مسلسلها "لية لأ" الجزء لثاني نجاحاً جماهيرياً رغم عرضه على منصة خاصة، كونه يناقش قضية إنسانية وهي تبني الأطفال اليتامى في مصر.

هل منة شلبي كبش فداء لإلهاء المصريين عن انهيار الجنيه أمام الدولار، وارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل جنوني؟ هذا ما تقوله بعض الأصوات

منة شلبي التي ولدت عام 1982 هي ابنة الممثلة  والراقصة زيزي مصطفى التي لمعت في أفلام السبعينات والثمانينات، جملة "بنت الرقاصة" تم تداولها في الساعات الأخيرة بكثرة لتجريح منى ووالدتها والتنمر عليهما، كذلك جمل من نوع "صاحبة شيرين" "الخبرة" "رجعوا كلوت منى زكي".

بدأت مسيرتها صغيرة في فوازير الأطفال والبرامج التلفزيونية، قبل أن تتم عامها الـ 18 وتظهر مع الفنانة سميحة أيوب في مسلسل "سلمى يا سلامة"، وتقتحم عالم السينما بمشهد لم يتعدَ 3 ثوانٍ في فيلم "العاصفة".
عمتها هي الإعلامية بوسي شلبي، زوجة الفنان الراحل محمود عبدالعزيز الذي منحها فرصة الظهور السينمائي الأول بدور كبير في فيلم "الساحر" عام 2001، والذي جسدت فيه دور ابنته، واحتوى الفيلم على مشاهد جريئة ليعتقد البعض إنها ستحصر نفسها في أدوار الإغراء، وهو ما لم يحدث بعد ذلك.
استطاعت منة شلبي في سنوات قليلة النجاح في التمثيل مع عمالقة التليفزيون والسينما، مثل يسرا وعبلة كامل ويحيى الفخراني وكمال الشناوي، كما مثلت مع أبرز نجوم جيلها مثل كريم عبدالعزيز وهاني سلامة وأحمد حلمي وأحمد عز وأحمد السقا وخالد النبوي وإياد نصار وتامر حسني ومؤخراً محمد هنيدي، ومن النجمات منى زكي وحنان ترك وهند صبري.
ومن أبرز المخرجين التي تعاملت معهم يوسف شاهين وخالد يوسف، والأخير كانت قد أعلنت خطوبتها وإياه، ولكن مشروع الزواج لم يكتمل.
قدمت منة شلبي أيضاً أعمالاً تاريخية مثل مسلسل حارة اليهود والجماعة، كما جسدت دور الجاسوسة المصرية سامية فهمي في مسلسل حرب الجواسيس.

ليست الأولى التي تواجه التهمة

لا تُعد الممثلة منة شلبي هي أول فنانة تتهم بحيازة أو تعاطي أو حتى تجارة المخدرات، فأحدث من اتهمت بهذا الأمر  وأشغلت المصريين والجمهور العربي هي صديقتها المغنية شيرين عبدالوهاب، التي كانت تُعالج مؤخراً من الإدمان في إحدى المصحات، كذلك الفنانة الشابة دينا الشربيني التي سُجنت لمدة عام كامل بتهمة تعاطي مخدر الكوكايين عام 2014.

ليست الأولى التي تُتهم من بين الفنانات بقضايا المخدرات، سبقتها صديقتها شيرين عبدالوهاب، وكذلك دينا الشربيني التي سُجنت لعام كامل، ومن قبل ماجدة الخطيب

بينما أشهر من قبض عليهم بتهمة حيازة المخدرات من الفنانين هو الممثل الكوميدي الراحل سعيد صالح، الذي اتهم بتعاطي الحشيش عام 1991 بحي السيدة زينب بالقاهرة، ولكن أفرج عنه، قبل القبض عليه مرة أخرى في إسكندرية عام 1996 وحكم عليه بالسجن لمدة عام، ولكنه كان يدعي أن سبب حبسه هو سخريته وهجومه على النظام المصري في مسرحية "كعبلون".
الفنانة ماجدة الخطيب واجهت العقوبة القانونية بسبب الكحول والمواد المخدرة مرتين، الأولى عام 1982 عندما اتهمت بالقتل الخطأ بقيادة سيارتها وهي مخمورة، لتسجن لمدة 8 شهور، والواقعة الثانية تعود لعام 1985 عندما سجنت لمدة 5 سنوات بتهمة حيازة المواد المخدرة والاتجار بها.
الفنان حاتم ذو الفقار اعترف إن عزوف المنتجين عن تقديم أدوار تمثيلية له بسبب إدمانه لمخدر الهيروين والحشيش، وهو الأمر الذي آثر عليه نفسياً بشكل كبير حتى قرر التعافي.
والممثل الراحل فاروق الفيشاوي كان قد اعترف أنه أدمن المخدرات، وقرر الإقلاع عنها بعد أن كان ابنه أحمد يعود له من المدرسة بالورق "الفويل" بعد تناوله الساندوتشات، لملاحظته باستخدام والده لها أثناء تناوله المخدرات، الأمر الذي أثر في نفسية الأب ليقرر نهائياً الإقلاع عن هذه العادة.

المتهمة بريئة حتى تثبت إدانتها 

الحقيقة المؤسفة التي تظهر في كل مرة يتم فيها اتهام أية فنانة بتهم تتعلق بالمخدرات أو القضايا الأخلاقية هي أن الذهنية العامة تميل لتصديق التهمة ومحاكمة صاحبتها قبل أي إجراء قانوني وقبل أن يقول القضاء كلمته.

بغض النظر عن الضخ الذي تفيض به الماكينة الإعلامية، فالمتهمة بريئة حتى تثبت إدانتها، ولها الحق بالخصوصية التي كفلها القانون

هذا التحامل المتسارع مع كل قصة هو نتيجة طبيعية لارتباط الفنانات بالعمل في مهنة يعتبر  المجتمع أن في كواليسها كثيراً من التجاوزات الأخلاقية غير المقبولة، يساهم في خلق التصور المسيء الماكينة الإعلامية التي تروج للقصة وتنتهك كل أشكال الخصوصية للمتهمات.

وبسبب الفكرة السائدة عن مهنة التمثيل للنساء تحديداً يصبح الدفاع عن خصوصية الفنانة قضية هامشية، لكن، ومن المنظور القانوني والمنظور الأخلاقي، أن يكون الشيء قابلاً للتصديق لا يعني أنه حدث فعلاً، فالـ"متهمة بريئة حتى تثبت إدانتها".