في عالم زاخر بالصراعات كعالمنا العربي: انقسام في مصر بين مؤيدين للأخوان المسلمين، وبين معارضين للنظام المصري الحالي، انقسام يمني حاد، شرخ سوري بين معارض للنظام وموالٍ له... يتكرر سؤال واحد خلال مناقشة مستقبل العلاقات: هل تلعب العلاقات دوراً بتغيير توجهات الشخص، وإعادة صقل أفكاره وميوله؟
لا بد من التنبّه إلى أن طبيعة العلاقات اليوم، اختلفت بتفاصيلها عما كانت عليه سابقاً، فالاستقلالية التي تتمسك بها الأجيال الحالية لم تكن متاحة بتفاصيلها للأجيال السابقة، وكذلك التعبير بحرية عن المواقف السياسية الذي بات واحداً من الأسس الثابتة في حياة الفرد اليومية.
وعليه، صار تغير الشخص بحسب طبيعة علاقته الشخصية احتمالاً يحمل في طياته الكثير من التحديات.
تلعب الانقسامات السياسية دوراً في إعادة صياغة صداقات وعلاقات، فتنتهي صداقات وتتكون أخرى جديدة. وفي العلاقات، يكون التحدي مضاعفاً، لأن استكشاف خلفية وآراء الشريك المحتمل السياسية بات ضرورة.
لطالما قيل إن هناك مواضيع لا بد من تفاديها كلياً خلال الموعد الأول، بحسب صحيفة "الاندبندنت" البريطانية، وهي السياسة والدين والأحباء السابقين. ولكن ذلك قد لا يكون ممكناً اليوم، مع تحول السياسة إلى مادة مثيرة للجدل في المساحات العامة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.
بحسب مركز "بيو" للدراسات، استطاعت السياسة التسلل إلى حياتنا الاجتماعية أكثر فأكثر خلال السنوات الماضية، وذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ عمدت نسبة 18% من المستخدمين على الأقل، إلى إزالة أو حجب أصدقاء معينين بسبب طبيعة آرائهم السياسية وعدم تقاطعها مع مواقفهم الشخصية.
علاقات الحب مع أشخاص من توجهات سياسية مختلفة… هل تنجح؟
يعتقد البعض أن اختلاف وجهات النظر السياسية تجعل الشخص أكثر إثارة... من يوافق؟
ومع ميل عدد كبير من المستخدمين للتعبير عن مواقفهم، بات التعرف إلى طبيعة أفكار الشخص المقابل لنا أسهل.
يميل الناس غالباً إلى اختيار شركاء لديهم أصل مشترك، مستوى تعليمي متقارب، وحتى وجهات نظر سياسية مشتركة، وهي أمور تعتبر "جذابة فكرياً" للطرفين، بحسب دراسة لجامعة ستانفورد. ولكن في بريطانيا مثلاً، تعتبر نسبة 29.8% من البريطانيين الذين تراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً أن اختلاف وجهات النظر السياسية تجعل الشخص أكثر إثارة للاهتمام.
هل يمكن أن ينطبق ذلك على العالم العربي، مع اتخاذ الانقسامات السياسية طابعاً أكثر عنفاً يتمثل بالحروب المستمرة؟ لا أرقام أو دراسات تقدم جواباً شافياً، ولكن قد لا يكون من الصعب تكهن ما ستكون عليه نتيجة دراسات مماثلة.
بحسب الاندبندنت، على الشخص مشاركة وإظهار آرائه السياسية بطريقة واضحة حتى لو كان ذلك يعني خسارة بعض الأصدقاء أو العلاقات المحتملة، لأن الأشخاص الذين يفضلون أن يكونوا بجانبنا يسشعرون براحة أكثر إذا أظهرنا بصدق حقيقة أفكارنا لهم.
ولا يمنع الاختلاف السياسي عدداً كبيراً من الأزواج من التعايش بعضهم مع بعض، ببساطة عبر تجنب مناقشة المواضيع السياسية الحساسة، لأن أسباباً عديدة تجمعنا بالشريك بعيداً عن آرائه السياسية.
بعض الأزواج يتبنى الخلافات السياسية، والبعض الآخر يتجنبها ببساطة، فيما آخرون يرفضون أن يقدموا التنازلات فتطول النقاشات ويبقون على تمسكهم بآرائهم، على الرغم من اختلافها على عدة أصعدة، سياسية واجتماعية ودينية، بسبب طبيعة التجارب الشخصية التي مر بها كل منهم.
هنا، ينصح مركز "بيو" للدراسات بعدم الغوص في النقاش عينه مراراً، مشدداً على ثلاث توصيات أساسية للذين يقررون خوض تجربة العلاقة مع شخص لا يشاركهم في الآراء السياسية نفسها:
- اعتادوا تحدي بعضكم بعضاً في النقاشات بطريقة هادئة
- لا تتوقعوا أن يتغير الشريك من أجلكم
- كونوا صريحين خلال مناقشة غايتكم من العلاقة أو ما تريدونه
إذا كان الشخص يفضل شريكه على الحياة السياسية، فسيصبح قرار الفصل وتجنب المواقف الجدلية أسهل، إذ يلعب احترام شخصية الشريك واستقلاليته دوراً كبيراً في نجاح العلاقة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين