شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
لماذا يصاب البعض بالصداع بعد تناول الطعام؟

لماذا يصاب البعض بالصداع بعد تناول الطعام؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الجمعة 6 مايو 202204:20 م

إذا لاحظت/ي أن رأسك/ي يؤلمك مباشرة بعد تناول الطعام ، فأنت/ي لست/ي وحدك/ي. وهذا ما يسمى صداع ما بعد الأكل، وهي حالة شائعة عند الكثير من الناس.

إذا كان هذا النوع من الصداع يحدث بشكل منتظم، فلا يجب تجاهله، في حين أن بعض أنواع الصداع قد تكون ناتجة عن أنواع معينة من الأطعمة أو تحفزها، فإن البعض الآخر عبارة عن أعراض لحالات أساسية تتطلب عناية طبية.

ما الذي يسبب آلام الرأس بعد الأكل؟

يحدث الصداع بعد الأكل مع مستويات مختلفة من الألم قد تصل لحدّ الشعور بالغثيان، وله عدة أسباب محتملة.

يلاحظ بعض الناس أن صداع ما بعد الطعام يكون سيئاً بشكل خاص بعد تناول أطعمة معيّنة أو تناول الحلويات أو الكربوهيدرات.

هناك عدة أسباب محتملة لهذا النوع من الصداع:

نقص السكر في الدم بعد الأكل: تسمى هذه الحالة أيضاً بنقص السكر في الدم التفاعلي، وتتسم بالشعور بالصداع في غضون 4 ساعات بعد تناول الطعام، وذلك ينجم عن انخفاض مستويات السكر في الدم.

يلاحظ بعض الناس أن صداع ما بعد الطعام يكون سيئاً بشكل خاص بعد تناول أطعمة معيّنة أو تناول الحلويات أو الكربوهيدرات

بعد تناول الطعام، يستخدم الجسم الكربوهيدرات التي تتحول إلى غلوكوز، ما يرفع مستويات السكر في الدم مؤقتاً حتى تستخدم الخلايا هذا السكر كوقود. يعني نقص السكر في الدم بعد الأكل انخفاض مستويات السكر في الدم بعد تناول وجبة.

تتضمن بعض الأسباب ما يلي:

-داء السكري

-أورام الجهاز الهضمي

-اضطرابات الهرمون

بحسب مقال نُشر في العام 2019، فإن زيادة إفراز الأنسولين الناتج عن نقص السكر في الدم مرتبطة بنوبات الصداع النصفي، (الأنسولين هو الهرمون الذي يساعد على خفض نسبة السكر في الدم). هذا ووجدت دراسة أجريت في العام 2015 أن النساء اللواتي عانين من نوبات الصداع النصفي كان لديهنّ مستويات أعلى من مستويات الأنسولين في الدم بعد تناول السكر.

حساسية الطعام: قد يعتقد المرء أن الحساسية تحمل دائماً أعراضاً مشابهة لأعراض التهاب الأنف التحسسي، مثل العطس، سيلان الأنف أو صعوبة في التنفس، ولكن هذا ليس هو الحال دائماً. في الواقع، يمكن أن تسبب الحساسية الغذائية مجموعة من ردود الفعل التي تطال الجسم، بما في ذلك الصداع.

إذا كان الشخص المعني يعاني من الصداع بعد تناول طعام معيّن، فمن المحتمل أنه يعاني من حساسية تجاه أحد الأطعمة ويكون غير مدرك للحساسية.

يؤدي هذا إلى تنشيط جهاز المناعة لمكافحته بالأجسام المضادة، مثل الغلوبولين المناعيG (IgG). وقد وجدت دراسة أجريت في العام 2021 أن المشاركين الذين لديهم واحد أو أكثر من الأجسام المضادة (IgG) الخاصة بالغذاء يعانون أيضاً من نوبات الصداع النصفي الأكثر تكراراً وشدة.

عدم تحمل الطعام: تختلف أعراض عدم تحمل الطعام عن حساسية الطعام، فهي دائماً ما تكون ذات طبيعة هضمية، ومع ذلك، في بعض الحالات، يمكن أن تسبب صداعاً بعد تناول الطعام.

اضطرابات المفصل الفكي الصدغي: المفصل الصدغي الفكي (TMJ) هو المفصل الذي يربط الفك السفلي بجزء من الجمجمة (العظم الصدغي) أمام الأذن.

تتميز اضطرابات المفصل الفكي الصدغي عموماً بصوت طقطقة أو نقر، أو شعور بالضيق على جانبي الفك عند فتح الفم وإغلاقه. نظراً لأن المفصل المصاب يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمنطقة الرأس، يمكن أن يؤدي المضغ أيضاً إلى الشعور بالألم والصداع.

تجمد الرأس: يُعرف هذا النوع من الصداع عموماً بتجميد الدماغ أو "صداع الآيس كريم"، ويحدث بعد تناول أو شرب شيء مجمّد أو شديد البرودة.

يعتقد الخبراء أنه يحدث بسبب تغيرات في الأوعية الدموية حول أعصاب معينة، استجابة لدرجة الحرارة الباردة. يمكن أن يكون هذا النوع من الصداع شديداً ويستمر من ثوانٍ إلى دقائق، ولكنه لا يتطلب أي علاج.

أبرز الأطعمة والمشروبات التي تسبب الصداع

بعض الأطعمة والمشروبات قد تسبب الصداع أكثر من غيرها، نذكر ما يلي:

القهوة: يعتبر الكافيين بشكل عام سبباً شائعاً للصداع، ولكن الشيء المثير للاهتمام بشأن هذه المادة هو أنه يمكنها أن تساعد في تخفيف الصداع أيضاً. يبدأ الكثير من الناس يومهم بتناول القهوة المحتوية على الكافيين، ومن المرجح أن تسبب القهوة القوية التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين الصداع أكثر من غيرها. نظراً لأن الكافيين قد يكون السبب الجذري لـ"صداع القهوة" أو الصداع النصفي، فإن الابتعاد عن تناول الشوكولا والشاي والمشروبات الأخرى التي تحتوي على الكافيين قد يجنّب المرء الصداع.

اللحوم المعالجة: يعتقد العلماء أن مادة النتريت المستخدمة كمواد حافظة في اللحوم المعالجة والنقانق ولحم الخنزير المقدد والبيبروني والسلامي واللحوم الباردة، قد تسبب الصداع لدى بعض الأشخاص.

الكحول: قد تسبب الكبريتات المستخدمة كمواد حافظة في النبيذ الأحمر والمشروبات الكحولية الأخرى الصداع لدى بعض الأشخاص. يزيد الكحول أيضاً من تدفق الدم إلى الدماغ، ما قد يؤدي إلى إصابة الرأس بالألم. يمكن أن يؤدي أيضاً إلى حدوث صداع الجفاف، خاصةً إذا كان المرء لا يشرب الماء جنباً إلى جنب مع الكحول.

الأجبان: تسبب بعض أنواع الأجبان، مثل الشيدر والبارميزان والفيتا والغورغونزولا والجبن الأزرق والسويسري، الصداع لدى بعض الأشخاص، بسبب احتوائها على نسبة عالية من مادة التيرامين.

علاج وإدارة الصداع الناجم عن الغذاء

بغض النظر عمّا إذا كانت نوبة الصداع النصفي ناتجة عن الطعام الذي تناولناه أو أي شيء آخر، يبقى الهدف إيقافه، أو على الأقل تقليل شدته. تتضمن بعض العلاجات ما يلي:

الحفاظ على رطوبة الجسم: يجب التأكد من شرب كمية كافية من الماء طوال اليوم من خلال الانتباه إلى العطش.

البقاء رطباً هو جزء مهم من إدارة الصداع. قد يؤدي عدم شرب كمية كافية من السوائل، بخاصة في الطقس الحار، إلى الإصابة بالجفاف، ما يزيد من آلام الصداع.

يعد الماء عادة خياراً مثالياً لتجنّب السكر المضاف الموجود في العصائر والقهوة المنكهة والشاي المحلى والمشروبات المحلاة الأخرى.

هذا ويجب الابتعاد عن الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على المحليات الصناعية لأنها يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الصداع لدى بعض الأشخاص.

نظام غذائي للإقصاء: من المهم الحفاظ على نظام غذائي صحي ومتوازن، ولكن عندما لا يؤدي النظام الغذائي المتوازن إلى تحسين الصداع بعد تناول الطعام، عندها ينبغي التحدث مع الطبيب/ة حول نظام غذائي معيّن للتخلص من الصداع.

يبدأ الكثير من الناس يومهم بتناول القهوة المحتوية على الكافيين، ومن المرجح أن تسبب القهوة القوية التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين الصداع أكثر من غيرها

يشبه نظام حمية الإقصاء إلى حدّ كبير تجربة علمية، حيث يستمر المرء في تجربة خيارات طعام مختلفة لمعرفة مدى تأثره بكل منها. يمكن أن يساعد هذا في اكتشاف عدم تحمل الطعام، والحساسية المحتملة.

على سبيل المثال، يمكن تجربة البقاء لفترة زمنية معينة بدون منتجات الألبان لمعرفة ما إذا كان لا يزال الشخص المعني يعاني من الأعراض بعد تناول الطعام. إذا اختفى الصداع خلال هذا الوقت، فربما يكون قد حدد حساسية تجاه الطعام.

أما في حال لم يختف الصداع، يمكن إضافة منتجات الألبان إلى النظام الغذائي والتخلص من الأطعمة الأخرى التي قد تكون السبب. يمكن الاستمرار في هذه العملية لحين الكشف عن الطعام المحفز، مع العلم بأنه يجب دائماً اتباع حمية الإقصاء تحت إشراف الطبيب/ة أو أخصائي/ة التغذية.

لحسن الحظ، يمكن علاج العديد من حالات الصداع بعد الأكل بسهولة. 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image