"عزل سفير البلاد لدى لندن بسبب حضور نساء غير محجبات في مراسم السفارة"؛ هذا ما كشفه الإعلام الإيراني، منه صحيفة كيهان المتشددة المقربة من مكتب المرشد الأعلى، التي كتبت أن سبب استدعاء سفير إيران في لندن، محسن بَهاروَند، وإقالته من منصبه، هو إقامة "مراسم تغاير المعايير والأعراف" في السفارة الإيرانية في لندن.
ووصفت الصحيفة التي تعتبر المنصة الإعلامية لمكتب المرشد الأعلى، حضور الضيوف الذين انتهكوا بروتوكولات مراسمات واحتفالات البعثات الدبلوماسية الإيرانية (في إشارة إلى ارتداء الحجاب الرسمي) بأنه عمل "مخالف للمعايير والأعراف".
وأشارت أيضاً أن ما جرى في هذه المراسم، أثار "موجة من الغضب العام، واحتجاجات واسعة النطاق"، رغم أنه لم ترد أنباء في الإعلام الإيراني خلال الأسبوعين الأخيرين عن غضب عام أو احتجاجات واسعة النطاق، ماعدا ردود فعل في بعض من وسائل الإعلام والجهات المتشددة.
حاول متحدث الخارجية الإيرانية أن يظهر الأمر طبيعياً، حيث قال إن بهاروند على قائمة التغيير، وهناك قائمة لتغيير 37 سفيراً في عدة بلدان، بينهم بَهاروَند
وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، استدعاء السفير بهاروند إلى طهران، والإعلان عن بديله قريباً، دون الإشارة إلى السبب.
وحاول متحدث الخارجية الإيرانية أن يظهر الأمر طبيعياً، حيث قال إن بهاروند على قائمة التغيير، وهناك قائمة لتغيير 37 سفيراً في عدة بلدان بينهم بهاروند.
وكان قد تم تعيين بَهاروند (55 عاماً)، في الرابع من تموز/يوليو العام الماضي، في الأيام الأخيرة من حكومة حسن روحاني، بمنصب سفير إيران في لندن، خلفاً للسفير حميد بَعيدي نجاد.
ويعمل بَهاروَند منذ 27 عاماً في وزارة الخارجية الإيرانية وتقلد مناصب مختلفة، كان آخرها نائب وزير الخارجية للشؤون الحقوقية والدولية، قبل توليه منصب سفير البلاد لدى لندن.
كما قاد بَهاروَند خلال توليه منصب نائب الوزير للشؤون الحقوقية والدولية لمدة ثلاثة أعوام، الفريق الإيراني المفاوض مع الدول التي لديها ضحايا في الطائرة الأوكرانية التي جرى إسقاطها بصاروخين للحرس الثوري قرب العاصمة الإيرانية طهران في بداية كانون الثاني/يناير 2020.
ويبدو أن الحكومة الإيرانية المحافظة، خضعت لضغوط التيار المتشدد، حيث جاءت قرار وزارة الخارجية الإيرانية بشأن عزل بَهاروند من منصبه، بعد أسبوعين من غضب المتشددين من "حضورنساء غير محجبات" في مراسم إحياء الذكرى الـ43 لانتصار الثورة الإسلامية في إيران في السفارة الإيرانية في بريطانيا، في 12 شباط/فبراير الحالي، وعزف البيانو في المراسم، وسط تصفيق السفير.
وتداولت مواقع تابعة للتيار المتشدد في إيران صوراً ومقاطع فيديو للمراسم، وطالبت بمواجهة القائمين بالمراسم.
ومن أبرز ردود الفعل التي أبداها المتشددون في إيران، كانت رسالة بعثها "البَسيج الطلابي" لكلية العلاقات الدولية التابعة لوزارة الخارجية الإيرانية إلى وزير الخارجية، حسين أمير عبداللهيان، والذي أعلن في رسالته أنه لم تتم في مراسم السفارة مراعاة المبادئ الأولية للأعراف الدبلوماسية للجمهورية الإسلامية، والتي أزعجت الشعب الثوري ومسؤولي الجهاز الدبلوماسي في البلاد.
هذا، ودعا البسيج الطلابي في رسالته إلى "اتخاذ السلطات الإجراءات المناسبة في أقرب وقت ممكن لتأديب المسؤولين المتورطين في هذه القضية، واعتماد تدابير سياسية مناسبة لمنع تكرار مثل هذه الأعمال في الجهاز الدبلوماسي للبلاد".
ومن ردود الفعل البارزة الأخرى، كانت الحملة التي أطلقتها وكالة أنباء "فارْس" التابعة للحرس الثوري، والتي دعت المواطنين إلى المشاركة فيها، وتضمنت الدعوة إلى إقالة السفير بهاروَند، ومواجهة وتأديب القائمين بمراسم السفارة الإيرانية في لندن، معتبرة أن مراسم السفارة شهدت ارتداء ملابس غير لائقة من قبل بعض النساء في "حفل مختلط"، وأنها لم تكن مطابقة لقيم الثورة، وقد أزعجت الكثير من داعمي الثورة الإسلامية الإيرانية.
دعا البسيج الطلابي في رسالته إلى "اتخاذ السلطات الإجراءات المناسبة في أقرب وقت ممكن لتأديب المسؤولين المتورطين في هذه القضية، واعتماد تدابير سياسية مناسبة لمنع تكرار مثل هذه الأعمال في الجهاز الدبلوماسي للبلاد"
وليس هذا، أول رد فعل من قبل المتشددين في إيران تجاه مثل هذا الحدث، حيث تمت مواجهة حضور نساء غير محجبات في حفل إعادة افتتاح السفارة الإيرانية في لندن عام 2015 بردود فعل من المتشددين في إيران، والتي اقتصرت على تداول صور الحفل، وتوجيه انتقادات في وسائل الإعلام.
ويعتبر ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران كالعيد أو اليوم الوطني، حيث تقام إلى جانب الاحتفالات التي ينظمها النظام في داخل البلاد، مراسم واحتفالات رسمية في السفارات الإيرانية في خارج البلاد، يحضرها كبار الشخصيات ومسؤولين في الدول.
ويعتبر النظام الإيراني أنه حسب البروتوكولات الدبلوماسية يجب التزام ضيوف حفلات البعثات الإيرانية في خارج البلاد بقوانين وأعراف البلاد، منها الحجاب الرسمي، وهو ارتداء ملابس محتشمة (وفقاً لتعبيره)، وغطاء الرأس.
وتبقى قضية الحجاب موضع اهتمام كبير لدى السلطات الإيرانية، وتبرز هذه القضية نفسها وتثير الجدل في البلاد، بين حين وآخر ولأسباب مختلفة، وتؤدي بعض الأحيان إلى عزل مسؤول أو شخصية سياسية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 17 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 5 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين