شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
من الكورسيه والقبعات المجنونة إلى ربط القدمين... أخطر صيحات الموضة عبر التاريخ

من الكورسيه والقبعات المجنونة إلى ربط القدمين... أخطر صيحات الموضة عبر التاريخ

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 18 نوفمبر 202103:41 م

I’m منذ أعوام قليلة، تم نقل سيدة أسترالية إلى المستشفى بعد أن تسبب سروالها الجينز الضيّق في عجزها عن المشي، في سياق ما يُعرف بمتلازمة المقصورة (compartment syndrome)، بحيث توقف وصول الدم إلى ساقيها، ما أحدث خدراً في قدميها وتورماً في العضلات، فسارع الأطباء لقص السروال الضيّق، وهكذا استعادت الشابة، البالغة من العمر 35 عاماً، عافيتها بعد حوالي أربعة أيام في المستشفى.

ليست هذه هي المرة الأولى التي يستسلم فيها شخص ما لصيحة موضة، أقل ما يقال عنها إنها خطيرة، فقد يذهب البعض لاتباع بعض صيحات الموضة التي تشكل ضرراً كبيراً على الصحة والجسم، وقد تؤدي أحياناً إلى الموت.

في السطور التالية، أغرب صيحات الموضة وأكثرها خطورة على مرّ التاريخ.

الكورسيه

بغية الحصول على قوام ممشوق وخصر نحيف، لجأت العديد من النساء في العصور القديمة إلى ارتداء الكورسيه الذي يعتبر من أخطر صيحات الموضة عبر التاريخ.

في كتابها Fashionably Fatal، كشفت سمر ستريفينز، إن "الكورسيهات تسببت في عسر الهضم، الإمساك، والإغماء المتكرر بسبب صعوبة التنفس وحتى النزيف الداخلي... فأُجبرت الأعضاء على التحول من وضعها الطبيعي لاستيعاب الشكل الجديد للهيكل العظمي، وتعرضت للضرر".

في العام 1874، تم نشر قائمة تنسب 97 مرضاً إلى ارتداء الكورسيه، بما في ذلك زيادة الهستيريا والكآبة.

بغية الحصول على قوام ممشوق وخصر نحيف، لجأت العديد من النساء في العصور القديمة إلى ارتداء الكورسيه الذي يعتبر من أخطر صيحات الموضة عبر التاريخ

بين أواخر ستينيات القرن التاسع عشر وأوائل تسعينيات القرن التاسع عشر، نشرت المجلة الطبية The Lancet مقالاً سنوياً على الأقل حول المخاطر الطبية لارتداء الكورسيه، التي تتجاوز مسألة حدوث ضيق في التنفس أو تلف في الأعضاء لتصل إلى الموت.

ففي العام 1903، توفيت ماري هاليداي البالغة من العمر 42 عاماً فجأة بعد نوبة صرع. وقد ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنه أثناء تشريح جثتها، "تم العثور على قطعتين من فولاذ المشد في قلبها، يبلغ طولهما الإجمالي ثمانية وثلاثة أرباع بوصات".

اشتعال التنورة

في العصور القديمة، كان يُنظر إلى "الكرينولين"، (هيكل قاسٍ يُلبس تحت التنورة ليعطيها شكلاً منتفخاً) على أنها رمز الأنوثة والرقي، وخلال القرن التاسع عشر ازدادت شعبيتها بشكل ملحوظ، غير أن هذه التنورة المنفوشة تسببت في العديد من الوفيات، لكونها كانت تصنع من مواد قابلة للاشتعال.

ففي يوليو 1861، هرع الشاعر هنري وادزورث لونغفيلو لمساعدة زوجته بعد أن اشتعلت النيران في تنورتها.

وبحسب صحيفة The boston daily advertiser، قد كانت السيدة جالسة على طاولة مكتبتها، عندما اشتعلت قطعة من ذرات نيران المدفأة في طرف تنورتها، وخلال لحظات، اندلعت النيران في جسمها وتوفيت في اليوم التالي بسبب الحروق الخطيرة.

وقد دفعت إحدى الحالات في العام 1858، صحيفة نيويورك تايمز للإعلان أنه هناك في المتوسط "ثلاث حالات وفاة في الأسبوع بسبب اندلاع النيران في الكرينولين".

الياقات الصلبة

في القرن التاسع عشر، تم اختراع الياقات الصلبة حتى لا يضطر الرجال لتغيير قمصانهم كل يوم، ليتبيّن بعدها ان هذه الياقات "قاتلة"، لكونها مصممة من مواد صلبة، يمكن أن تقطع إمداد الدم إلى الشريان السباتي في العنق.

فقد كان الرجال في بريطانيا يرتدون الياقات الصلبة كأكسسوار أزياء ويذهبون إلى نادي الرجال، غير أن بعضهم يختنق عندما يميل برأسه إلى الأمام.

تحت عنوان "مختنق بطوقه"، نعت صحيفة نيويورك تايمز رجلاً يدعى جون كروتزي، عثر على جثته في إحدى الحدائق، واعتقد الطبيب الشرعي أن الرجل كان يشرب ومن ثم جلس على مقعد ونام، وبعد أن سقط رأسه على صدره، أوقف طوقه المتيبس القصبة الهوائية ومنع تدفق الدم عبر الأوردة، الأمر الذي تسبب في وفاته من الاختناق والسكتة الدماغية.

القبعات المجنونة

تعتبر رواية "أليس في بلاد العجائب" من أشهر روايات أدب الأطفال، ومن أشهر شخصياتها صانع القبعات المجنون mad hatter المعروف بتصرفاته الغريبة.

يُقال إن لويس كارل استوحى هذه الشخصية من تاجر أثاث غريب الأطوار يدعى ثيوفيلوس كارتر، كان يرتدي ملابس ملونة وقبعات طويلة.

وبالعودة إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، كانت المصانع تستخدم مادة نترات الزئبق السامة كجزء من عملية تصنيع القبعات من خلال تحويل جلد الحيوانات الصغيرة إلى فرو، غير أن العمال كانوا يتعرضون لأبخرة الزئبق لفترات طويلة، الأمر الذي أدى إلى إصابتهم بالعديد من الأمراض الجسدية والنفسية، كالعصبية وفرط التهيج والهزات والرعشة، وهي أعراض باتت تعرف بـ"متلازمة صانع القبعات".

ربط القدمين

يُقال إن موضة ربط القدمين بقسوة شديدة مستوحاة من راقصة من القرن العاشر، قامت بلف قدميها بالحرير أثناء تقديم عرض للإمبراطور.

وبالرغم من أنه تم حظر ربط القدمين رسمياً في العام 1912، بعدما تبيّن أنها تؤدي في نهاية المطاف إلى تشويه القدمين، واصل البعض هذه الممارسة كوسيلة لإظهار المكانة الاجتماعية الرفيعة.

"على الرغم من أننا لم نعد نملك الكورسيهات أو الكرينولين بعد الآن، فهناك أشخاص أزالوا ضلوعهم للحصول على خصر أصغر"

وقد وثقت المصورة البريطانية جو فاريل آخر النساء الباقيات على قيد الحياة ذات الأقدام المقيدة.

وقالت لموقع بي بي سي: "أشعر أن الكثير من الناس يتحدثون عن مدى وحشية هذا التقليد، لكنه ساهم في تمكين النساء. لقد وفر لهنّ حياة أفضل".

واللافت أن ربط القدمين لا يقتصر على الصين، ففي القرون السابقة، كان من المعروف أن سيدات الموضة يخترن بتر أصابع قدمهنّ، بهدف ارتداء أحذية عصرية.

في نهاية المطاف، على الرغم من أن بعض الممارسات قد تبدو همجية، إلا أن النساء اليوم ما زلن يعانين من آلام الموضة، ولا يزال هناك الكثير من "ضحايا" الموضة في القرن الحادي والعشرين، بحسب تأكيد سمر ستريفينز: "على الرغم من أننا لم نعد نملك الكورسيهات أو الكرينولين بعد الآن، فهناك أشخاص أزالوا ضلوعهم للحصول على خصر أصغر".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard