نشرت صحيفة صنداي تايمز البريطانية تقريراً حول فعالية لقاح سينوفارم الصيني المضاد لفيروس كورونا المستجد، اعتماداً على رصدها لارتفاع أعداد الإصابات بالفيروس والوفيات الناجمة عنه في الدولة الخليجية، التي شاركت في/ ومولت جانباً من التجارب السريرية للقاح، وحصلت على ترخيص إنتاجه في التاسع والعشرين من آذار/ مارس الماضي.
يأتي تقرير الصحيفة البريطانية بعد يوم واحد من إعلان منظمة الصحة العالمية في 7 مايو/ آيار الجاري عن منح رخصة الاستخدام الطارئ للقاح الصيني، برغم كونه واحد من أوائل اللقاحات المعلن عن إتمام تجاربها.
يأتي تقرير الصحيفة البريطانية بعد يوم واحد من إعلان منظمة الصحة العالمية في 7 مايو/ آيار الجاري عن منح رخصة الاستخدام الطارئ للقاح الصيني، برغم كونه واحد من أوائل اللقاحات المعلن عن إتمامها.
التقرير المنشور في الثامن من آيار/ مايو الجاري، حمل عنوان "الثقة في اللقاح الصيني تتراجع، في ظل استمرار الإصابات الإماراتية في الارتفاع". ويبدأ بعبارة قاطعة تقول: "فشل برنامج التطعيم الإماراتي في القضاء على تفشي فيروس كورونا في البلاد، ليزيد من المخاوف المتصلة بفاعلية اللقاح الصيني سينوفارم الذي اعتمد عليه البرنامج بشكل أساسي".
ويمضي التقرير في تفصيل أن الإمارات العربية المتحدة تنافس إسرائيل في سرعة واتساع نطاق برنامجها لتلقيح مواطنيها (وفي حالة الإمارات كافة المقيمين فيها وليس مواطنيها فقط) وأن أكثر من نصف المقيمين في الفئات العمرية المؤهلة حصلوا بالفعل على جرعتي اللقاح.
ويؤكد التقرير على أن عدد حالات المصابين بالفيروس تزيد عن نفس الفترة من العام الماضي، ما يؤكد - في نظر الصحيفة- أن الدولة الخليجية "تسرعت" في التخفيف من الإجراءات الاحترازية.
النظر إلى الأرقام الإجمالية يعطي انطباعاً بصحة الاستنتاج الذي ذهب إليه تقرير صنداي تايمز، إلا أن مراجعة الأرقام المسجلة يومياً يشهد بأن الموجة الحالية، هي الأخف وطأة فيما مرت به الإمارات من حيث شدة الإصابة بين المقيمين والمواطنين
ماذا تقول الأرقام؟
تشهد الأرقام أن هناك زيادة كبيرة في عدد الإصابات والوفيات التي سجلتها الإمارات هذا العام بالمقارنة بشهر آيار/ مايو 2020 بالفعل، إلا أنها زيادة منطقية في الأرقام الكلية. ففي 9 مايو 2020، بلغ عدد الإصابات الكلية 17 ألفاً و417 حالة، وبلغ عدد الوفيات في اليوم نفسه 624 شخصاً. أما هذا العام، فبلغ عدد الحالات الكلية يوم 9 مايو 534 ألفاً و445 حالة، بينما يبلغ عدد الوفيات الإجمالي ألفاً و735 حالة. استناداً إلى البيانات الرسمية الصادرة عن الحكومة الإماراتية حسبما ينقلها موقع Worldometer المختص بالإحصاءات.
النظر إلى الأرقام الإجمالية يعطي انطباعاً بصحة الاستنتاج الذي ذهب إليه تقرير صنداي تايمز، إلا أن مراجعة الأرقام المسجلة يومياً يشهد بأن الموجة الحالية، المصطلح على اعتبارها موجة ثالثة من فيروس كورونا المستجد، هي الأخف وطأة فيما مرت به الإمارات من حيث شدة الإصابة بين المقيمين والمواطنين، بينما كانت الموجة الثانية خلال الشتاء الماضي (فبراير/شباط إلى مارس/ آذار) هي الأعنف.
فبينما بلغ عدد الوفيات في 8 مايو/ آيار 2020 (أثناء تراجع الموجة الأولى) 9 حالات وفاة في اليوم، لم يتخط عدد ضحايا كورونا المستجد في اليوم نفسه من العام الحالي ثلاث وفيات فقط. أي أن حالات الوفيات في ذروة الموجة الثالثة (الحالية) من الفيروس يبلغ ثلث عدد حالات الوفاة التي وقعت في ظل تراجع الموجة الأولى.
حقائق حول فاعلية اللقاح
يعد لقاح سينوفارم – وباقي اللقاحات التي تنتجها الصين- هي أكثر اللقاحات غموضاً، فالتضارب الشديد حول بيانات فاعليتها، وتأخر نشر الدراسات الخاصة بتجارب المرحلة الثالثة منها في الدوريات العلمية، وتصريحات مسؤول صيني بمركز السيطرة على الأمراض المعدية في 12 نيسان/ أبريل الماضي بأن اللقاحات التي تنتجها بلاده "لا توفر معدلات وقاية مرتفعة"، كل هذا أسهم في التشكيك في لقاح سينوفارم الذي اعتمدت عليه الإمارات في التلقيح قبل أن تحصل على جرعات من لقاحي فايزر- بيونتيك وموديرنا.
وبحسب البيانات القليلة المفصح عنها من الإمارات التي شاركت وساهمت في تمويل التجارب السريرية، وما أفصحت عنه الصين؛ بلغت فاعلية اللقاح 86% في التجارب الإمارتية بينما أعلنت الصين أنها تبلغ 79%، وهو ما يتخطى الحاجز المحدد من منظمة الصحة العالمية والبالغ 50%. وبحسب البيانات نفسها فإن فاعلية اللقاح البالغة 79% لا تعني أنه يمنع 79% من الحاصلين عليه من الإصابة بفيروس كورونا المستجد إذا ما تعرضوا للفيروس، بل تعني أنه يقي هذه النسبة من الحاصلين عليه من تطوير أعراض خطيرة يحتاجون معها إلى الرعاية الصحية بالمستشفيات. وهو ما تؤكده البيانات التي نشرتها منظمة الصحة العالمية في تقريرها لاعتماد اللقاح.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين