شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
كيف يجمع المال بين حزب الله وإسرائيل في الكونغو

كيف يجمع المال بين حزب الله وإسرائيل في الكونغو

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأحد 28 فبراير 202112:00 ص

"نحن في ساحة قتال لا ضمان فيها للفوز المستمر إلا بالتكيُّف والمرونة والإصرار". قائل العبارة ليس قائداً عسكرياً في واحدة من الحروب التي لا تنتهي في الشرق، أقصاه أو أوسطه، وليس طبيباً او عالماً يلقي بخطبة حماسية تحمس علماء يبحثون في مقاومة فيروس مميت أو مرض قاتل، بل هو بول فوكام، المصرفي الكاميروني فاحش الثراء، ورئيس مجلس إدارة مجموعة "أفريلاند فيرست جروب" التي تمتلك سلسلة من البنوك المننشرة في أفريقيا، وتتخذ من سويسرا مقراً رئيساً لها.

كلمات فوكام وردت في تحقيق نشرته وكالة بلومبرج المختصة بشؤون الاقتصاد في 27 شباط/ فبراير، كشفت فيه كيف استطاعت هذه المجموعة البنكية أن تجتذب أغنى أغنياء إسرائيل وقيادات حزب الله اللبناني عبر المحافظ الاستثمارية في واحد من بنوكها التابعة في الكونغو، لتحقق المجموعة البنكية ما لم تحققه السياسة ولا الصراعات العسكرية: الجمع بين أثرياء الفساد الإسرائيليين وممولي حزب الله اللبنانيين في بوتقة واحدة.

في التقرير السنوي لمجموعة بنوك أفريلاند عام 2018، كان النجم ساطعاً، إنه البنك التابع للمجموعة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، الدولة التي تقع في وسط أفريقيا وتجتمع فيها الثروات الطبيعية من ألماس وكوبالت ونحاس.

بمجرد بدء التعاون مع حزب الله ورجل أعمال إسرائيلي فاسد لتجاوز العقوبات؛ ضاعف بنك أفريلاند في الكونغو ودائعه خمسة أضعاف في سنة واحدة.

 في تلك السنة، تضاعفت ودائع بنك أفريلاند في الكونغو خمسة أضعاف، بفضل استثمارات واسعة اجتذبها البنك من خارج أفريقيا، وتحديداً من دولتين عدوتين تقعان على الساحل الشرقي للمتوسط، وذلك بفضل سياسة العقوبات الأمريكية التي جعلت أصحاب رؤوس الأموال من قيادات حزب الله ورجال الأعمال الإسرائيليين ذوي السجلات الإجرامية يجدون ملاذاً لدى البنك الكونغولي.

من بين الأسماء التي تفخر التقارير السنوية لمجموعة أفريلاند بضمها إلى عملائها، رجل الأعمال الإسرائيلي دان غيرتلر، الذي فرضت عليه عقوبات من الولايات المتحدة الأمريكي لسجله الإجرامي في الفساد وإنهاك الثروات الطبيعية، في الدول الأفريقية التي تتركز فيها استثماراته في الألماس والبترول والكوبالت والنحاس الذين تثرى بها دولة الكونغو، التي عقد غيرتلر صفقات فاسدة عديدة مع قياداتها السياسية والعسكرية. استطاع رجل الأعمال الإسرائيلي الذي حاولت الولايات المتحدة حصاره أن ينجو بقسم غير قليل من أمواله عبر فروع بنك أفريلاند في الكونغو الديمقراطية.

لم يفرد تحقيق بلومبرج تفاصيل كثيرة عن تعاون بنك أفريلاند الكونغو مع حزب الله، إلا أن رصيف22 وجدت الكشف الأقدم الذي نشرته مجموعة Enough project، التي سرب إليها موظفو "أفريلاند الكونغو" وثائق تعاون البنك مع أشخاص ومنظمات محظورة.

ساعد البنك حزب الله وعدد من كبار مموليه على تجاوز العقوبات من خلال شركة تابعة تدعى Congo future. ومن بين من ساعدهم: رجل الأعمال اللبناني قاسم تاج الدين، الذي فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات باعتباره ممولاً للإرهاب، وأدانته محكمة فيدرالية في الولايات المتحدة بتهم تتصل بغسيل الأموال، ولكن أفرج عنه وعاد إلى لبنان في العام الماضي.

تحقيق اقتصادي يكشف: البنك الذي يتعاون معه حزب الله له باع في غسيل الأموال الناجمة عن نهب الثروات الطبيعية والرشاوى الانتخابية في الكونغو والدول المجاورة.

وترتبط شركة كونغو فيوتشر، التي ساعد البنك "تاج الدين" على تحريك أمواله من خلالها، بعلاقات قوية مع الحكومة الكونغولية السابقة في عهد الرئيس جوزيف كابيلا، الذي أزيح عن الحكم في 2019 بعد حوالي عقدين من حكم البلاد دون تأييد شعبي.

غسيل الأموال بمساندة رئاسية

البنك الذي اختار حزب الله أن يحرك أمواله من خلاله بعيداً عن الرقابة التي تفرضها العقوبات الأمريكية، له سجل من الفضائح التي يعود تاريخها إلى ما قبل تعاون حزب الله معه. فالبنك الذي يديره شقيق رئيس الكونغو السابق، جوزيف كابيلا، دأب على غسيل أموال السياسيين الكونغوليين، ومديري شركات التعدين الحكومية المسؤولة عن التنقيب وتعدين الثروات الطبيعية - لا سيما الألماس والكوبالت- داخل الكونغو، إذ ساعدهم البنك على سرقة الأموال العامة من حصيلة الثروات المستخرجة وتحويلها إلى حساباتهم الخاصة بعد غسيلها لتظهر كأموال مشروعة. كما أن للبنك خبرة معتبرة في غسيل أموال الرشاوى التي تتلقاها لجان الإشراف على الانتخابات العامة بالكونغو ودول أخرى مجاورة.

وساعد البنك نفسه نظام كيم جونغ أون حاكم كوريا الشمالية، وأشخاص في مجموعته الحاكمة، على حفظ أموالهم بعيداً عن نظام العقوبات الدولية المفروض على الدولة الأسيوية العسكرية المغلقة.

 

 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image