في معظم وسائل الإعلام التقليدية، يتم إظهار شباب العرب على الهامش، هذا إذا ظهروا في الأصل. نحن نهدف إلى أن نبرز الشاب العربي كما هو في الحقيقة: مجتهد وشغوف وثائر بعض الشيء.
تعرفوا على صلاح خليقي: لاعب تزحلق وعازف جيتار وراكب أمواج قصير القامة مصبوغ بسمرة الشمس طوال العام وذو شعر مجعد. يرتدي قمصاناً واسعة ويبلغ من العمر 21 عاماً.
ولد وترعرع في المحمدية وهي مدينة صغيرة على الساحل بالقرب من الدار البيضاء، لكنه يحلم بهجرها.
من الصعب أن تحظوا بمحادثة مع صلاح من دون أن يذكر حلمه بمغادرة المغرب إلى لونج بيتش في كاليفورنيا بالولايات المتحدة وأن يصبح متزحلقاً محترفاً ويمتلك علامته التجارية الخاصة.
"أن تملك لوح تزلج يحمل اسمك، هذا هو حلم كل متزحلق، لو حصلت عليه سأعلقه على الحائط وأحدق فيه طوال اليوم"، يقول ذلك بابتسامة خجلى عندما يمازحه أصدقاؤه حول ذلك.
لسوء الحظ، يشعر صلاح، ككثيرين من أقرانه، بأنه عالق ولا يمكنه مغادرة بلاده. يقول: "إجراءات الحصول على تأشيرة وحدها كفيلة بتثبيط همتي".
بدأ صلاح ممارسة الرياضات الخطرة في السابعة من العمر، وحصل على لوح التزحلق الأول في العاشرة، واستخدم انفصال والديه لصالحه كي يضغط على والده ليبتاع له الهدايا.يقول: "لم أستخدم أي دراجة أو لوح تزحلق أو أي شيء ذي عجلات فقط لأنزلق، كنت دائماً أريد القفز عالياً وأن أنفذ أكثر الحركات صعوبة".
لا توجد مسابقة تزحلق في البلاد لم يربح فيها صلاح جائزة ولكنه برغم ذلك لم يجد له راعياً أو ممولاً ولا يملك حتى شراء لوح جديد. حتى أنه يجد نفسه في بعض الأوقات مقبوضاً عليه بتهمة التزحلق في أماكن عامة "غير مناسبة".
يعلق على ذلك: "هذا ظلم، أرى الناس يلعبون كرة القدم في كل مكان في المدينة ولا يضايقهم أحد، ولكني أظن أنهم لا يعتبرون التزحلق رياضة ولا يترددون في وضع يدي في القيود!".
وبالرغم من أن الظروف ليست في أفضل حال، لا يحب صلاح الشكوى وينهي كل قصة يحكيها بالقول "الحمد لله".
لتفادي المواقف الصعبة، أنشأ صلاح وأصدقاءه رابطة لإنشاء ساحات تزحلق وتنظيم فعاليات وتشجيع المتزحلقين والدراجين الصغار.من الصعب أن تحظوا بمحادثة مع صلاح من دون أن يذكر حلمه بمغادرة المغرب...
خذوا الحقيقة من أفواههم... سلسلة تعرض الشباب العربي كما هو في الواقع، بلا روتوش
لكن إنشاء منحدراتهم وطرقهم الخاصة، التي سرق الكثير منها ودمر، بعد جمع توقيعات عديدة وتسليم مطالبهم للمسؤولين، بدا أنه غير مجد.
الكثير من الأحزاب السياسية، ومن بينها تلك التي في السلطة الآن، وعدت بإنشاء ساحات تزحلق ورشت صلاح وأصدقاءه بوجبات فاخرة، ولكنهم كانوا واعين أكثر من أن يصوتوا ومعدتهم ممتلئة. "مع ذلك كان الطعام رائعاً"، يقول صلاح مازحاً.
بعيداً عن الصورة النمطية لهاوي موسيقى الروك المتزحلق المثير للمتاعب، لا يشرب صلاح الكحول ويندم على اعتياده شرب السجائر من زملائه المتزحلقين.
"كنت أشرب الحشيش وأمضيت معظم عام 2014 منتشياً، ولكني أمضيت وقتاً سيئاً أعاني من تبعات ذلك على لياقتي، ولذلك أقلعت عنه. انا رياضي ولا يمكنني أن أعبث برئتي هكذا"، يتمنى صلاح أن يقلع عن السجائر كذلك.
أصبح صلاح أكثر وعياً بمخاطر الإضرار بصحته منذ أن تعرض كاحلاه ثلاث مرات للكسر. والآن لا يمكنه التزحلق قبل أن يكتمل شفاؤه، ولذلك يمضي وقته في ركوب الأمواج. يقول: "إذا تعرضت في يوم ما لإصابة تحرمني من التزحلق، لا أعرف ماذا سأفعل بحياتي. فهذا هو الأمر الوحيد الذي أجيده".
أصبح صلاح يفكر في ترك الدراسة لأنها "ليست لي". رسب في الكثير من المواد ويبدو أنه لا يستطيع أن يركز في أي مادة بالرغم من أنه متوقد الذكاء.
وبعيداً عن الصورة النمطية للمتزحلق اللعوب، يجد صلاح صعوبة في فهم الفتيات، يقول: "كلهن يظنن أنني طفولي وغير ناضج لأني لم أزل أتزحلق". فتاة أحلامه ستكون متزحلقة، ولكن العثور على فتاة كهذه صعب كما يدعي.
يضيف: "عرفت الكثير من الفتيات وكن جيدات، ولكنهن يتوقفن عن التزحلق للتركيز على الدراسة أو ليتزوجن".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Apple User -
منذ 4 ساعاتHi
Apple User -
منذ 4 ساعاتHi
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أيامرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ 4 أياممقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمقال جيد جدا