شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!

"السلاح الذكي"... "النينجا" الأمريكية تواصل الفتك بقادة الإرهاب

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الجمعة 25 سبتمبر 202008:21 م

أحالت صحيفة "نيويورك تايمز" نجاح الكوماندوز الأمريكية في قتل زعيم بارز في تنظيم القاعدة في سوريا قبل أسبوعين، وللمرة الثانية خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، إلى اعتمادها على صواريخ "نينجا هيلفاير" المصممة خصيصاً بشفرات طويلة حادة، بدلاً من الرؤوس الحربية المتفجرة، لتمزيق قادة الإرهاب.

وفصّلت الصحيفة الأمريكية، في 24 أيلول/ سبتمبر، أن قوات العمليات الخاصة الأمريكية قتلت، من دون ضجة وفي غارة غير عادية، بطائرة درون زعيماً بارزاً للقاعدة في شمال غربب سوريا قبل نحو أسبوعين. تتسق هذه المعلومات مع أنباء سابقة، أشار فيها مسؤولون أمريكيون وكذلك المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى اغتيال الجهادي سيّاف التونسي القيادي في تنظيم "حراس الدين" في إدلب بغارة أمريكية بطائرة مسيّرة في 14 أيلول/ سبتمبر الجاري.

لكن "نيويورك تايمز" ركزت على أن نجاح الضربة برغم "تعقيدات تنفيذ عمليات ضد الجماعات الإرهابية في ذاك الجزء من العالم حيث تسعى الولايات المتحدة وروسيا إلى تحقيق أهدافهما بحذر، مع دخولهما في صراع من حين لآخر"، يرجع إلى استخدام صواريخ "النينجا"، وذلك بعد إجراء تعديل عليها يتمثل في استبدال الرأس الحربي المتفجر فيها بشفرات طويلة حادة لسحق الشخص المستهدف أو تمزيق جسده مع تقليل مخاطر إصابة مدنيين قريبين بأي أذى.

"سلاح غير عادي وفتاك"... الولايات المتحدة تواصل قنص قادة الإرهاب في العالم بواسطة صواريخ "نينجا هيلفاير" المصممة خصيصاً. تعرفوا عليها:

لماذا "نينجا هيلفاير"؟

قبل عقد من الزمان، طُوِر "نينجا هيلفاير" -المعروف بـR9X- بعد ضغط من الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما باعتباره وسيلة لـ"تقليل الخسائر في صفوف المدنيين والأضرار التي تلحق بالممتلكات" في إطار حروب الولايات المتحدة ضد الإرهاب في المناطق الساخنة البعيدة، ومن بينها أفغانستان وباكستان والعراق وسوريا والصومال واليمن.

كما يعتقد أن هنالك سعياً لتطوير هذا السلاح الذكي، لأن القادة الإرهابيين كانوا يتأقلمون مع الضربات الجوية الأمريكية، ويختبئون وسط مجموعات من النساء والأطفال لإبعاد الخطر عن أنفسهم.

خالد العاروري، وجمال بدوي، وأبو الخير المصري، وسياف التونسي، وغيرهم من قادة التنظيمات الإرهابية، لم تكن أمريكا لتتمكن من استهدافهم في مناطق معقدة مثل سوريا واليمن لولا تطويرها لـ"نينجا هيلفاير"

غالباً، تستخدم صواريخ هيلفاير التقليدية، برأس حربي متفجر يزن نحو 20 رطلاً، ضد مجموعات مسلحة تضم "هدفاً عالي القيمة". لكن عندما يتعلق الأمر باستهداف قائد منفرد، فإن صواريخ R9X، التي تطلق عليها الكوماندوز اسم "نينجا"، هي "السلاح المفضل" لأنه يخترق الأسطح المعدنية (كالسيارت) والمباني من دون انفجار.

جرى الحديث عن استخدام هذا السلاح للمرة الأولى لدى استهداف قيادي إرهابي عام 2017، عقب الاشتباه في استخدامه ضد نائب زعيم تنظيم القاعدة آنذاك، أبو الخير المصري، الذي استُهدف في سوريا بضربة اخترقت سطح سيارته مباشرةً وقضت عليه مع مرافق له "من دون أضرار كبيرة بالسيارة".

رجح مسؤولون أمريكيون أن يكون هذا السلاح قد استخدم ست مرات في السنوات الأخيرة، تتعلق جميعها باستهداف قادة إرهابيين كبار في أماكن يخشى فيها من تسبب الأسلحة الأخرى في خسائر للمدنيين القريبين، وفق "وول ستريت جورنال".

طُوّر هذا السلاح الذكي قبل عقد من الزمان بعد ضغط من أوباما لـ"تقليل الخسائر في صفوف المدنيين والأضرار التي تلحق بالممتلكات" في حروب الولايات المتحدة في العراق وسوريا واليمن وغيرها

حدد المسؤولون الأمريكيون عمليتين سابقتين استخدم فيهما الصاروخ "غير العادي"، أولاهما التي نفذتها وكالة المخابرات المركزية في شمال غربي سوريا (حين قتلت المصري)، والثانية قامت بها قيادة العمليات الخاصة المشتركة في اليمن العام الماضي وقضى خلالها جمال البدوي بعد 19 عاماً من الملاحقات الأمريكية له عقب اتهامه بالوقوف خلف تفجير المدمرة الأمريكية كول عام 2000 وقتل 17 بحاراً أمريكياً في العملية.

كذلك، يُعتقد أن القوات الأمريكية الخاصة استخدمت R9X، في حزيران/ يونيو الماضي، لقتل خالد العاروري، الزعيم الفعلي لفرع القاعدة في سوريا، وأحد أبرز العقول المدبرة في التنظيم المتطرف منذ تسعينيات القرن الماضي.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image