شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
احتفال بإعلان جنس المولود في برج خليفة… بين مهاجمة الزوجيْن و

احتفال بإعلان جنس المولود في برج خليفة… بين مهاجمة الزوجيْن و"حيلة" التسويق الذكي

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 10 سبتمبر 202005:32 م

ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي بخبر وصور ومقاطع الفيديو لـ"أكبر احتفال بإعلان جنس المولود في العالم" عبر إضاءة برج خليفة الشهير في دبي.

انهمك الكثير من المتابعين بما دفعه اليوتيوبر السوري أنس مروة وزوجته أصالة المالح مقابل حفل مهيب كهذا، فيما انقسم آخرون بين مهنئ للزوجين، متمنياً "فرحةً مماثلة"، وغاضب يهاجمهما على "إهدار الثروة وسوء إنفاقها" و"تجاهل أحزان الوطن العربي" وإن انصرفوا هم أيضاً عنها من أجل متابعة الحدث وانتقاده.

في الأثناء، انتبه معلقون إلى أن الزوجيْن "محترفا تسويق" و"حسبوها كويس" بسبب كثرة المشاهدات والإعلانات التي تضمنها فيديو الاحتفال الذي بُث عبر قناتهما على يوتيوب "anasala family". حتى كتابة هذه السطور، حقق المقطع البالغ 15 دقيقة 11,851,554 مشاهدة.

لم تكن تكهنات المتابعين بشأن تكلفة الاحتفال آتية من فراغ، لأن بدل العرض الضوئي الإعلاني العالي الدقة (HD) على واجهة برج خليفة لمرة واحدة طوال ثلاث دقائق بلغ 350 ألف درهم (نحو 95 ألف دولار أمريكي)، خلال نهاية الأسبوع، وذلك من الثامنة إلى العاشرة مساءً، وفق ما أعلنته وسائل إعلام إماراتية العام الماضي.

يعني هذا أن سعر الدقيقة الواحدة نحو 116.6 ألف درهم (قرابة 31.6 ألف دولار أمريكي). أما سعر الدقائق الثلاث في بقية أيام الأسبوع فهو 250 ألف درهم (نحو 68.3 ألف دولار أمريكي).

"خطوة تسويقية قوية"

تعقيباً على الضجة المثارة، أوضح الإعلامي ياسر أبو معيلق، المتخصص باستشارات إستراتيجيات الإعلام: "الصافي في موضوع ‘أنس وأصالة‘ وحفلة تحديد جنس المولود في برج خليفة، اللي الوطن العربي كله ترك غرقى السودان وحرائق سوريا ومشاكل لبنان وقعد يفتي فيها…".

"لم ندفع ولا دولار ولا أي شي"... انهمك الجميع بالاحتفال الخاص بالإعلان عن جنس مولود أنس وأصالة. اتهمهم البعض بـ"الغباء" و"إهدار المال". لكن قلة انتبهت إلى أن المناسبة كانت "حيلة ذكية وقوية" للتسويق لقناتهما ولنفسيهما ولـ"برج خليفة" والشركات الراعية

وأضاف: "في العادة، يقوم يوتيوب بحساب الدخل الذي يتلقاه صانع المحتوى ليس بحسب مشاهدات الفيديو، بل بحسب مشاهدات الإعلانات الموضوعة على الفيديو. يدفع يوتيوب 68% من أموال الدعاية (AdSense Revenue) لصانع المحتوى"، مبيّناً أن "صانعي المحتوى ‘الكبار‘ ممن تعدت قنواتهم المليون مشترك (في حالة قناة أنس وأصالة: نحو ثمانية ملايين مشترك) يضافون إلى برنامج خاص للشركاء مع يوتيوب، ويتلقون حوافز أخرى غير المعلن عنها".

بمعزل عن "هذه المعادلة السرية"، لفت أبو معيلق إلى أنه، بعد احتساب الدخل الذي يجنيه الزوجان من مشاهدات الإعلانات التي تمثل 15% في المتوسط، بحسب المنصة نفسها، يتبيّن أن الفيديو حقق مكاسب تناهز الـ225 ألف دولار أمريكي على الأقل.

يتحقق هذا المبلغ إذا تقاضى الزوجان 15 سنتاً عن كل مشاهدة لـ15% من جملة 10 ملايين مشاهدة حققها المقطع حتى كتابته منشوره في فيسبوك.

وفيما ألمح أبو معيلق إلى أن "محتوى قناة أنس وأصالة مناسب للصغار والعائلات، إذ لا يتضمن إشارات إلى عنف أو لغة بذيئة أو تلميحات جنسية أو سياسية". وهذا ما جعله "الأكثر ترشيحاً لتصدر قائمة (Trending Today)، والأكثر جذباً للمعلنين والرعاة". ومن المرجح أن يكون الزوجان قد حصلا على "عدد من الرعايات مجاناً".

ومن الشركات المذكورة في توصيف المقطع: شركة إعمار (صاحبة برج خليفة)، وتطبيق "نمشي" (هدايا مجانية للعائلة وكود حسم للمشاهدين)، و"فندق العنوان".

ختاماً، أكد أبو معيلق أن "ما فعله أنس وأصالة يفعله يوتيوبرز أجانب كثيرون: القيام بحركة جريئة أولى من نوعها بهدف تسويقي. أنس وأصالة اختارا القيام بأمر جريء ومثير للجدل من أجل التسويق لقناتهما".

وأضاف: "لقد نجحا نجاحاً هائلاً وحققا أكثر بكثير مما صرفاه على المشروع، وضمِنا لنفسيهما مليون متابِعة ومتابع من خلال حديث السوشيال ميديا عنهما، فبات من لا يعرفهما يعلم من هما، بل قد يذهب للبحث عنهما في يوتيوب. حركة ذكية".

يؤكد هذا ما صرح به أنس نفسه، في 10 أيلول/ سبتمبر، رداً على الشائعات والتكهنات في مقطع مصور، قال فيه: "لم يتم إنفاق أي دولار، لا 95 ولا 100 ألف ولا مليون ولا أي شي بتسمعوه، كلياته غلط. هيدا الشي كان هدية، شغلة عملولنا إياها وشكراً كتير عليها".

وسيُرزق الزوجان السوريان بعد كل هذه الضجة طفلاً ذكراً هو الثاني لهما بعد كريمتهما ميلا التي تشاركهما في اليوميات التي ينشرانها عبر قناتهما.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard