كان حديثاً عن الانتهاكات "الجنسية" و"الروحانية" التي تشهدها المجتمعات المسلمة بقيادة رجال دين يعتقدون أن لديهم سلطة تمنحهم حق انتهاك "الحُرمة".
بهذه الكلمات، يُمكننا اختصار المؤتمر الذي أُقيم في مدينة شيكاغو الأمريكية من 10 حتى 12 يناير/كانون الثاني ضمن مشروع "حُرمة" (ما لا يحل انتهاكه) الذي أطلقته رئيسة الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية السابقة إنغريد ماتسون وهي عالمة إسلامية كندية اعتنقت الإسلام قبل نحو 33 سنة.
ركّز المؤتمر الأول لمشروع "حُرمة" الذي شارك فيه نحو 100 شخص مختص على الانتهاكات التي تحدث في "المساحات المسلمة".
وأشار تقرير مفصّل عن المؤتمر إلى أن مسلمي أمريكا الشمالية أطلقوا في السنوات الثلاث الماضية حركة غير مسبوقة لمواجهة الانتهاكات "الجنسية والروحانية" التي يتعرضون لها من قبل رجال دين مسلمين.
في هذا السياق قالت المتخصصة في الصحة الجنسية إنجيليكا لندسي-آلي مؤسِّسة حركة Village Auntie المعنية بمساندة ضحايا رجال الدين المسلمين المتهمين بالاعتداء الجنسي: "أرى ازدياداً في أعداد الذين يريدون التحدث عن هذه الأمور. لكن للأسف يتحدث بعضهم عنها مرغماً. اعترافه بتفشّي الاعتداء الروحاني في المجتمع هو الذي يُجبره على التحدث".
وتتضمن هذه "الاعتداءات الروحانية"، بحسب ما جاء في التقرير، زعزعة علاقة الضحية بـ"إيمانها".
ويأتي المؤتمر عقب الكشف عن "فضائح" إسلامية-جنسية عدة ارتكبها علماء إسلاميون، من بينهم مؤسس معهد البيّنة في مدينة دالاس الأمريكية نومان علي خان الذي ارتكب فضيحة جنسية بعدما كُشفت محادثات جنسية له. واتهم خان أيضاً بجذب نساء لإقامة علاقات جنسية معهنّ موهماً إياهنّ بأنها ستكون "زيجات سرّية".
وتضمّن التقرير اسم المفكر الإسلامي السويسري المصري الأصل طارق رمضان، المتهم بالاغتصاب والاعتداء الجنسي على 4 سيدات في فرنسا.
تعليقاً على هذا، تقول المحاضرة جوليان هامر إن هناك صعوداً لافتاً في أعداد "الشيوخ المشاهير" في السنوات القليلة الماضية، لافتةً إلى أن هذا سيؤدي إلى ارتفاع الاعتداءات لأن "كل شخص، وخاصة إذا كان رجلاً، في منصب يمنحه السلطة، قد يكون معتدياً"، على حد قولها.
وأشار التقرير إلى أن المشاركين في المؤتمر ربطوا "البوح" الذي تقوم به ضحايا الاعتداءات الجنسية والروحانية بحملة #MeToo العالمية التي أطلقتها المُمثلة الأمريكية أليسا ميلانو عام 2017 لفضح التحرش الجنسي بعد كشف تعرض ممثلات عدة للتحرش من قبل المنتج هارفي واينستين الذي يواجه اتهامات بالاعتداء والتحرش. واكتسح هاشتاغ "MeToo#" منصات التواصل في العالم أجمع وبات أشبه بقاعدة بيانات دولية ضخمة لضحايا التحرش من جميع الجنسيات والأطياف والأعراق.
تقول لندسي-آلي إن هذه الحركة العالمية كانت "المُحرك" أو "الدافع" لمن خبأ ما تعرّض له من اعتداء واعتبره "سراً".
كان يُحقق الإمام رغبات الشابة المراهقة إذ ساعدها في شراء سيارة وكان يُرشدها منذ أن كانت في الـ13 من عمرها حتى أنه طلب منها أن تُناديه "الإمام بابا". وفي اليوم الذي طلب أن تُمارس فيه الجنس معه، لبّت الطلب إذ شعرت بأنه لا يحق لها الرفض.
تُشير دراسة أُقيمت في عام 2019 إلى أن 8% من مسلمين الولايات المتحدة يعرفون بشكل شخصي ضحية اعتداء جنسي من قبل رجل دين
"اعتداء روحاني"
في سياق متصل، حذّرت المحاضرة والباحثة زهراء أيوبي من استخدام مصطلح "اعتداء روحاني" بدلاً من "اعتداء جنسي"، لافتةً إلى أن المصطلح "يُقلل من الضرر الناجم عن الاعتداء الجنسي"، فيما تقول المحاضرة جوليان هامر: "إطلاق بعض المبادرات المسماة 'روحانية' بدلاً من 'جنسية' أمر مقصود. فإذا تحدث شخص عن 'اعتداء جنسي' من قبل رجل دين، فسيُغلق الباب في وجهه".
وتطرق المؤتمر إلى الفعاليات التي تُقام في الأوساط الإسلامية في الغرب لـ"كسر تابو" الاعتداء الجنسي والجسدي الذي يقترفه قادة مسلمون.
تعليقاً على هذا، تقول أيوبي: "لا مكان للصمت في وسط هذه الفعاليات التوعوية"، لافتةً إلى أن نسبة كبيرة من المسلمين تلجأ إلى الصمت والتكتم لأنها لا تريد البوح عمّا يجري "داخلياً" في محيطها، خاصةً مع وجود عداء للإسلام وللمسلمين في بعض الأوساط.
وتشير أيوبي إلى أن هذا السبب يدفع بعض القادة المسلمين إلى"إسكات الضحايا" بطرائق عدة، من بينها "إشعارهن بالذنب إن تحدثوا" أو "إقناع ذكور عائلتها بإسكاتها لتجنب 'الفضيحة'".
وكشفت دراسة صدرت عام 2019 عن أن 8% من مسلمين الولايات المتحدة يعرفون ضحية اعتداء جنسي من قبل رجل دين.
إمام يستدرج مراهقة
تقول علياء سالم مؤسِّسة Facing Abuse المعنية بمواجهة "القادة المعتدين" في الأوساط الإسلامية لـ RNS إنها كانت تشاهد فيلم "Spotlight" حينما وصلتها رسالة من أم مسلمة تطلب مساعدتها بعدما "'حضّر' إمام أكبر مساجد مدينة تكساس (ضياء الحق، في الأربعين من عمره) ابنتها (18 عاماً) ليُمارس الجنس معها".
ولفتت إلى أن الإمام كان يُحقق رغباتها إذ ساعدها في شراء سيارة وكان يُرشدها منذ أن كانت في الـ13 من عمرها، حتى أنه طلب منها أن تُناديه "الإمام بابا". وفي اليوم الذي طلب أن تُمارس فيه الجنس معه، شعرت بأنه لا يحق لها الرفض.
وتابعت Facing Abuse ما يجري بين الإمام والضحية نحو سنة قبل أن تُفجّر تقريراً روى كل التفاصيل. واتُهم الإمام بالاستغلال الجنسي وسوء التصرف واستدراج الضحية التي تلقت تعويضاً مادياً مقداره 2.5 مليون دولار أمريكي.
وقامت المؤسسة نفسها بفضح الإمام معتز مفتاح الذي اتُهم بالاعتداء الجنسي وسوء معاملة الأطفال واختلاس أموال الزكاة الخيرية والكذب، لإيهامه النساء اللواتي تعرّف إليهنّ بأنه أعزب في حين أنه متزوج امرأتين.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.