هاجم عدد من الناشطين السعوديين عبر تويتر الإعلامية نادين البدير في الساعات الماضية متهمين إياها بالإساءة إلى الرجل السعودي عامةً و"جنود البلاد الشجعان" خاصةً.
وكان الناشط السعودي عبر تويتر، سلمان البديني، قد أطلق، مساء 18 كانون الأول/ديسمبر، وسم "اعقبي يا نادين" استنكاراً لما وصفه "بذاءة لسان وعنصرية جنسية لسفهاء الإعلام" ضد الرجال.
وأرفق البديني الذي يتابع حسابه 20 ألف شخص الوسم بمقطع مصور للبدير تقول فيه: "فعلاً الرجال كانوا هم القادة وهم الذين دخلوا الحروب والمعارك، والمرأة والطفل دائماً الضحية الرقم واحد. بعد كل الهزائم التي مر بها الرجل في القرن العشرين، وبعد كل الحروب التي خاضها (الرجل) العربي وفشل في استرداد كرامته، أعتقد بدأ يبحث عن شرف آخر بعدما خسر كرامته والأرض التي كان يدافع عنها".
عجوز ابليس هذه ما الذي تريده من الرجال !
— سلمان البديني .. (@twaqee3) December 18, 2019
لو ان احدا الرجال قبل بها وتزوجها لسلمنا من بذاءة لسانها، عندها عقده من الرجل جعلها تقول كلام الرجل نفسه يستحي ان يقوله وهي بكل جراءة وبجاحه تتفوه به
لاتربية ولا خُلق ولامنطق
العنصرية الجنسية بدأت تنتشر على يد سفهاء الاعلام
#اعقبي_يانادين pic.twitter.com/Ify76dJkUB
وأضافت: "شرفه (أي الرجل العربي) كان ليس في ساحة المعركة التي طردته، إنما بين أفخاذ النساء، الشيء الوحيد الذي كان ممكناً أن يسيطر عليه ويستطيع التحكم فيه".
وتابعت: "ليش لا وهو كائن هزيل ضعيف لا حول له ولا قوة خسر كل تحدياته وباتت المرأة مسؤولة عن إرجاع كرامته التي سحقتها الحروب".
لمَ كل هذا؟
البدير إعلامية سعودية بدأت العمل في صحيفة عكاظ وتنقلت بين عدد من الصحف المحلية، قبل أن ينتهي بها المطاف مقدمةً عدة برامج مثل "مساواة" على قناة الحرة الأمريكية، و"اتجاهات" السياسي الاجتماعي الذي يناقش القضايا العربية عبر قناة روتانا خليجية.
وجاء الهجوم على البدير مباشرةً بعد تغريدة لها ورد فيها: "بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية الحبيبة أطالب بتأنيثها وتخليصها من فوقية المذكر متى يتحرك علماء النحو إن كانوا موجودين لتحديث اللغة وتطويرها لتتناسب مع عصر المساواة ووصول النساء لمواقع القرار".
وهوجمت البدير بسبب هذه الدعوة بشدة. لكن الهجوم الأكبر كان عقب حديثها عن انشغال الرجل العربي بما بين أفخاذ النساء، وفشله في حروب الكرامة والدفاع عن الأرض.
وعد الكثير من الناشطين السعوديين حديثها "النسوي المسيء إهانة مباشرة لكل رجل سعودي، خصوصاً الجنود الشجعان الذين يخوضون الحروب دفاعاً عن أرض الوطن وعزته".
إعلامية سعودية تقول إن جلّ ما يهم الرجل العربي هو "تعويض كرامته المهدورة بالتركيز على ما بين أفخاذ النساء". مغردون وناشطون سعوديون يتهمونها بـ"العنصرية والتنمر ضد الرجال ونشر الفكر المنحرف"
ويبدو أن حديث البدير الذي ليس واضحاً متى قيل وفي أي مناسبة، نكأ الجرح، إذ تخوض السعودية في اليمن منذ عام 2015 حرباً أرهقتها مادياً وبشرياً وأضرت بسمعتها في ما يتعلق بحقوق الإنسان دولياً، عدا مواجهتها قلة معارضة في الداخل.
ورأى نغردون أنها "لا تقصد جنود السعودية وإنما تسخر من رجال فلسطين الذين خسروا أرضهم لمصلحة اليهود".
وعكف بعض الناشطين على التذكير بـ"بسالة الجيش السعودي والجيوش العربية"، رداً على البدير.
تنمر وعنصرية
بوجه عام، استنكر المغردون والمغردات حديث البدير الذي وصفوه بـ"العنصري والتنمري ضد الرجل" و"الخادش للحياء" والساعي إلى "الفتنة وتأليب النساء على رجالهن" و"نشر الفكر الشاذ والمنحرف".
وأعرب البعض عن صدمتهم نتيجة السماح ببث كلام البدير "على قناة سعودية!"، لافتين إلى أنه يمثل "جريمة معلوماتية" تستوجب المحاكمة والإيقاف عن الظهور على الشاشات و"بث السموم في العقول".
ورأى آخرون أن كلام الإعلامية ليس جديداً عليها، مذكرين بمقال لها عام 2009 حول زواج المرأة من أربعة رجال، كانت قد ختمته بالقول: "إما التعدد لنا أجمعين، أو محاولة البدء برسم خارطة جديدة للزواج".
وبعد كل هذا الهجوم، اكتفت الإعلامية السعودية بالتعليق: "أهلي وإن ضنوا عليا كرام"، عبر حسابها في تويتر.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...