"ربنا سترك ليه تفضح نفسك".
"غلط جداً تهدم أسرة كاملة وتفضح نفسك وتصغّر نفسك قدام عيالك وتفكك الأسرة وتقول بطهّر نفسي!".
"كنت كذبت يا باشا عشان تحافظ على أسرتك".
"طيب والحديث اللى عن الرسول بعدم الجهر بالمعصية، إيه ظروفه معاك؟".
"إذا بُليتم فاستتروا. معتقدش فيه بلوة أكبر من الزنا والجهر بيها حاجة من الكبائر. الناس دي إزّاي عايشة معانا!".
هذه بعض العبارات التي وُجّهت للناشط السياسي المصري وائل غنيم الذي اعترف في 18 نوفمبر/تشرين الثاني علناً في بث مباشر على صفحته على فيسبوك بخيانة زوجته "مع عدد من السيدات" مُنذ عام 2010 بعد علاقة دامت 18 سنة.
كانت ستكون تفاصيل الخيانة التي باح غنيم ببعضها، الأكثر أهمية في الأمر، إلا أن مطالبة البعض له بـ"التستّر" طرحت موضوعاً آخر لا بدّ من الحديث عنه وهو اقتناع نسبة لا بأس بها من الشعوب العربية بأهمية إخفاء أي ذنب مثل الخيانة كي تستمر الحياة.
"كُل عربي مُنافقٌ، وإن لم يكن مُنافقاً، فيدفع ثمن عدم نفاقه غالياً".
تذكرنا هذه الحادثة بما قالته الصحافية والناشطة النسوية اللبنانية جمانة حداد في حوار مع الصحافية كريستيان أمانبور، عن ازدواجية الشخصية التي يتمتع بها العرب لإسعاد المُجتمع: "كُل عربي مُنافقٌ، وإن لم يكن مُنافقاً، فيدفع ثمن عدم نفاقه غالياً - في مُجتمع جلّادٍ يُصبح فيه المرءُ منبوذاً ومرفوضاً لصدقه وصراحة مشاعره - لذلك يختار العديدُ النفاقَ، مما يعني وضع ذلك القناع، والتستر وراءَه، ومن ثم فعل كُل ما تحتاجه النفس البشرية لإشباع رغباتها سراً".
وأكدت حداد أن هذه هي "ثمرةُ قيمنا وتقاليدنا"، الناتجة من رياء المُجتمع ونفاق الأنظمة وقمع الأديان البطريركية.
وتصدياً للنصائح التي وُجهت لغنيم وهو أحد أبرز رموز ثورة 25 يناير التي أطاحت الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك عن الحكم، قال: "عجباً لمن يلومني لأنني اعترفت بخيانتي الزوجية وينكر عليّ إرجاع الحقوق لأهلها".
وتابع أن هؤلاء "يرددون كالببغاوات: إذا ابتليتم فاستتروا ليعيشوا أكاذيب يُرخصون فيها لأنفسهم الظلم والخداع"، مشيراً إلى أن هناك فرقاً بين الستر والنفاق، وأنهم يطالبونه بالنفاق لا الستر.
ووجّه إليهم نصيحة: "إذا ابتليتم بظلم الناس فاعترفوا علّ الله يتقبل توبتكم".
تفاصيل الخيانة
قال غنيم في بثّه المباشر إنه خان زوجته، إلكا، ولم يستطع أن يُغير رأيها في العدول عن قرارها الذي اتخذته وهو الطلاق، مؤكداً: "لم أقل 'وافقت على الطلاق' لأنه لا يحق لي أن أوافق أو أرفض".
وكشف عن أنه اعترف بخيانته قبل نحو شهرين مع اندلاع ثورة سبتمبر/أيلول التي فشلت في مصر، وأثناء خضوعه لعلاج نفسي، قائلاً: "قلتلها إني خنتها وإني نمت مع ستات كتير السنين اللي فاتوا".
ومن الأمور التي كشف عنها، إخبارها بأنه مسافر من أجل عمله، بينما هو ذاهب إلى لقاء إحدى الفتيات.
ولفت إلى أنها "سقطت أرضاً" حينما أجاب عن أسئلتها بشأن العلاقات التي أقامها، مؤكداً أنه لم يخفِ أي تفصيل.
وقال خلال البث المباشر وسط آلاف التعليقات الداعمة والمُهاجمة: "قلت لي يا الله أني لو عملتها بالسر وبمثل بالعلن أني نظيف، أطلع أقول أني وسخ… وأنا كنت وسخ وبطهّر نفسي".
وأكد أنه أخبر زوجته "من الباب للطاقة"، في إشارة إلى أنه لم يُهدد من قبل أحد ولم يتعرض للابتزاز، لافتاً إلى أنه أخبر أيضاً ابنه آدم وابنته إسراء بخيانته.
وأشار إلى أن الخيانة الأولى وقعت عام 2010، لافتاً إلى أنه أرسل للسيدة التي أقام معها علاقة جنسية: "خلينا نبطّل لأني حاسس بتأنيب ضمير. أنا بحاول أقول لمصر إنه احنا محتاجين نغير البلد وأنا بخون مرتي، هنغير البلد إزاي".
"قلتلها إني خنتها وإني نمت مع ستات كتير السنين اللي فاتوا"... وائل غنيم يَبوح بخيانته ومصريّون ينصحونه بـ"التستّر"
"معتقدش فيه بلوة أكبر من الزنا والجهر بيها حاجة من الكبائر"... وائل غنيم يَبوح بخيانته الزوجية ومصريّون ينصحونه بـ"التستّر"
أعتذر من سيدات أهنتهن
وقال غنيم إنه يعتذر من سيدات أهانهن من دون أن يُوضح ماذا يقصد بالتحديد، مضيفاً أنه كشف عن خيانته لوالديه أيضاً وأنه عاتب والدته على أشياء كثيرة تسببت بأن يُعامل زوجته بطريقة مخطئة.
وأضاف: "معاتبات كتيرة هتحصل بيني وبين أمي لأني بطهّر نفسي من كل الخطايا تجاه الستات".
وظهرت زوجته إلكا في البث المباشر من دون أن تُعلّق على الأمر سوى أنها "أكثر وفاءً منه"، وأن علاقتهما مستمرة برغم رغبتها في الطلاق.
وأشار غنيم إلى أن انتهاء عقد الزواج لا يعني بالضرورة نهاية الحُب، خاتماً البث المباشر بالرقص على أنغام أغنية "بكرة".
مشاركة الأسرار ليست صحية في حالته
من الناحية النفسية، يقول الطبيب علي قرقر لرصيف22 إن ما دفع بغنيم للبوح علانية، لا لزوجته فحسب، هو احتمال وجود "أريَحية مرضية زائدة" لديه، تجعله يشعر بأريحية زائدة في الحديث أو التصرف مع الناس.
"هل يعدّ أمراً صحياً قيام الناس بمشاركة أسرارها على الملأ؟"
وعن طلب كثيرين من غنيم "التستّر"، قال الطبيب: "هل يعدّ أمراً صحياً قيام الناس بمشاركة أسرارها على الملأ؟"، متابعاً أن مشاركة الأسرار صحيّة خلال جلسة علاج جماعية (Group Therapy)، إذ بهذه الطريقة "يضمن غنيم أو يحاول أن يضمن أنه لن يُواجه بأحكام. فما يُقال في الجلسة، يبقى في الجلسة"، حسب قوله.
وأضاف: "لكن البوح للناس من المحتمل أن يحمل تبعات قاسية على الشخص وعلى المقربين منه". وخلص الطبيب إلى أن تصرفاً كهذا ليس هو الأفضل لشخص يعاني صعوبات نفسية كغنيم.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...