شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
تحرّش بطالبة لفظياً وأهانها… التحقيق مع عميد كلية حقوق في مصر

تحرّش بطالبة لفظياً وأهانها… التحقيق مع عميد كلية حقوق في مصر

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الجمعة 1 نوفمبر 201907:29 م

أعلنت جامعة طنطا، في 1 تشرين الثاني/ نوفمبر، فتح تحقيق في ملابسات تحرش عميد كلية الحقوق بإحدى طالباته أمام زملائها وإهانتها، بعدما أثارت الواقعة استياء الكثيرين من المصريين، عقب تداول مقطع فيديو يصوّر ما جرى خلال الساعات الأخيرة.

وقرر رئيس جامعة طنطا مجدي سبع التحقيق فى جميع الملابسات والتثبت من حدوث التصرفات غير اللائقة والخارجة عن التقاليد والأعراف الجامعية وعن العلاقة التي ينبغي أن تسود بين الطالب وأستاذه، بحسب ما هو متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وطالب سبع بالاستماع إلى أقوال عميدَي كليتي التجارة والحقوق فى الواقعة المثارة، واتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية اللازمة في خاتمة التحقيق.

واقعة غريبة

وكان رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر قد تداولوا مقطعاً مصوراً يُظهر أستاذاً جامعياً يطرد طالبة في كلية التجارة في جامعة طنطا بطريقة مهينة، ويتحرش بها بعبارات ذات إيحاء جنسي، وسط ضحك زملائها، وتبين لاحقاً أن الأستاذ المشار إليه هو عميد كلية الحقوق.

وتعددت الروايات المصاحبة للمقطع. قال البعض إن الأستاذ طرد الطالبة عندما وجدها تتحدث عبر الهاتف أثناء دخوله، كما طرد طالباً آخر كان يدخن. وأوضح آخرون أن سبب الطرد هو تحدث الفتاة إلى شخص بجوارها خلال المحاضرة.

لكن يُسمع من الفيديو جيداً صوت الأستاذ وهو يسأل الفتاة "هتعملي حاجة في الموبايل ولا إيه؟" فيما كانت تحاول استخدامه. ثم خاطب موظف أمن الكلية قائلاً له "خذ يا ابني الطالبة دي، وهات لنا الملف بتاعها (لترفد أو ترسب)"، وردت الفتاة بعبارة تحمل الوعيد "هوريك (سترى)" ثم جذب الأستاذ هاتفها المحمول وألقاه بعيداً، فارتفع صوت الفتاة مكررةً عدة مرات "والله لأوريك… أنا هوريك".

أستاذ جامعي تحرش بطالبته لفظياً وأهانها وجامعة طنطا تفتح تحقيقاً في الواقعة بعد انتشار الخبر في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي

في المقطع المتداول، يرد الأستاذ الجامعي على رفض الطالبة الخروج من محاضرته ووعيدها له، بإلقاء هاتفها أرضاً والسخرية منها وإطلاق عبارات لا تخلو من إيحاء جنسي صريح

ورد الأستاذ "طب ما تضربيني أحسن… ياما (يا أمي) تصدقي أني خفت… أنتِ هتوريني طب وريني بره مينفعش توريني أدام (أمام) الطلبة"، وهذه إشارة تحمل إيحاءً جنسياً واضحاً.

في الأثناء، يُسمع صوت الفتاة باكية متوعدة وسط صفير الطلاب وضحكهم.

واعتبر كثيرون من المعلقين على المقطع أن تصرف جميع الأطراف لم يكن صائباً، معتبرين أن الأستاذ "تنمر وتحرش بالطالبة بطريقة مهينة لا تتلاءم مع صفته التعليمية"، وأن الطالبة "تخطت حدود الاحترام واللياقة بردها المتوعد"، وأن بقية الطلاب "تنمروا على زميلتهم وساعدوا الأستاذ على إهانتها".

"المتهم يوضح"

في أول تعليق له على الواقعة، قال عميد كلية الحقوق محمد إبراهيم، في 1 تشرين الثاني/ نوفمبر، إن الفيديو المتداول أثناء طرده الطالبة "مجتزأ من سياقه"، مؤكداً أن الطالبة أساءت إليه أولاً.

وأوضح إبراهيم أن الواقعة حدثت قبل يومين، مبيّناً أن الطالبة كانت تتحدث بصوت مرتفع، لذا طلب منها المجيء إليه وتسليم "الكارنيه" الجامعي الخاص بها وفوجىء برفضها.

وتابع العميد شارحاً أنه استعان بأمن الجامعة لإخراج الطالبة، وهذا ما جعل الأخيرة تكرر "والله لأوريك" وهي عبارة تنطوي على تهديد. وأضاف أنه قال للفتاة "لا يصح أن تقولي هذا أمام الطلاب وتوبخيني. إذا أردتِ فعل شيء فليكن في الخارج"، مؤكداً أنه لم يقصد أي إيحاء جنسي كما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

ولم يتضح ذلك من المقطع، إذ ضحك الطلاب على تعبير الأستاذ الذي ضحك هو أيضاً معهم.

ومضى العميد مدافعاً عن موقفه بالقول إن والد الطالبة جاء إليه في اليوم التالي للواقعة برفقة صديق له، معتذراً ومؤكداً أن ابنته تعاني من حالةً نفسية سيئة، مثبتاً ذلك بالوصفات الطبية. كما أكد الأب أن ابنته ستعتذر من العميد الأسبوع المقبل أمام الطلاب.

"أهان نفسه وحطّ من مكانة المعلم"

الخبير التربوي المصري كمال مغيث قال لرصيف22: "المشادة بين الأستاذ والطالبة تصاعدت وأخذت مسارات سخيفة"، مؤكداً أن العلاقة بين الطرفين لا بد أن يكون محورها الحب والاحترام وليس التخويف والتهديد كما ظهر في الواقعة. 

وأضاف: "أنا ضد تشدد المعلم مع طلابه أو العبث بمستقبل الطلاب وتهديدهم بالرسوب أو الحرمان من الامتحان أو ترصدهم، مهما كان خطأهم. لو كان هذا الأستاذ محبوباً وطلب من طالبته بأدب الخروج لما كانت لترفض كما حدث". 

وشدد على أنه لا ينبغي للأستاذ أن يحط من قدره بالرد على أي إهانة أو شتيمة توجه إليه، مستطرداً: "الأستاذ قدوة، ينبغي أن يتصرف بطريقة محسوبة… لا أرد الإهانة بل أترفع عنها وأسلك السبل المتبعة، كطلب التحقيق فيها".

وأعرب عن استيائه من تطور الأمر، معتبراً أن ردود الأستاذ أساءت إليه وإلى مكانة الأستاذ الجامعي بصفة عامة، لا سيما بعد تداولها في وسائل الإعلام.

وطلب مغيث إجراء تحقيق شفاف، ومعاقبة الطرفين، كل على قدر خطأه، لضمان عدم تكرار هذا الأمر، منبهاً إلى أهمية ضمان منع ترصد الأستاذ للطالبة بعد ذلك حرصاً على مستقبلها.

في الوقت نفسه، اعتبر مغيث أن الجامعات المصرية، مثلها مثل المدارس ومختلف مؤسسات التعليم، أصبحت "سويقة" أي مكاناً للفوضى "في ظل غياب اهتمام الدولة بالجودة والمعايير والتعليم وخفض النفقات عليه"، حسب قوله.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard