شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
مصريون يبحثون عن بديل

مصريون يبحثون عن بديل "المخدرات" لتعزيز قدراتهم الجنسية بعد "تحاليل الحكومة"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 22 أكتوبر 201912:45 م

يعتقد محمد شريف (42 عاماً) موظف في إحدى شركات توزيع الكهرباء الحكومية، يسكن في محافظة أسيوط جنوب مصر، أن عقار الترامادول يُعزِّز قدراته الجنسية، لكنه منذ أواخر مارس الماضي توقف عن تناوله بسبب اتجاه الحكومة المصرية لإجراء تحاليل مخدرات لموظفي الدولة، وفصل المتعاطين، حيث لجأ إلى حلول أخرى تحافظ على قدرته الجنسية أمام زوجته.

"ترامادول" و "فياجرا"

في صباح 27 فبراير من هذا العام 2019، وقع حادث ارتطام جرَّار قطار بحاجز في محطة قطارات رمسيس بالقاهرة، ما أسفر عن مقتل 25 شخصاً على الأقل وإصابة نحو 50 آخرين، وأثبتت التحقيقات تعاطي السائق لمواد مخدرة، وإثر ذلك قرّرت الحكومة المصرية إجراء تحاليل مخدرات للعاملين في الجهاز الإداري بالدولة، وفصل من يثبت تعاطيه للمواد المخدرة، بعد إعطائه مهلة للعلاج.

يعاني شريف من مرض السكري الذي يتسبَّب في الإصابة بالضعف الجنسي، ولهذا كان يتعاطى الترامادول الذي تبقى آثاره في الدم والبول لمدة من الزمن، ويمكن اكتشافها عند إجراء تحليل المخدرات.

توقف شريف عن تعاطي الترامادول، وأصبح يضع مُخدِّراً موضعياً على رأس عضوه الذكري، والجزء السفلي منه، وعندما يشعر بتخدّره يقوم بغسل القضيب، ويشرع في إقامة العلاقة الجنسية مع زوجته، لكن قبل ذلك بساعة تقريباً يكون قد تناول حبة "فياجرا" لتساعده في تحقيق الانتصاب.

ويوضح شريف في تصريحات لرصيف22 أن انتصاب العضو الذكري عند وضع المخدر الموضعي لا يكون قوياً، ولأن السكري بالأساس يدمّر الأوعية الدموية ما يقلل تدفّق الدم إلى القضيب، ويسبب ضعف الانتصاب، يتناول منشطات جنسية كالفياجرا لتساعده في تحقيق الانتصاب والحفاظ عليه، حتى يحظى بعلاقة جنسية مرضية تدوم لوقت طويل.

وتشير إحصاءات إلى انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات في مصر، حيث تتجاوز النسبة 10% من المصريين، بحسب تصريح سابق لغادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي.

كان محمود فوزي اسم مستعار (37 عاماً) ويعمل في البنك الزراعي بالقاهرة، يتعاطى مُخدّر الحشيش، الذي يرى أنه كان يساعده في الاستمتاع بالعلاقة الجنسية، وخوفاً على وظيفته الحكومية في إحدى البنوك توقف عن تعاطى الحشيش، خاصة وأن آثاره تبقى لوقت طويل في البول.

يستخدم فوزي كريم تستخدمه زوجته لإزالة الشعر بدلا من الحشيش لتعزيز قدرته الجنسية.

يقول فوزي لرصيف22 إنه عرف بأن هناك بعض الكريمات المخدرة التي يُمكن وضعها على القضيب، وتساعد في الاستمتاع بعلاقة جنسية تدوم لوقت طويل، ومن بين هذه الكريمات نوع وجد بالصدفة أن زوجته تستخدمه في إزالة الشعر الزائد.

يستخدم فوزي الكريم الذي تضعه زوجته قبل إزالة الشعر الزائد من جسمها بدلاً من استخدام نوع آخر قد يجعل زوجته تكتشف الأمر، مشيراً إلى أنه يستخدم الكريم الخاص بها دون معرفتها، وبكميات قليلة "حتى لا يُفتضح أمره أمامها".

"الترامادول" يعزز من قدرات محمد شريف الجنسية، لكنه منذ أواخر مارس الماضي توقف عن تناوله بسبب اتجاه الحكومة المصرية لإجراء تحاليل مخدرات لموظفي الدولة وفصل المتعاطين

يحتوي الترامادول على مضادات اكتئاب "فائقة الجودة" تحسن الحالة المزاجية، وترفع من القدرة الجنسية، إلا أنها بعد فترة من الاستعمال تؤثر على البروستاتا وتسبب العجز الجنسي

وفق بيان أصدرته وزارة التضامن الاجتماعي وصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي حول عمليات الكشف عن تعاطى المخدرات في الفترة من 9 يونيو لإلى 8 يوليو، فقد تم فحص 36067 موظفاً في 20 وزارة، وفى المؤسسات والمديريات التابعة لها في 20 محافظة، وتبين تعاطى 706 حالات للمواد المخدرة، تمت إحالتهم للنيابة الإدارية لاتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة.

إذا ثبُت تعاطي موظف للمخدرات بواسطة تحليل معامل وزارة الصحة، فمن حقه الاحتكام إلى الطب الشرعي، فإذا تثبت التعاطي تُطبَّق عليه عقوبة الفصل من الخدمة، بحسب المستشار نادر سعد، المتحدث باسم مجلس الوزراء.

"الاستمتاع الذاتي هو البديل"

توقف حسين سعد، اسم مستعار (38 عاماً)، يسكن في محافظة الجيزة، عن تدخين الحشيش وتناول الترامادول قبل ممارسة العلاقة الحميمة مثلما كان يفعل من وقت لآخر، "من أول ما الحكومة بدأت تعمل التحاليل بتاعت المخدرات".

يقول سعد لرصيف22، وهو يعمل في أحد فروع الهيئة القومية للبريد المصري، إنه لم يكن يدخن الحشيش إلا مرة كل شهر لينسى همومه، ويحظى بعلاقة جنسية أفضل، وفي هذا الإطار جرب أيضاً الترامادول.

"أشرب حشيش لأنسى همومي وأحظى بعلاقة جنسية أفضل"

الآن يتبع سعد طريقة أخرى عندما يرغب في علاقة مدتها أطول من المعتاد، حيث يقول: "أمارس العادة السرية قبل العلاقة بساعة أو ساعة ونص"، ويوضح أن ذلك يجعله يطيل من فترة المداعبة، حتى يحصل على انتصاب كامل، ثم يقوم بالاتصال الجنسي، الذي تكون مدته أطول من ممارسة العلاقة الجنسية دون القيام بالعادة السرية قبلها.

"الترامادول يسبّب العجز الجنسي"

بحسب أطباء فإن تعاطي الترامادول أو الحشيش قد يكون مخففاً للتوتر، وله تأثيرات إيجابية أثناء ممارسة الحميمية، ولكن على المدى البعيد فهو ليس علاجا أو معززا للقدرة الجنسية. 

يقول الدكتور عبد الرحمن حماد، المدير السابق لوحدة الإدمان بمستشفى الصحة النفسية بالعباسية في تصريحات سابقة: "حينما يتعاطى الشخص مخدر الحشيش فإنه يتخفف من بعض الضغوط النفسية، مثل ضغط الشغل والتزامات الحياة والمشاكل العائلية، وبالتالي يدخل في حالة مزاجية أفضل، وينسى مؤقتاً هذه التوترات التي يمر بها، ما يترتب عليه إقامة علاقة جنسية ناجحة مع شريكه".

وفق حماد، الحشيش يؤثر على تقدير الزمان والمكان عند الفرد، لذا حينما يتعاطى الشخص الحشيش للتغلب على سرعة القذف، يتملكه الوهم بأنه قضى وقتاً أطول في العلاقة، في حين أنه قضى نفس المدة في علاقته الجنسية التي كان يقضيها أثناء عدم تعاطيه الحشيش.

أما الترامادول فيحتوي على مضادات اكتئاب "فائقة الجودة"، تحسن الحالة المزاجية، وترفع من القدرة الجنسية، إلا أنها بعد فترة من الاستعمال تؤثر على البروستاتا، وتسبب العجز الجنسي، بحسب ما يؤكد الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي.

ويقول فرويز  لرصيف22: "مخدر الحشيش يحسن من الحالة المزاجية، فيشعر الشخص في البداية بزيادة قدرته الجنسية، لكن الحشيش يؤثر فيما بعد بالسلب على "مستقبلات الكانابينويد"، المسؤولة عن التركيز والإدراك، ويتسبب في ظهور الأمراض النفسية".

ويعتبر فرويز أن المصريين من أكثر الشعوب التي تتحدث عن الجنس، وفي ذات الوقت من أكثر الشعوب التي تعاني من الضعف الجنسي و"نحب نظهر إننا فايتر"، مشيرا إلى أن من يتأثر بجلسات النميمة الجنسية وما بها من مبالغات، يلجأ للمواد المخدرة لتحسين قدرته الجنسية.

وشدد فرويز على ضرورة نشر الثقافة الجنسية في المدارس، ليتعلم الأطفال المعلومات الأساسية اللازمة، لافتاً إلى أن الجيل الصغير يملك هواتف محمولة ويشاهد المواقع الإباحية على الانترنت، ونتيجة غياب الثقافة الجنسية يعاني كثيرون من اضطرابات جنسية ومشكلات أخرى كثيرة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image