قال حزب النهضة الإسلامي في تونس، في 21 تموز/يوليو، إنه رشح رسمياً زعيمه البارز راشد الغنوشي لخوض الانتخابات البرلمانية التونسية، والمقرر عقدها شهر تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
ويعد هذا هو الانخراط الأول للغنوشي (78 عام) في أية عملية انتخابية في تونس، وذلك منذ عودته إلى البلاد بعد قضاء أكثر من 20 عاماً في المنفى وقت حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. الأمر الذي يراه كثيرون كتمهيد للدخول في استحقاق أكبر من المقعد النيابي.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن المتحدث باسم حزب النهضة عماد الخميري قوله: "قرار ترشيح راشد الغنوشي على رأس قائمة الحزب بدائرة تونس 1، هدفه أيضاً أن يلعب زعماء الأحزاب دوراً رئيسياً في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ الانتقال الديمقراطي في البلاد".
ورجحت رويترز أن ترشيح الغنوشي للمنافسة على مقعد بالبرلمان يعزز التكهنات بأنه يسعى للعب دور أكبر في الفترة المقبلة، ربما منصب رئيس الوزراء أو رئيس البرلمان في حال فوز حزبه بالانتخابات.
ومن المتوقع أن تنظم الانتخابات البرلمانية في 7 تشرين أول/أكتوبر بينما تنظم الانتخابات الرئاسية في 17 تشرين ثاني/نوفمبر، وستكون هذه ثالث انتخابات حرة يصوت فيها التونسيون عقب الاحتجاجات الكبيرة في 2011 التي أنهت حكم بن علي.
ومن المتوقع أن تشهد الانتخابات البرلمانية تنافساً كبيراً بين الأحزاب التونسية، لا سيما حزب النهضة الإسلامي والأحزاب العلمانية مثل التيار الديمقراطي وتحيا تونس ونداء تونس وحزب البديل.
وأقر المكتب التنفيذي لحركة النهضة القوائم التي ستخوض الانتخابات البرلمانية بعد جدل داخلي أثاره إعلان القوائم الأولية المترشحة، حيث عبر بعض القياديين عن استيائهم لنقلهم إلى خارج الدوائر التي يريدون الترشح فيها، أو لعدم التزام المكتب التنفيذي بترتيب المترشحين الذي أفرزته الانتخابات الداخلية.
وقللت الحركة من حجم الانتقادات لقرارات مكتبها التنفيذي فيما يخص تركيبة القوائم الانتخابية، وقالت إن ذلك يعبر عن الديمقراطية داخلها.
وتشكل النهضة الكتلة الكبرى في البرلمان (68 نائباً من مجموع 217 نائباً في البرلمان)، وهي جزء من الائتلاف الحاكم.
يتوقع مراقبون أن يكون ترشح الغنوشي للبرلمان التونسي هو خطوة أولى في سبيل استحقاق أكبر، كأن يرأس البرلمان أو يُعين رئيساً للحكومة، حال الحصول على الأغلبية أو الدخول في ائتلاف حاكم
وأنشئت حركة النهضة عام 1981 من قبل شخصيات تونسية متأثرة بفكر الإخوان المسلمين. ويشبه محللون سياستها بسياسة حزب العدالة والتنمية التركي.
ويُنظر لتونس على نطاق واسع بأنها قصة النجاح الوحيدة في انتفاضات الربيع العربي، بدستور جديد وانتخابات حرة وتقاسم السلطة بين الإسلاميين والعلمانيين.
لكن التقدم السياسي النسبي لم يقابله آخر اقتصادي، إذ يبلغ معدل البطالة حوالي 15%، ما يشكل زيادة قدرها 3% عنه في عام 2010، بسبب ضعف النمو وتدني الاستثمار منذ 2011. كما وصلت معدلات التضخم مستويات قياسية وتراجعت الخدمات العامة بشكل ملحوظ.
من هو الغنوشي؟
وولد راشد الغنوشي في العام 1941 بقرية الحامة بالجنوب التونسي، وهناك تلقى تعليمه الابتدائي، قبل أن ينتقل إلى مدينة قابس، ثم إلى تونس العاصمة، حيث أتم تعليمه في الزيتونة. وانتقل بعد ذلك إلى مصر لمواصلة دراسته، خصوصاً وأنه كان من المعجبين بتجربة الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر القومية. لم يستقر في مصر كثيراً، وانتقل إلى دمشق في سوريا، حيث درس بالجامعة هناك وحصل على شهادته في الفلسفة، وهناك بدأت تتبلور المعالم الأولى لفكره الإسلامي.
في ما بعد انتقل الغنوشي إلى فرنسا لمواصلة الدراسة بجامعة السوربون، وأثناء الدراسة بدأ نشاطه الإسلامي وسط الطلبة العرب والمسلمين هناك، كما تعرف على جماعة التبليغ والدعوة، ونشط معها في أوساط العمال المغاربة.
وفي نهاية الستينيات عاد الغنوشي لتونس وبدأ نشاطه الدعوي وسط الطلاب وتلاميذ المعاهد الثانوية، والذين تشكلت منهم حركة الاتجاه الإسلامي المعروفة بالنهضة.
وفي يوم 30 كانون الثاني/يناير من العام 2011، وبعد سقوط نظام بن علي، عاد الغنوشي إلى تونس وكان في استقباله الآلاف من أنصاره، بعد 22 عاماً قضاها في المنفى.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...