بعد التحقيق في شبهات استغلال واعتداء جنسيين على أطفال في المغرب في ما يعرف بقضية "بيدوفيلات طنجة"، قررت السلطات المغربية في المدينة الواقعة شمال البلاد نقل أطفال ترعاهم جمعية إسبانية إلى دور رعاية أخرى بعد الاشتباه في تورط المسؤولين عن الجمعية في اعتداءات جنسية على قاصرين.
وأوضحت وسائل إعلام محلية أن مديرة الجمعية غادرت المغرب رغم استمرار التحقيقات ووجود شبهات حول تورطها في القضية التي فجرتها منظمة "ماتقيش ولدي" في يونيو/حزيران الماضي.
"ماتقيش ولدي" هي جمعية مدنية مغربية أسستها الناشطة الحقوقية نجاة أنور عام 2004، وتنشط في مجال مكافحة الاعتداء الجنسي على الأطفال والاستغلال الجنسي وزنا المحارم.
وفي أحدث تطورات القضية، أكدت رئيسة "ما تقيش ولدي" نجاة أنور، 8 يوليو/تموز، أن الوكيل العام في طنجة أحال جميع القاصرين الذين كانت الجمعية الإسبانية تؤويهم في مراكز أخرى للرعاية، لافتةً إلى أنه "لم يتم إغلاق الجمعية بعد لأن القرار من اختصاص سلطات وزارة الداخلية".
مشاهير إسبان يغتصبون أطفالاً مغاربة
أضافت في تصريح لموقع "هسبريس" المغربي أن "مشاهير من إسبانيا كانوا يأتون لاغتصاب أطفال مغاربة موجودين في الجمعية التي تعنى بأطفال الشوارع، بينهم نساء".
وأردفت "هناك أستاذة إسبانية كانت على علاقة مع هؤلاء الأطفال ووصل بها الأمر إلى الإجهاض مرتين، ناهيك بوجود قاصر آخر كانت له علاقة مع مسؤولة في الجمعية".
وشددت الناشطة الحقوقية المغربية على أن الواقعة تتعلق بـ "شبكات منظمة" للبيدوفيليا، كانت ترتب هذه الاعتداءات الجنسية "في فنادق كبرى، حيث كان يتم اصطحاب هؤلاء الأطفال إلى المطاعم والحانات".
وتساءلت عن "سبل مراقبة دخول الأطفال القاصرين ودور سلطات مراقبة هذه الأماكن السياحية"، داعيةً المشتغلين في المطاعم والفنادق إلى التبليغ "ولو برسائل مجهولة" عن هذه الممارسات.
وكانت السلطات المغربية قد أوقفت، 18 يونيو/حزيران، الإسباني فيليكس راموس على ذمة التحقيق بتهمة "الاستغلال الجنسي للأطفال والمتاجرة بهم في طنجة ومدن مغربية أخرى".
وأكدت مواقع مغربية وإسبانية تورط مغني الفلامينكو الإسباني الشهير "Rafael Ojeda" الشهير بـ"Falete" في القضية.
وقالت الجمعية في وقت سابق إنها تقدمت بشكوى للوكيل العام في طنجة حول "استغلال جنسي بوضعية صعبة ومتاجرة بأطفال إحدى الجمعيات" من قبل رجل إسباني.
ولفتت الجمعية إلى أنها تلقت استغاثة للمساعدة من أحد المراهقين (19 عاماً) الذين نشأوا في جمعية "Ningun Niño Sin Techo" أو "لا طفل بلا سقف" الإسبانية المعنية برعاية أولاد الشوارع في طنجة، قال إن المتهم اغتصبه ومشاهير أسباناً على مدار 3 سنوات وابتزوه لالتقاط صور في أوضاع معيّنة مقابل أموال، مستغلين حالته الاقتصادية الصعبة حين لم يكن عمره متعدياً الرابعة عشرة بعد، مشيرةً إلى أنها تستند إلى تأكيدات بشأن وقوع اعتداءات مماثلة من ضحيتين أخريين.
"مشاهير من إسبانيا بينهم نساء كانوا يأتون لاغتصاب أطفال مغاربة موجودين في الجمعية التي تعنى بأطفال الشوارع"، شهادة ناشطة مغربية كشفت اللثام عن جرائم بيدوفيليا تورطت فيها جمعية إسبانية لرعاية الأطفال تنشط في المغرب
السلطات المغربية تنقل أطفال شوارع مغاربة كانت تأويهم جمعية إسبانية في طنجة شمال البلاد إلى دور رعاية أخرى بعد اشتباه في تورط مسؤولي الجمعية في اعتداءات جنسية على قُصّر
"سياحة البيدوفيليا"
والبيدوفيليا أو الهوس الجنسي بالأطفال جريمة تكررت في المغرب لاسيما من قبل أجانب، حتى بات البعض يحذر من "رواج سياحة البيدوفيليا والمتاجرة بالأطفال" في البلاد.
ويعاقب القانون المغربي على اغتصاب الأطفال بالسجن من عام إلى خمسة أعوام، وقد يصل في الحالات المشددة إلى 20 عاماً لدى اقترانه بالعنف أو التهديد.
وتتعدد النصوص التي تعاقب كل من يمس الطفل جسدياً أو نفسياً أو جنسياً، منها الفصل 328 والفصل 330، والفصول 421 و409 و480، إلا أن نشطاء وحقوقيين مغاربة يرونها "هزيلة" في مواجهة هذه الظاهرة.
واعتبرت إدانة رجل إنجليزي بالسجن النافذ عشرين عاماً من قبل محكمة استئنافية بمدينة تطوان (غرب البلاد)، في يناير/كانون الثاني عام 2014، بتهمة التغرير بثلاث طفلات واستدراجهن واختطافهن من أجل هتك عرضهن، خطوة في سبيل تشديد العقوبات للقضاء على مثل هذه الجرائم.
وجاء الحكم عقب واقعة العفو الملكي في 31 يوليو/تموز عام 2013 عن مغتصب الأطفال الإسباني دانييل كالفان بعدما هزت الرأي العام المغربي ودفعت مواطنين وحقوقيين مغاربة للنزول للشارع احتجاجاً، للمرة الأولى، على قرار ملكي. وكان كالفان قد حكم بالسجن النافذ ثلاثين سنة لإدانته باغتصاب 11 طفلاً مغربياً قبل استفادته من عفو ملكي قيل لاحقاً إنه وقّع "بالخطأ".
وأفاد إحصاء غير رسمي بوقوع 300 واقعة اغتصاب لأطفال في مدينة مراكش وحدها خلال 2013، ويشير بأصابع الاتهام إلى "عصابات الإتجار بالأطفال وتواطؤ السلطات المحلية مع السياح".
وقبل واقعة كالفان، هزت جريمة بيدوفيليا أخرى المغرب في أبريل/نيسان عام 2005، وتحديداً في مدينة أغادير (جنوب البلاد)، كان بطلها الصحافي البلجيكي فيليب السرفاتي.
وعثر مع السرفاتي آنذاك على قرص مدمج عليه آلاف الصور الجنسية (البورنوغرافية) لعشرات الفتيات القاصرات. ورغم أن إحدى الضحايا أبلغت عنه بعد التقاط صورة لها ونشرها عبر الإنترنت، أفرج عنه في المغرب قبل أن يحكم القضاء البلجيكي عليه بالحبس ثمانية عشر شهراً قيد التنفيذ.
وخرج العشرات من سكان مدينة فاس (شمال وسط البلاد) في يناير/كانون الثاني عام 2018، منددين باعتداء فرنسي (58 عاماً) على أربع قاصرات أعمارهن بين 9 و 13 عاماً. وحمل هؤلاء شعارات مثل: "لا للسياحة الجنسية" و"نطالب بأقصى العقوبة لبيدوفيل فاس" و"هذا عيب، هذا عار، أولادنا في خطر".
لكن جرائم البيدوفيليا في المغرب ليست مقتصرة على الأجانب، إذ تبقى حادثة "سفاح تارودانت" (عبد العالي الحاضي) في العام 2004 من أبشع هذه الجرائم لأنه كان يختار الأطفال المشرّدين في الشوارع، وقد بلغ عدد ضحاياه 8 أطفال.
ويؤكد تقرير حديث للمرصد المغربي الوطني لحقوق الطفل أن 38 % من حالات العنف ضد الأطفال هي "حالات عنف جنسي ونفسي".
وبشكل عام، يعزو خبراء انتشار البيدوفيليا في البلاد إلى الفقر وخشية الضحايا التبليغ خوفاً من الجناة أو ملاحقة العار لهم وضعف القوانين وصعوبة تنفيذ الأحكام.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يوممقال مدغدغ للانسانية التي فينا. جميل.
Ahmed Adel -
منذ 4 أياممقال رائع كالعادة
بسمه الشامي -
منذ أسبوععزيزتي
لم تكن عائلة ونيس مثاليه وكانوا يرتكبون الأخطاء ولكن يقدمون لنا طريقه لحلها في كل حلقه...
نسرين الحميدي -
منذ اسبوعينلا اعتقد ان القانون وحقوق المرأة هو الحل لحماية المرأة من التعنيف بقدر الدعم النفسي للنساء للدفاع...
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعيناخيرا مقال مهم يمس هموم حقيقيه للإنسان العربي ، شكرا جزيلا للكاتبه.
mohamed amr -
منذ اسبوعينمقالة جميلة أوي