على الرغم من عدم توجيه البيت الأبيض دعوات إلى مسؤولين إسرائيليين، لحضور ورشة البحرين في ظل غياب الفلسطينيين عنها، يحضر وفد إسرائيلي من الصحافة والأعمال والمجتمع المدني وبعض السياسيين جلساتها، ويحظون بمعاملة "كبار الزوار” حسب توصيف تايم أوف إسرائيل.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية، من بينها هاآرتس وتايمز أوف إسرائيل، عن "حفاوة بالغة” حظي بها الوفد الإسرائيلي الحاضر في الورشة و”المعاملة الودودة” التي لقيها على حد وصف بعض الصحف الإسرائيلية.
بأذرع مفتوحة
وذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل، الأربعاء 26 يونيو، أنه "على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين المنامة والقدس، فإن الضيوف الإسرائيليين لا يحظون بترحيب في المنامة فحسب، بل يتلقّون معاملة كبار الشخصيات هناك".
وقال مراسل الصحيفة إلى الورشة، رفائيل أهرين: "مجموعة صغيرة من مواطني ما اعتُبر سابقاً العدو الصهيوني يلقون ترحيباً بأذرع مفتوحة في البحرين"، مشيراً إلى دهشته من المعاملة التي يتلقونها هناك.
وعدد أهرين مظاهر "تمييز" الصحافيين الإسرائيليين بالبحرين مثل المساعدة السريعة وغير البيروقراطية لمن واجه منهم مشكلات في تأشيرات الدخول، والانتظار في صالة كبار الشخصيات في حين ينجز مسؤولون بحرينيون أختاماً وإجراءات فور الوصول، والحصول على وثائق تفويض بصفتهم مندوبين داخل الورشة وليس بصفتهم صحافيين كما بقية المراسلين.
كذلك أشار إلى دعوتهم (الصحافيين الإسرائيليين) إلى حضور العشاء الافتتاحي والجلوس في مقاعد لا تبعد عن وزير الخزانة الأمريكي ستيف منوشين، والمستشار الكبير للرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، وولي العهد البحريني سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة، كاشفاً "تقديم وجبات خاصة للذين يتبعون بصرامة قواعد الغذاء اليهودية".
وأردف: "خضنا محادثة مفتوحة ومفعمة بالحيوية مع مستشار ولي العهد لشؤون الاتصالات عيسى بن عبد الرحمن الحمادي، الذي قال إن بإمكاننا أن نسأله أي سؤال، شريطة ألا تكون المحادثة للنشر لأن التطبيع التام بين البلدين لم يحدث بعد".
وأشار المراسل إلى أن الجميع في البحرين عوملوا بود رغم إظهار الهوية الإسرائيلية "حتى سائق التاكسي"، مشدداً "لم يرمقنا أحد بنظرة".
أكبر حدث تطبيعي
ووصفت مراسلة هاآرتس في المؤتمر، نوعا لانداو، ورشة المنامة بأنها "أكبر حدث تطبيع علني تشهده العلاقات الإسرائيلية العربية" مشيرةً إلى "أحاديث ودودة بين رجال الأعمال العرب والإسرائيليين" خلال كوكتيل خالٍ من الكحول بفندق فورسيزونز المنامة.
وبث حساب إسرائيل بالعربية على تويتر، مقابلةً للناشط السعودي لؤي الشريف ظهر خلالها متحدثاً بالعبرية إلى التلفزيون الإسرائيلي من المنامة، كاشفاً عن "عشقه وحبه للغة العبرية".
وقال الشريف: "أحب العبرية بسبب الأنبياء. العبرية هي لسان أنبياء الله مثل الملك دَاوُدَ واشعيا وارميا ودانيال ويوشع".
غناء وهتاف لإسرائيل
ونشرت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة، تسيبي ليفني، صورةً لها وهي تتجول في شوارع العاصمة البحرينية، عبر حسابها على تويتر، معلقةً عليها "الحقيقة أني دعيت لإلقاء محاضرة في مؤتمر آخر حول الشرق الأوسط" تقصد غير "ورشة السلام من أجل الازدهار".
وخارج مقر الورشة، شارك عدد من الإسرائيليين في طقوس بكنيس يهودي بالعاصمة المنامة، وهتفوا راقصين "شعب إسرائيل حي.. تعيش دولة إسرائيل"، وفق ما نشرته مراسلة هاآرتس نوعا لانداو عبر حسابها على تويتر.
أما المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، فنشر عبر حسابه على تويتر، صورةً له من داخل الكنيس القديم بالمنامة، معلقاً عليها "حظيت بفرصة الصلاة هذا الصباح، ودعوت لعائلتي التي أفتقدها ومن أجل السلام". وتداول إسرائيليون مقطع فيديو لصلاته في الكنيس ورقصه.
مراسل القناة (13) الإسرائيلية، رافيد باراك، نشر مساء الاثنين صورة له وهو يحتسي “البيرة”، وغرد على تويتر: “بيرة لبنانية في البحرين.. شرق أوسط جديد”. ونشر صحافي إسرائيلي آخر صورة له وهو يرفع جواز سفره، أمام مقر “الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني” في المنامة من باب التحدي.
توقع سعودي بنجاح "الصفقة"
على هامش الجلسات، تنبأ وزير الدولة السعودي محمد الشيخ، خلال مشاركته في ورشة المنامة، بنجاح الخطة الاقتصادية التي طرحها جاريد كوشنر كبير مستشاري البيت الأبيض "إذا كان هناك أمل في السلام" لأنها تشمل القطاع الخاص.
أكدت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن "الإسرائيليين يعاملون بلطف ويتلقون معاملة كبار الشخصيات في البحرين”...صور لتسيبي ليفني في البحرين وأخرى لصحافي إسرائيلي مع بيرة لبنانية هناك وثالثة لصحافي إسرائيلي شاهراً جواز سفره أمام جمعية مناهضة التطبيع ...ماذا بعد؟
كان واضحاً "تمييز" الصحافيين الإسرائيليين في البحرين، يقول صحافي إسرائيلي متحدثاً عن المساعدة السريعة وغير البيروقراطية لعدد منهم والحصول على وثائق تفويض بصفتهم مندوبين في ورشة المنامة وليس بصفتهم صحافيين كما بقية المراسلين.
وعبّر الوزير عن اعتقاده بإمكان تنفيذ الخطة "إذا آمن الناس بأنها قابلة للتنفيذ"، موضحاً أن السبيل لإقناع الناس بها هو "منحهم الأمل بأنها ستكون مستدامة وباقية وستؤدي إلى الرخاء والتنمية في نهاية المطاف".
وتستهدف ورشة البحرين التي تختتم أعمالها الأربعاء 26 يونيو جمع استثمارات بـ50 مليار دولار، غالبيتها توجّه لتعزيز الاقتصاد الفلسطيني وتحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين خلال السنوات الـ10 المقبلة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين