شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
يريدون البقاء مع داعش...أطفال أيزيديون لا يريدون العودة إلى عائلاتهم

يريدون البقاء مع داعش...أطفال أيزيديون لا يريدون العودة إلى عائلاتهم

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأحد 16 يونيو 201904:14 م

مضت سنوات على خطفهم من حضن أسرهم في سنجار العراقية، حيث شن تنظيم داعش الإرهابي هجمات دموية على تجمعات الأيزيديين في العراق فقتل المئات وأسر المئات نساء وأطفالاً. محاولة استعادة الأطفال الأيزيديين المخطوفين من داعش ليست يسيرة، الصعوبات لا تتعلق فقط بالعثور عليهم بل بإقناعهم بالعودة إلى بيوتهم، بعد أن نشؤوا سنوات في أسر داعشية ونسوا تقريباً أسرهم الحقيقية. معضلة جديدة تضاف إلى مأساة الأطفال الأيزيديين الذين خطفوا وفقدوا ذويهم.

تقرير حديث لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية كشف أن العديد من الأطفال الأيزيديين الذين اختطفوا قبل سنوات من قبل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، يفضلون البقاء مع التنظيم المتطرف على العودة إلى عائلاتهم.

وقال التقرير الذي حمل عنوان "الأطفال الأيزيديون المختطفون الذين لا يرغبون في أن يتم إنقاذهم من داعش" إنه في وقت سابق من الشهر الماضي، وصلت معلومات لأحد القادة الأيزيديين المعني بتتبع أخبار المفقودين المختطفين من قبل داعش قبل خمس سنوات، تفيد بأن فتاتين أيزيديتين، 14 و11 عاماً، تعيشان في خيمة مع امرأة تنتمي لتنظيم داعش في مخيم الهول للاجئين شرقي سوريا، حيث يحتجز عشرات الآلاف من أفراد عوائل مسلحي داعش.

التقرير ذكر أن الزعيم الأيزيدي توجه برفقة حراس أمنيين أكراد إلى الخيمة لإنقاذ الفتاتين، لكنهما رفضتا إنقاذهما من داعش، بكتا بحرقة وطلبتا البقاء مع الداعشية التي يعتبرانها أمهما.

صرخت المرأة بأعلى صوتها قائلة إن الفتاتين ابنتاها وضمتهما إليها لكن رجال الأمن الأكراد فصلا الفتاتين عن المرأة ووضعوهما في شاحنة رغماً عنهما لإعادتهما إلى عائلتيهما في منطقة سنجار شمال العراق.

تحكي الفتاة الأكبر سناً عن الداعشية التي تعتبرها والدتها، والتي تعرّفها باسم أم علي، قائلة: “أحبها أكثر من أمي الحقيقية، لقد عاملتني أفضل مما كانت تعاملني أمي الأصلية، أبي وأمي طلقا ولم يهتما بي، أم علي اعتنت بي من قلبها كما لو كنت ابنتها الحقيقية".

“أفتقد جيش أشبال الخلافة"

الفتاة الكبرى ليست الوحيدة التي قابلتها واشنطن بوست، الصحيفة قابلت طفلاً آخر يبلغ من العمر 15 عاماً كان مجنداً في صفوف جيش داعش الخاص بالناشئة والمعروف باسم "أشبال الخلافة"، الطفل صرح بأنه متأكد من أنه لن يغير أفكاره، مضيفاً أنه يفتقد أصدقاءه في "أرض المعركة".

يقول الطفل: "لم أبك على الإطلاق حين تركت أمي في سنجار، ولكنني بكيت عندما تركت أصدقائي في أرض الخلافة".

وتقول واشنطن بوست إن التصريحات التي حصلت عليها من الأطفال تعبر عن مرحلة جديدة من التحدي الذي يواجه أفراد الطائفة الأيزيدية، والمتمثل في محاولة العثور على نحو 3000 أيزيدي في عداد المفقودين بعد إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش الإرهابي، المئات من المفقودين هم من الأطفال مخبئين لدى عائلات تنتمي لداعش في معسكرات أو بيوت.

بعد سنوات من خطفهم من داعش وتنشئتهم على أفكار متطرفة، يفضل بعض الأطفال الأيزيديين البقاء مع التنظيم المتطرف على العودة إلى عائلاتهم، بسبب "حبهم وتعلقهم بأسرهم الداعشية” بحسب تقرير لواشنطن بوست.

قصص اختطاف 

فُقد نحو 6200 أيزيدي عندما اجتاح مسلحو داعش منطقتهم في جبل سنجار العراقية في أغسطس من العام 2014.

وبحسب واشنطن بوست فإن الأطفال الذين خطفوا من عائلاتهم وهم في أعمار صغيرة، في حاجة إلى الانفصال عن الأسر الداعشية التي انتموا إليها لسنوات، وارتبطوا بها نفسياً، هم بحاجة أيضاً إلى علاج نفسي والخضوع لإعادة تأهيل بسبب هذه التجربة المؤلمة، بعد قضاء جزء غير قليل من حياتهم لدى عائلات مسلحين.

هؤلاء الأطفال حصلوا على أسماء وعائلات جديدة بالإضافة إلى دين جديد أيضاً، تقول الصحيفة مؤكدة أن عدداً منهم نسوا لغتهم الكردية الأصلية وباتوا يتحدثون اللغة العربية، لكن الأخطر أن معظمهم تربى على الأفكار المتطرفة التي زرعتها داعش في عقولهم لسنوات.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image