شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
صفحات من القرآن في المراحيض..ماذا يحدث للمساجد في ألمانيا؟

صفحات من القرآن في المراحيض..ماذا يحدث للمساجد في ألمانيا؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 15 يونيو 201902:53 م

صور بمئات الصفحات من القرآن الكريم محشورة داخل المراحيض، ونسخ من القرآن ممزقة ملقاة في الحمامات وصور أخرى لزجاج نافذة قاعة صلاة مهشمة بفعل حجر كبير ألقي عليها وانتهى على سجاد الصلاة، هذه المشاهد تدوالها مسلمون ألمان ومواطنون ألمان من معتقدات مختلفة اليومين الماضيين بعد استهداف متطرفين قاعة صلاة للمسلمين في مدينة كاسيل بولاية هاسين الألمانية.

 السلطات الألمانية لم تكشف بعد هويات المخربين لكن في حالات مماثلة تعرض فيها مسلمون ومساجد لهجوم، قالت السلطات إن الجناة كانوا من اليمين المتطرف.

وفي مارس الماضي، دعت الجالية المسلمة في ألمانيا إلى تشديد الأمن والحراسة حول المساجد بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا وأودى بحياة 50 شخصا. وقال أيمن مزيك، رئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا (يضم 35 جمعية ومنظمة مسلمة) حينذاك إن الوجود الظاهر للشرطة حول المساجد سيساعد على ردع الهجمات المحتملة من جانب المتطرفين. وأكد: "سيكون لهذا أيضًا معنى رمزيا"، مضيفا أن الجالية المسلمة ستشعر أن "الدولة والمجتمع يتحملان مسؤولية أمنهم".

تركيا  التي تعتبر جاليتها في ألمانيا أكبر جالية أجنبية ومسلمة هناك، أدانت يوم 12 يونيو الجاري الاعتداءات المتكررة على دور عبادة المسلمين في ألمانيا، وأعربت خارجيتها عن قلقها حيال تزايد الهجمات والاعتداءات في الفترة الأخيرة على مساجد الجالية المسلمة في بعض دول أوروبا الغربية، وعلى رأسها ألمانيا.

وقالت الخارجية التركية في بيانها إن تصاعد معاداة الإسلام وكراهية الأجانب بشكل مستمر إلى مستويات مقلقة، جعلها قضية تستدعي إيجاد حل فوري لها، محملة الدولة مسؤولية حماية حرية التعبد وقدسية دور العبادة.

أنقرة طالبت بمحاسبة منفذي الهجمات التي تحال إلى السلطات الأمنية، وضمان الحماية الكاملة للمساجد، من أجل منع وقوع حوادث أخطر في المستقبل.

مئات الجرائم ضد مسلمين 

وبحسب ما أعلنته وزارة الداخلية الألمانية في وقت سابق، شهدت ألمانيا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2019، 132 اعتداء ضد المساجد والمسلمين، وأوضحت الوزارة أن الهجمات تضمنت الإساءة للمسلمين وإهانتهم، والإضرار بممتلكاتهم، وكتابة عبارات مسيئة على مبانيهم.

وكانت صحيفة "نيوا أوسنابروكر تسايتونغ" الألمانية، قد نقلت عن الداخلية الألمانية تأكيدها في ردها على مساءلة برلمانية من الحزب اليساري الألماني، أن هناك 4 أشخاص أصيبوا نتيجة تلك الهجمات، مرجحةً أن يكون العدد الحقيقي للهجمات أعلى من ذلك، بسبب الإبلاغ المتأخر عن الهجمات.

ويقول مسؤولون ألمان إنه في عدة حالات لا يبلّغ المسلمون الذين يتعرضون لاعتداءات بما تعرضوا له. 

وفي الربع الأول من العام 2018، سُجلت 196 جريمة ضد المسلمين في ألمانيا، في حين بلغ عدد الجرائم ضد المسلمين خلال العام بأكمله 824 جريمة.

ونقلت الصحيفة الألمانية عن البرلمانية في الحزب اليساري الألماني، أولا يلبكه، قولها إن انخفاض عدد الجرائم ضد المسلمين لا يعني انخفاض الخطر، مشددة على ضرورة الحزم في مواجهة العنصرية بجميع أشكالها.

وعلى سبيل المثال، تعرض مسجد "يونس إمره" الذي يشرف عليه اتحاد الأتراك الأوروبيين، في مدينة كاسيل، لاعتداء بقنابل المولوتوف في مارس من العام 2018، أسفر عن أضرار مادية في المسجد الكائن ضمن مبنى مركز محسن يازجي أوغلو الثقافي.

مشاهد ملتقطة عبر كاميرات المراقبة الموجودة على أطراف المسجد، بينت ضلوع 4 أشخاص في الاعتداء، وهي المشاهد التي سُلّمت إلى الجهات الأمنية، بحسب إدارة المسجد.

صفحات من القرآن الكريم ألقيت في مراحيض قاعات صلاة للمسلمين في مدينة كاسيل الألمانية هذا الأسبوع. مشاهد ليست الأولى من نوعها فهذا الاعتداء هو واحد من بين 132 اعتداءً استهدفت المساجد في ألمانيا خلال ثلاثة أشهر فقط من عام 2019. 

تلطيخ مساجد بدم الخنزير

أما في ما يتعلق بالهجمات التي تعرض لها مسلمو ألمانيا ومساجدها في العام 2017، تقول الداخلية الألمانية  إن عددها 950 على الأقل. وجاء في رد الوزارة على طلب إحاطة من الكتلة البرلمانية لحزب اليسار أن 33 شخصاً أصيبوا خلال هذه الهجمات.

وبحسب ما أعلنته الداخلية، فإن السلطات سجلت العام 2017 نحو 60 هجوماً وعمليات تلطيخ وتدنيس باستخدام دم خنازير على المساجد وقاعات الصلاة.

ومن بين الجرائم التحريض ضد المسلمين أو اللاجئين المسلمين على الإنترنت (تعليقات الكراهية على الإنترنت)، وخطابات تهديد واعتداءات على نساء يرتدين الحجاب أو رجال مسلمين في الشوارع، بالإضافة إلى إلحاق أضرار مادية بمنازل ومساجد وتلطيخها بعلامات نازية.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image