ينطلق في مكة المكرمة في السعودية الاثنين 27 مايو، المؤتمر الدولي حول القيم الوسطية والاعتدال في الإسلام، في وقت تعتقل فيه المملكة رجال دين بعضهم انتقد الفكر الوهابي وحمله مسؤولية التشدد في السعودية.
ونقلت وسائل إعلام سعودية عن محمد العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، قوله إن تنظيم المؤتمر يأتي في إطار العمل الإسلامي المشترك، "الهادف لتعميق الوئام والتعاون بين علماء الأمة الإسلامية لتحقيق التطلعات والأهداف المشتركة".
وبحسب العيسى، فإن المؤتمر يعقد برعاية الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وتشرف على تنظيمه رابطة العالم الإسلامي، مضيفاً أن مجموعة كبيرة من العلماء والمفتين والمفكرين وكبار المسؤولين من مختلف الدول العربية والإسلامية ستشارك في أعمال المؤتمر.
وقالت صحيفة الشرق الأوسط السعودية، إن المؤتمر “سيبحث تداعيات وآثار الجهل على مفاهيم الوسطية الدينية في الإسلام"، إلى جانب بحث النهج النبوي في الوسطية والاعتدال، وموضوع "القيم الأخلاقية والإنسانية في الهدي النبوي".
وأكدت الصحيفة السعودية أن المشاركين في المؤتمر سيناقشون الاعتدال والوسطية في التاريخ الإسلامي والتراث الفقهي، والخطاب الوسطي ومتغيرات العصر، وموضوع "الاختلاف وثقافة الاعتدال"، و"تجارب وبرامج العمل لتعزيز الوسطية بين الشباب".
وتستمر أشغال المؤتمر 4 أيام وستُعلن في ختامه "وثيقة مكة المكرمة" حول القيم الوسطية والاعتدال في الدين الإسلامي.
بن سلمان والاعتدال
وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، قد أعلن أثناء مشاركته في "مبادرة مستقبل الاستثمار” في الرياض العام الماضي رداً على سؤال بشأن النهج الأكثر انفتاحًا الذي تتخذه السعودية في الآونة الأخيرة: "إن السعودية لم تكن كذلك (متشددة) قبل العام 1979.. السعودية والمنطقة كلها انتشر فيها مشروع صحوة بعد عام 1979، لأسباب كثيرة ليس من مجال اليوم ذكرها، فنحن لم نكن بهذا الشكل في السابق”. كما أعلن ولي العهد السعودي يومها أن المملكة سوف تدمر أصحاب الأفكار المتطرفة فوراً، مشيراً إلى أن بلاده تسعى للعودة إلى "الإسلام الوسطي المعتدل".
والصحوة هي تيار إسلامي ظهر أواخر الثمانينيات من القرن الماضي وأبرز رموزه سلمان العودة وعائض وعوض القرني. واصطدم التيار مع السلطات السعودية في منتصف التسعينيات بعد مطالبة أبرز رموزه بوقف التعاون العسكري مع الولايات المتحدة إبان حرب الخليج الثانية.
وفي مايو الجاري، اعتذر الداعية الإسلامي الدكتور عائض القرني باسم «الصحوة» للمجتمع السعودي عن الأخطاء التي «خالفت الكتاب والسنة، وخالفت سماحة الإسلام، وخالفت الدين الوسطي المعتدل».
وشهدت السعودية منذ تولي الأمير الشاب محمد بن سلمان منصبه ولياً للعهد سلسلة من الأنشطة الموسيقية والترفيهية غير المسبوقة، وبينها إقامة حفلات لفرق ومغنين غربيين. ويقول الإعلام المقرب من النظام السعودي إن هذه الأنشطة تعبر عن انفتاح اجتماعي متسارع في المملكة، وبينها السماح للمرأة بقيادة السيارة وفتح دور السينما.
تستضيف السعودية مؤتمراً دولياً حول "القيم الوسطية والاعتدال" في الإسلام المعروف بـ "مؤتمر مكة” في وقت تُتهم المملكة باعتقال رجال دين انتقدوا الفكر الوهابي على غرار حسن بن فرحان المالكي الذي انتقد الوهابية وحمّلها مسؤولية التشدد في السعودية.
إعدامات
وقال تقرير لمنظمة العفو الدولية، صدر في أبريل الماضي، إن السعودية من أكثر خمس دول في العالم تنفيذاً لعقوبة الإعدام في العام 2018. وأعدمت السعودية في أبريل الماضي 37 مواطناً معظمهم شيعة بعد أن حاكمتهم بتهم الإرهاب فيما تقول منظمات دولية إن اعترافاتهم انتزعت تحت التعذيب وإن من بينهم قصر، وقامت السلطة بصلب أحدهم.
كما تتهم السعودية باعتقال رجال دين بسبب نقدهم الأفكار الوهابية المتشددة التي سيطرت على المملكة لسنوات طويلة، مثل الشيخ حسن بن فرحان المالكي، وهو باحث ومفكر سعودي اعتقل في العام 2017، ومنعت مؤلفاته من التداول في السعودية، بتهمة أن فكره "يمس الثوابت ويسبب الفتنة وينتقد الصحابة". كما اعتقلت السلطات ابنه بعد أن غرد في تويتر بشأن اعتقال أبيه.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين