أعلنت السلطة الفلسطينية، مساء الأربعاء، رسمياً مقاطعة المؤتمر الاقتصادي المزمع عقده في البحرين الشهر المقبل للكشف عن الجزء الأول من "صفقة القرن" التي تعدّها الإدارة الأمريكية لحل النزاع الفلسطيني/الإسرائيلي، مقاطعة السلطة الفلسطينية تلتها مقاطعة رجال الأعمال الفلسطينيين أيضاً.
والأحد 19 مايو، أعلنت البحرين والولايات المتحدة تنظيم ورشة عمل اقتصادية بعنوان "من السلام إلى الازدهار" في المنامة يومي 25 و26 يونيو/ حزيران المقبل، للكشف عن الجوانب الاقتصادية لخطة السلام المعروفة باسم “صفقة القرن” التي طال انتظارها.
السلطة الفلسطينية: لم نفوض أحداً
وفي بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، في ساعة متأخرة من ليل الأربعاء، شددت السلطة الفلسطينية على أن أحداً لم يستشرها بشأن المؤتمر الاقتصادي وأنه لا يحق لأي طرف التفاوض بالنيابة عنها.
ونقلت وفا عن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات قوله "قررنا عدم المشاركة في المؤتمر الذي اقترحت الإدارة الأمريكية عقده في المنامة بأي شكل من الأشكال".
ولفت عريقات في بيانه إلى أن "من يريد الدفاع عن مصالح الشعب الفلسطيني عليه أن يدعم موقف الإجماع الفلسطيني ممثلاً بموقف الرئيس محمود عباس، واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والفصائل والحركات الفلسطينية كافة، والشخصيات الوطنية والقطاع الخاص".
وأضاف: "نُثمن عالياً هذا الإجماع الفلسطيني بالانتصار لحقوقنا الوطنية المشروعة".
وكانت صحيفة القدس الفلسطينية، نقلت عن "مصادر مطلعة"، الأربعاء، أن جهوداً كبيرة تبذلها أطراف عربية ودولية لإقناع القيادة الفلسطينية بالمشاركة في المؤتمر.
أجمع الفلسطينيون، سلطةً ورجال أعمال، على مقاطعة ورشة العمل الاقتصادية التي تنظمها الإدارة الأمريكية في العاصمة البحرينية المنامة يومي 25 و26 يونيو/حزيران المقبل للكشف عن الجزء الأول من صفقة القرن.
رجال الأعمال يقاطعون
ورغم أن البيت الأبيض لم يحدد، حتى الآن، تفاصيل بشأن المدعوين للمشاركة في المؤتمر، فإن عدداً من رجال الأعمال الفلسطينيين البارزين قالوا إنهم رفضوا دعوات لحضوره.
وأوضح عرفات عصفور، رئيس مجلس إدارة مركز التجارة الفلسطيني (بال تريد)، الذي يضم أكثر من 300 رجل أعمال في الضفة الغربية وغزة، أن المشكلات السياسية التي لم يتم حلها، مثل القيود الإسرائيلية المفروضة على حركة البضائع والأفراد في الأراضي المحتلة، هي التي تحول دون الاستثمار الأجنبي منذ فترة طويلة.
وأشار إلى أن مركزه رفض الذهاب إلى البحرين متسائلاً "كيف تنتظر أن يستثمر الناس في فلسطين إذا كانوا لا يستطيعون الدخول؟ إذا كانوا لا يملكون السيطرة، ولا يتوافر لديهم إطار العمل القانوني، وبيئة الأعمال، لحماية أنشطتهم؟".
وعبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، كتب رئيس شركة المشروبات الوطنية الفلسطينية زاهي خوري "البيت الأبيض يهين الفلسطينيين من خلال التحدث عن مستوى معيشتهم قبل تلبية تطلعاتهم الوطنية"، واصفاً ذلك بأنه أشبه بـ"تجميل أظافر امرأة خلال خنقها".
وقال رجل الأعمال الفلسطيني الأمريكي المعروف بشار المصري "وجهت لي دعوة للحديث عما يسمى مؤتمر السلام من أجل الازدهار في المنامة، لكنني لن أشارك، ولن يشارك فيه أي ممثل عن شركاتنا"، مردفاً "لن نتعامل مع أي حدث خارج عن الإجماع الوطني الفلسطيني، ونحن الفلسطينيون قادرون على النهوض باقتصادنا بعيداً عن التدخلات الخارجية".
ويقاطع الفلسطينيون جهود الإدارة الأمريكية لإحلال السلام منذ اعتراف الرئيس دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر/كانون الأول 2017.
كما يتمسكون بإعلان القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية، ويرفضون خطة السلام الأمريكية المقترحة، متهمين إدارة الرئيس دونالد ترامب بالانحياز لمصلحة إسرائيل.
وسبق أن أشار المسؤولون الأمريكيون إلى أن مؤتمر المنامة قد يخرج بتعهّدات لاستثمارات كبيرة للضفة الغربية وغزة، من دون التركيز على القضايا السياسية في جوهر النزاع الفلسطيني/الإسرائيلي.
في سياق متصل، أعلنت السعودية والإمارات، الثلاثاء 21 مايو، مشاركتهما في المؤتمر الاقتصادي الذي تعقده الإدارة الأمريكية في البحرين. كما أكدت إسرائيل مشاركتها فيه.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...