انتشر في الأيام الأخيرة فيديو تظهر فيه امرأة تغنّي في إحدى القرى السياحية في إيران (أَبيانه) الواقعة في محافظة أصفهان والتابعة لمدينة نَطَنْز، بين حشدٍ من السيّاح، مبتهجين بغنائها ويصفقّون على إيقاع نغماتها. وتمّ تداول هذا الفيديو كثيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، فاعتبره كثير من مستخدمي هذه المواقع من الإيرانيين "من جماليات إيران".
لكنّه ومقابل هذا الترحيب الافتراضي أثار الأمرُ غضبَ السلطات الإيرانية وقامت بملاحقتها. وأعلن المدعي العام لأصفهان عن تشكيل ملفّ لها.
وقالت وكالات الأنباء في إيران بأن هناك فريقاً سياحيّاً من مدينة شيراز كان قد زار قرية "أبيانه" التاريخية، فقامت إحدى النساء من أعضاء هذا الفريق بالغناء.
وأعلن المدعي العام لأصفهان علي أصفهاني يوم 21 مايو أنه قد تمّ تشكيل الملفّ لهذا الأمر وفق تقرير الشرطة الأمنية وأن المحكمة تتابع الموضوع، وتابع: هناك شخص وعدد آخر وراء هذه المشاغبات، وإن الشخص الرئيسي ملاحق من قبل السلطة القضائية لمدينة نَطَنْز.
غناء المرأة غير مسموح به في إيران، ففي الوقت الذي يسمح لها أن تعزف أو تغنّي ضمن مجموعة من الأصوات، إلا أنه لا يسمح لها أن تغنّي كصوتٍ وحيد!
كما أن روح الله أميني، إمام جمعة هذه المدينة، أدان هذا الفيديو واعتبره "حركة وقحة"، وصرّح: أي شخص شهم ومتديّن يسمح أن تنتهك الأحكام الإلهية، مهما كان المنتهك؟!
وقد أُغلقت صباح يوم الخميس 23 مايو، صفحاتُ بعض المطربين والعازفين الإيرانيين. وتظهر الرسائل الظاهرة على الصفحات المغلقة لهؤلاء الفنانين أنهم قد اضطروا إلى إغلاق صفحاتهم بأمرٍ من السلطة القضائية. والسبب المذكور هو "نشر موادَّ إجرامية" على هذه الصفحات، وقد أُمرَ بعض منهم بالمثول أمام الشرطة لإبداء "بعض من التوضيحات".
أدان إمام الجمعة هذا الفيديو واعتبره "حركة وقحة"، وصرّح: أي شخص شهم ومتديّن يسمح أن تنتهك الأحكام الإلهية، مهما كان المنتهك؟!
ومن ضمن هؤلاء الفنانين الذين أغلقت صفحاتهم الانستغرامية: "مِهرداد مهدي"، "آسو كوهْزادي" و"نغمة مرادآبادي"، وهم مطربون كانوا يعزفون في شوارع طهران.
ونشرت وكالات الأنباء في إيران أنه قد تمّ منع دخول العازفات إلى برنامج خاصّ بحفل خيريّ في محافظة قزوين.
وقال منتج هذا المشروع، أحمد شكري: "هذه الفرقة هي أفضل فرقة للموسيقي التقليدية في محافظة قزوين، وكان أعضاؤها قد حضروا القاعة من أجل إقامة حفل موسيقي غير ربحي ودون مقابل مالي، لكنه، وفي منتصف البرنامج، تمّ منع صعود العازفات إلى المنصة بأمر من موسى خاني، رئيس الجامعة الأهلية لمحافظة قزوين".
وأضاف: "إنهم حتى لم يسمحوا للعازفات أن يجلسن في القاعة مع الجمهور، ولذلك ترك كثيرٌ من الفنانين القاعة اعتراضاً على ذلك".
غناء المرأة غير مسموح به في إيران، ففي الوقت الذي يسمح للمرأة أن تعزف أو تغنّي ضمن مجموعة من الأصوات، إلا أنه لا يسمح لها أن تغنّي كصوتٍ وحيد!
وقد أعلن المدعي العام لمحافظة أصفهان قبل بضعة أيام أن ركوب الدرّاجات في الاماكن العامة من قبل النساء "حرام" و"ممنوع"، ما أثار انتقادات كثيرة، وجاء ذلك بعد أن خُصّصت بعض الطرق مؤخراً لركوب الدراجات سواء للرجال والنساء في طهران وبعض المدن الإيرانية كأصفهان.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...