قام البابا فرنسيس، الخميس، بتقبيل أقدام رئيس جنوب السودان سلفا كير، ونائبه (خصمه السابق) ريك مشار وقادة آخرين، متوسلاً إليهم إحلال السلام في البلد الأفريقي الذي عانى طويلاً من ويلات الحرب الأهلية التي أزهقت 400 ألف شخص.
جاء ذلك في ختام الخلوة الروحية للقادة الكنسيين والمدنيين من جنوب السودان، حيث شارك قادة البلد الأفريقي في "مبادرة مسكونية ودبلوماسية" بالفاتيكان لتوفير فرصة للتأمل والصلاة واللقاء والمصالحة بينهم بهدف العمل من أجل مستقبل سلام ورخاء لشعبهم، استمرت يومَي 10 و11 أبريل/نيسان الجاري.
وشهد العام 2013 اندلاع خلاف بين الرئيس سالفا كير وخصمه زعيم المعارضة السابق ريك مشار، وهذا ما تطور إلى حرب أهلية راح ضحيتها 400 ألف شخص. وكان الفريقان وقعا العام الماضي اتفاق سلام أنهى الحرب.
قبَّل البابا فرانسيس أقدام رئيس جنوب السودان سلفاكير ونائبه (خصمه السابق) ريك مشار، متوسلاً إليهما إحلال السلام في البلد الأفريقي الذي فقد 400 ألف شخص بسبب الحرب الأهلية بينهما.
وصفت الفنانة نانسي عجرم البابا فرانسيس بأنه "بابا السلام والمحبة والتواضع"، واعتبرته الفنانة أليسا "قديساً ومثل المسيح".. كيف تصفونه انتم؟
بابا المحبة والتواضع
وفي إجراء غير معتاد، قبل البابا (82 عاماً) أقدام زعيمي الحرب السابقين في جنوب السودان، بالإضافة إلى رئيسة الحكومة ريبيكا دي مابيو، وحث الجميع على تنحية الخلافات جانباً والعمل من أجل السلام، قائلاً: "أطلب منكم كأخ أن تعيشوا في سلام. أطلب منكم من صميم قلبي أن نمضي إلى الأمام".
أضاف أن السلام ممكن، مشيراً إلى أنه عطية كبيرة من الله وثمرة لالتزام البشر بالحوار والتفاوض والغفران. وحث البابا القادة على البحث عما يوحدهم بدءاً من الانتماء إلى الشعب نفسه، لتخطي ما يفرقهم، لافتاً إلى أن الناس تعبوا من حروب الماضي.
ونال تصرف البابا استحساناً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتعاطف الكثيرون مع أنفاسه التي تصاعدت وهو يعاني في الانحناء لتقبيل الأقدام، وهدفه النبيل مما فعل.
وعلقت الفنانة اللبنانية نانسي عجرم عليه قائلةً: "قبل أقدامهم راجياً السلام..بابا المحبة والتواضع والسلام". ووصفته الفنانة اللبنانية إليسا بأنه "قديس ومثل المسيح".
دأبه السلام..
ولد البابا فرانسيس، البابا 266، في الأرجنتين في 17 ديسمبر/كانون الأول عام 1936. ويعد أول بابا من أمريكا اللاتينية وأول يسوعي يصل إلى رأس الكنيسة الكاثوليكية.
ويعتبر البابا فرانسيس محافظاً وإصلاحياً في الوقت نفسه، إذ يعد أرثوذكسياً في القضايا المتعلقة بالجنس، وليبرالياً في القضايا الخاصة بالعدالة الاجتماعية. كما يوصف بأنه "متواضع في كل شيء".
واشتهر البابا فرنسيس بدعوته الدائمة للسلام. ففي مايو/أيار 2014، زار الشرق الأوسط وأكد على حق الشعب الفلسطيني في أن يكون له وطن مستقل يتمتع بالسيادة. كما ندد بالعنف الناجم عن الحرب السورية، ومن أبرز ما قاله بهذا الشأن: "الحرب تؤدي إلى الحرب، وﻻ يمكن أن يؤدي العنف إلى السلام".
كذلك، رفض البابا الربط بين الإسلام والإرهاب. وقال في أغسطس/آب 2016: "لا أعتقد أنه من الصواب الربط بين الإسلام والعنف".
ليس هذا فحسب، بل دأب خلال رحلاته الخارجية في الدعوة للحوار بين الأديان وإدانة العنف باسم الدين. وزار سبعة بلدان ذات أغلبية مسلمة، ودخل سابقاً مساجد في تركيا والأردن ومصر وبنغلادش وأذربيجان وفلسطين والمغرب.
يحسب للبابا فرانسيس أيضاً أنه أول بابا يتخذ إجراءات بشأن قضايا التحرش الجنسي، إذ أكد أن التحرش بالأطفال جريمة يحاسب عليها قانون الفاتيكان.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...