من خلال هذه الكاريزما القويّة التي يتمتّع بها، شكّل "خوليو إغليسياس" حالةً استثنائيّةً في العالم أجمع، "إيفوريا"(Euphoria) وصلت لحدّ الهوس والإدمان، ولم تتمكّن السنوات وبعض التجاعيد التي ظهرت على وجهه من أن تطفئ نجمه، فبقي رسول الحبّ بين العاشقين والشريك "الثالث" في العلاقات العاطفيّة، وأحياناً في سرير الأزواج.
لم يصعد إغليسياس سلّم النجومية دفعةً واحدةً، فالكثيرون يجهلون أن هذا الفنان العالمي بدأ مشواره الغنائي عن طريق الصدفة، وبفضل جاذبيّته أصبح المغنّي اللاتيني، فارسَ أحلام الفتيات في فترة الثمانينيات وأوائل التسعينيات، بحيث يكاد يندر، خلال تلك الفترة، وجود منزلٍ أو سيارةٍ، لا تحوي أشرطةٍ وكاسيتات تضمّ أجمل ما غنّى للمرأة والحب: Vous les femmes، Viens m’embrasser، Les Derobades، j’ai besoin de toi...
لعلّ الحفلات التي قام بها "خوليو"من حول العالم هي خير دليلٍ على شعبيّته الهائلة: زحفٌ نسائي بامتياز، صرخات وتأوهات أشبه بالوصول إلى النشوة الجنسيّة، محاولاتٌ مضنية من قبل المعجبات للوصول إليه ومعانقته، أو على الأقل لمس ثيابه، أو خطف قبلةٍ طائرةٍ من ثغره.
شكّل "خوليو إغليسياس" حالةً استثنائيّةً في العالم أجمع، "إيفوريا" وصلت لحدّ الهوس والإدمان
فلسفته في الحياة
يمكن إختصار حياة "خوليو إغليسياس" بثلاث كلمات: الغناء، النساء والنبيذ الأحمر.
يبدو أن مشوار النجاح الذي ساره "إغليسياس" جعله في عطشٍ دائم للنبيذ، وهو المشروب الكحولي الذي لطالما أعرب عن عشقه له:" النبيذ الأحمر هو الحياة نفسها، الحياة الوحيدة التي بوسعكم تخزينها في زجاجة"، وفق ما قاله في إحدى مقابلاته، مضيفاً: "لكي تحبّوا النبيذ الأحمر، عليكم أن تتبعوا نهجاً صحيّاً في الحياة".
ولعلّ النهج الذي سار عليه هذا الفنان العالمي هو إغواء النساء وإيقاعهنّ في شباكه، خاصة في حفلاته الغنائيّة، بحيث يبرز هذا "الولع" في تصرّفات المعجبات وصراخهنّ وتصريحاتهنّ المثيرة للدهشة: أحبّك أكثر مما أحبّ زوجي، أريد أن أنجب أطفالاً منك.
وبالرغم من أن "خوليو" لم يتقدّم للزواج في حياته إلا من امرأتين: إيزابيل بريسل التي تنحدر من عائلةٍ فلبينيةٍ عريقةٍ، والتي انفصل عنها وتزوّج حبيبته "ميراندا ريجنزبيرغر" في العام 2010 ، إلا أن الحديث عن علاقاته مع النساء لا تعدّ ولا تحصى، فقد كشفت صحيفة "الموندو" الإسبانيّة عن بعض السيدات اللواتي كان يواعدهنّ "إغليسياس" ويحتفظ بأسمائهنّ وأرقام هواتفهنّ في دفتر غراميّاته، ومن بينهنّ زوجة "الفيس بريسلي"، وجيهان السادات ابنة الرئيس المصري الأسبق أنور السادات، الذي كانت تربطه به علاقة صداقة قوية.
وأوضحت الصحيفة أن "الفريدو فرايلي"، وهو مدير أعمال إغليسياس، يحتفظ بدفتر غراميّات الفنان العالمي، زاعماً أن هذا الأخير كان يستخدم المنشّطات الجنسيّة.
لطالما ارتبطت صورة إغليسياس بالجنس، وانتشرت المزاعم التي تفيد بأنه كان "مهووساً" في العلاقات الجنسيّة، اذ يُقال بأنه مارس الجنس مع أكثر من 3000 امرأة، ويمارس الجماع مرّتين في اليوم، غير أن "خوليو" ردّ على هذه الأقاويل بطريقةٍ ساخرة:" كان ذلك في العام 1979، لذلك لم يأخذوا في الحسبان باقي السيّدات"، هذا وأكّد الفنان العالمي في تصريحٍ آخر له أنه تخلّى عن مغامراته الجنسيّة والخرافات التي كان يؤمن بها حين كان في الرابع والعشرين من عمره:" لقد كنت أعتقد بأنه لا يمكنني أن أعتلي خشبة المسرح اذا لم أمارس الجنس أوّلاً".
يُقال بأن إغليسياس مارس الجنس مع أكثر من 3000 امرأة
مسيرة نجاح
يبدو أن القدر قد تدخّل ليفرض اسم "خوليو إغليسياس" على الساحة الفنيّة، فبعد أن انخرط في عالم الرياضة، وتحديداً في صفوف كرة القدم، حيث لعب كحارس مرمى في الفريق الشهير ريال مدريد، تعرّض "إغليسياس" لحادث سيرٍ قوي قلب حياته رأساً على عقب، إذ أصيب بالشلل لمدّة عامين، فتوقف عن ممارسة الرياضة واتجه إلى مجالٍ آخر: العزف على الغيتار واللعب على وتر النساء بطبيعة الحال.
من هنا بدأ صاحب أغنية "je n’ai pas changé"، بتأليف بعض الأغاني الرومانسيّة، وفي العام 1968 دخل "إغليسياس" في مسابقةٍ للغناء وكتابة الأغاني في إسبانيا، وفاز بها، فوقّع عقداً وأصدر بعدها ألبومه الأول في البلدان الناطقة باللغة الإسبانيّة.
وسرعان ما أصبح خوليو واحداً من أشهر المطربين رومانسيةً في العالم، وأُطلق عليه لقب "عاشق النساء"، كما حطّم الأرقام القياسيّة للمبيعات مع أكثر من 300 مليون نسخة من ألبوماته، مما يجعله أكثر فنان إسباني بيعت ألبوماته عبر التاريخ، وفي العام 1983 قامت "غينيس" بمنحه القرص الماسي الوحيد الذي سبق أن منحته هذه الشركة، بعد أن قام بالغناء ب 20 لغة، من بينها لغة الماندرين، الصينيّة، الفلبينيّة، البهاسا والإندونيسيّة.
بعد أن فاقت ثروته حجم ثروة العديد من البلدان، اهتمّ "خوليو" بعالم البزنس والأعمال التجاريّة، فهو صاحب جزء من منتجع "بونتا كانا" في جمهورية الدومينيكان، كما أنه قام بتطوير ملاعب الغولف والفنادق في العديد من البلدان، وفي إحدى المرّات طرح "إغليسياس" أحد منازله الواقعة على جزيرة حصريّة قبالة ساحل فلوريدا، للبيع، وعندما لم يحصل على السعر الذي وضعه (25 مليون دولار أميركي) قام بهدم المنزل واشترى البيت المجاور له.
الوهج المستمرّ
بالعودة إلى مشواره الفني، زار "إغليسياس" العديد من البلدان الأجنبيّة والعربيّة، فكانت له محطات مميّزة في لبنان، مصر، الأردن، دبي وسوريا، حيث غنّى للحب وللسلام أيضاً.
وبالرغم من تقدّمه في العمر، لا يزال "خوليو إغليسياس" (75 عاماً) يحرص على القيام بجولةٍ غنائيةٍ في جميع أنحاء العالم، بحيث أنه من المقرّر أن يزور قريباً المكسيك، بلجيكا والمملكة المتحدة ، أما السرّ الكامن وراء استمرارية نجوميّته على مدى هذه السنوات الطويلة، يتلخّص بكلمةٍ واحدة: الحب.
يقول "خوليو":" بغضّ النظر عمن تكون، هناك مكانٌ صغيرٌ في قلبك للموسيقى المفعمة بالحب، خلال حياتي، كتبت مئات الأغاني الرومانسيّة، يظنّ الناس أنني ولدت والغيتار بيدي، لكنني في الحقيقة كنت سأصبح محامياً ولاعب كرة قدم، ولكن بعد ذلك تعرّفت على الغيتار وكنت شخصاً إيجابياً، فكان من المنطقي أن أغنّي للحب. لقد كنت أغازل الحياة كل يوم، لذلك أتت أغاني الحب بشكلٍ طبيعي، وما زلت أكتب أغاني الحب حتى يومنا هذا. لماذا؟ لأنني ولدت بهذه الطريقة".
أما عن قرار الاعتزال فيردد "إغليسياس" دوماً بأنه في حال توقّف عن الغناء، فإن جسده قد يعيش إنما روحه ستموت:"حياتي هي الغناء... لن أتخلّى عن الغناء لحين أن يقول لي الناس كفى. آمل أن يحصل ذلك بعد فترةٍ طويلةٍ"، ولحين أن تأتي هذه اللحظة، يسأل بعض الرجال الغيارى: هل ستُشفى النساء يوماً من مرضٍ اسمه "خوليو إغليسياس"؟.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...