شرعت عدة مطاعم مصرية شهيرة منذ مدة في تقديم "وجبات الصيام" بمكونات نباتية للمسيحيين خاصة بفترة الصوم الأكبر، لكن البعض يرى أنها تفقد الصيام “جوهره” فيما دافع آخرون عن الفكرة.
وبينما أقدمت المطاعم على بيع هذه الوجبات من منطلق تجاري بحت ورغبةً في زيادة مبيعاتها، احتد الجدل على أساس ديني بين مدافعين عن الوجبات ومعارضين لتقديمها.
مع أم ضد ؟
نشر المفكر القبطي كمال زاخر، مؤسس التيار العلماني المسيحي، عبر حسابه على فيسبوك، الاثنين 1 أبريل/نيسان، صورةً لإعلان أحد المطاعم الشهيرة عن "شاورما صيامي"، مصنوعة من فول الصويا، معلقاً عليها "الصيام خرج ولم يعد".
وتباينت التعليقات على منشور المفكر القبطي بين مؤيد ومعارض. وعبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة تباينت المواقف أيضاً بين من يعتبر أن هذه الوجبات تمنح الصائمين بدائل متعددة وتخفف معاناتهم المتمثلة في الحرمان من طعامهم المحبب طوال مدة الصيام (55 يوماً)، وآخرين يعتقدون بأنها تفقد الصيام سره الإلهي وأهم سماته.
وبين الفريقين تعامل فريق ثالث مع الأمر بسخرية شديدة متسائلاً عن مدى جودة طعم هذه الوجبات البديلة أو مدى توافقها مع قدسية الصوم، وتهكم البعض قائلاً "إنهم يتبعون ديناً جديداً".
تدافع نيفين ماهر (32 عاماً) عن هذه الوجبات الصيامي وتقول لرصيف22: "نعم أشتري هذه الوجبات من المطاعم وأحبها"، موضحةً أنها تشتري أيضاً برغر صيامي وبانية صيامي وحواوشي صيامي أو تعدها لأسرتها في المنزل، معتبرةً أنها "لذيذة ولا تتعارض مع الصوم".
وتعارض نيفين الأصوات التي تقول إن هذه الوجبات تفقد الصيام جوهره، مشددةً على أن "الصيام ليس امتناعاً عن الطعام فقط، فقد أصوم وأكذب أو أسرق أو أرتكب ذنوباً أخرى"، مستطردةً "الصيام يتضمن معانٍ أخرى أكثر أهمية".
لاحظت نيفين أن هذه الوجبات البديلة متوفرة وتباع في الأديرة والكنائس، وتقول إنها اشترتها من الكنيسة القريبة لمنزلها، وهذا ما يعني أنها ليست محرمة. لكنها تشير، في الوقت نفسه، إلى أن الكثيرين يرفضون هذه الأطعمة، بينهم زوجها الذي يرفض تناولها ويقول لها: "افطري أحسن".
وقال زوجها ملاك موريس (33 عاماً) لرصيف22: "من يريد أن يتناول أكلاً يشبه أكل الفاطرين (غير الصائمين) فبإمكانه الإفطار بكل بساطة"، معتبراً أنه ليس من الجيد أن يقول المرء إنه صائم وهو يتمتع بتناول مختلف الأطعمة التي يفترض ألا يتناولها الصائمون.
تقدم عدة مطاعم مصرية شهيرة "وجبات الصيام" بمكونات نباتية للمسيحيين أثناء فترة الصوم الأكبر، لكن البعض يرى أن هذه الوجبات تفقد الصيام “جوهره".
أكد القس بولس حليم، المتحدث الرسمي باسم القبطية الكنيسة الأرثوذكسية في مصر، لرصيف22 أن لا مانع من تناول “وجبات الصيام” التي تقدمها بعض المحلات التجارية فيما انتقدها المفكر القبطي كمال زاخر بشدة.
ما رأي الكنيسة؟
من جهته، قال القس بولس حليم، المتحدث الرسمي باسم القبطية الكنيسة الأرثوذكسية في مصر، لرصيف22: "الصوم هو تدريب الجسد وتهذيب الحواس لهدف تنمية العلاقة مع الله. أي إفراغ القلب بهدف الامتلاء بالله والانحلال من أي شيء آخر للارتباط بالله".
وأوضح أن أي ممارسة روحية، كالصوم، إن لم تفِ بهذا الغرض فلا لزوم لها، أي أنه قد يصوم الشخص وهو محافظ على عاداته الخاطئة، ولا يوجد جهاد روحي للتغيير، عندئذ لا تكون هناك فائدة من الصوم.
وشدد القس حليم على أن "الصيام عن الطعام ليس جوهر عبادة الصوم كما يروج البعض". وتوجه للمطالبين بوقف تقديم هذه الوجبات: "صحيح أن المفترض أن الإنسان يدرب نفسه على النسك بالامتناع عن أطعمة الصيام المحببة لديه، لكن لا يوجد ما يمنع من تناول أطعمة بديلة للأكل المحظور خلال فترة الصوم".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع